"لبيك اللهم لبيك".. ضيوف الرحمن على صعيد عرفات (فيديو)

الثلاثاء 27 يونيو 2023 08:11 ص

مع إشراقة صباح اليوم الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1444 هجرية، بدأ حجّاج بيت الله الحرام بالتوافد إلى صعيد عرفات الطاهر قرب مكة المكرمة، لأداء الركن الأعظم ضمن مناسك الحج، في ظل تدابير أمنية وصحية مكثفة لخدمة ضيوف الرحمن المتوقع أن يبلغ عددهم 2.3 مليون حاج.

وأمضى الحجاج الليل في مخيمات مكيفة في وادي منى، على بعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهي أقدس مدينة لدى المسلمين.

وفي الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، توجهوا إلى منطقة عرفات، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.

وسيبقى الحجاج في عرفات طوال اليوم، يصلّون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، وسيعتلي الكثيرون منهم جبل الرحمة ويجلسون بين صخوره.

وفي عرفات، يؤدي ضيوف الرحمن في مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين ويستمعون إلى خطبة عرفة، اقتداءً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين أن خطبة عرفة لهذا العام ستُبث بعشرين لغة، بينها العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والبرتغالية والأمهرية، وتستهدف الرئاسة إيصال الخطبة إلى أكثر من 300 مليون شخص في أرجاء العالم، بترجمة مباشرة عبر منصة "منارة الحرمين".

((1))

خدمات متنوعة

وخلال عملية تصعيد الحجيج من منى إلى عرفات، اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية، وفقا لما لرصدته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية، إذ أحاطوا بطرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.

وفي مختلف أنحاء المشعر، تم توفير الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.

ومع غروب شمس التاسع من ذي الحجة تبدأ الجموع نفرتها إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ويُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون في الهواء الطلق حتى فجر العاشر ويجمعون حصى الجمرات قبل بدء رميها غدا الأربعاء أول أيام عيد الأضحى.

ويُقام موسم الحج هذا العام بدون أي قيود بشأن أعداد الحجاج أو أعمارهم، بعد ثلاثة أعوام من تنظيم حج محدود العدد جراء تدابير مكافحة وباء كورونا.

صعيد عرفات

وعرفة أو عرفات هو مسمى واحد عند أكثر أهل العلم، وهو المشعر الوحيد من مشاعر الحج الموجود خارج الحرم المكي، على نحو 33 كيلو مترا مربعا، ويتجمع فيه عادة أكثر من مليوني حاج.

وعرفة عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بـ"جبل الرحمة" والبالغ ارتفاعه 30 مترا، ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة.

ويقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف، على بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، الذى قضى فيه الحجاج يوم التروية أمس الثامن من ذي الحجة.

وفي يوم عرفة، ينتظر الحجاج أن يشهدوا "أفضل يوم عند الله"، حيث "لم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة"، بحسب أحاديث شريفة.

وشهد عرفة نزول الآية الثالثة من سورة المائدة على رسول الله وهي قوله تعال: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".

وبزيهم الأبيض المميز، تجمع الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق تلبية واحدة في عرفات: "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

يوم عرفة جبل عرفات الحج موسم الحج 1444

وسط المشاهد العظيمة.. كيف تفاعل المسلمون بمنصات التواصل مع يوم عرفة؟ (فيديو)

خطيب عرفة: اختلاف الأعراق ليس مبررا للنزاع ونؤكد على المحبة والتآلف