"بدأنا مرحلة جديدة من المفاوضات لتحديد ما إذا كان يمكن أن نصل إلى اتفاق نهائي يصب في مصلحة لاعبينا والمشجعين والرعاة والشركاء واللعبة بشكل عام".. هكذا تحدث بيان رسمي صادر عن بطولة رابطة المحترفين (بي جي إيه)، ما يعني أن اندماجها مع بطولة (ليف جولف) الممولة سعوديا "غير مؤكدة".

ويواجه الاندماج المقترح، الذي يشمل أيضًا جولة موانئ دبي العالمية، تحقيقين منفصلين من مجلس الشيوخ تم إطلاقهما الأسبوع الماضي، دفعت المجلس لدعوة محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، وكل من مفوض (بي جي إيه) جاي موناهان، والرئيس التنفيذي لشركة (ليف جولف) جريج نورمان، إلى جلسة استماع لاستيضاح أبعاد تلك الصفقة.

والتقى مجلس إدارة (بي جي إيه) للمرة الأولى منذ التفاوض مع صندوق الثروة السيادي في السعودية، لإعادة تشكيل لعبة الجولف، دون أن يصوت على الصفقة.

قال المسؤولون التنفيذيون في (بي جي إيه)، في بيان نشرته صحيفة "نيويورك تايمز": بدأنا مرحلة جديدة من المفاوضات لتحديد ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي يصب في مصلحة لاعبينا ورعاتنا وشركائنا والمشجعين والشركاء واللعبة بشكل عام".

خوفًا من إبعاد اللاعبين الذين يشكلون عضوية الجولة ، قالت المجموعة ، التي غضب البعض بعد أن أذهلتهم أنباء الصفقة، إنها لا تزال "ملتزمة بالضمانات الواردة في الاتفاقية التي تضمن أن يكون لجولة (بي جي إيه) هيكل إداري، وتحتفظ بالسيطرة على هذا الكيان التجاري الجديد المحتمل".

يأتي ذلك في وقت، أفاد السنتاور الجمهوري البارز رون جونسون، بأن الاندماج المقترح في لعبة الجولف "في حالة تغير كبير"، لأن الطرفين يواجهان موعدا نهائيا مدته 6 أشهر للتوصل لاتفاق على التفاصيل النهائية للصفقة.

وقال جونسون لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن "جميع الرهانات متوقفة" حال عدم توصل الطرفين إلى اتفاق نهائي بشأن الاندماج بحلول نهاية عام 2023.

وأوضح أن الاتفاقية الملزمة الوحيدة التي توصل إليها الطرفان حتى الآن كانت "إنهاء التقاضي طويل الأمد الذي يبقيهما في أروقة المحاكم لسنوات".

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، بحلول نهاية العام،  باستثناء اتفاق على التمديد، يمكن للطرفين "العودة" إلى أعمالهما دون أي التزامات مالية.

وفي وقت سابق من يونيو/حزيران، أعلن دوري (بي جي إيه) الأمريكي للغولف اندماجا مفاجئا مع دوري (ليف جولف) الممول من صندوق الثروة السيادي السعودي، في محاولة لرأب الصدع بين الطرفين بعد نزاع استمر عامين.

ووصفت وسائل إعلام أمريكية الصفقة بـ"الانتصار" لمملكة الخليجية الثرية بالنفط.

ومن شأن الصفقة أن تؤدي إلى إنشاء "كيان ربحي جديد مملوك جماعيا"، بعد أن شملت أيضا دوري "دي بي وورلد تور" الأوروبي.

ونشرت "نيويورك تايمز" الاسم المقترح للكيان الجديد: "نيوكو"، لكن لا تزال التفاصيل النهائية للصفقة قيد التفاوض.

وتضيف: "إعلان (بي جي إيه) الصادم مع جولة (ليف جولف)، بعد عام من التقاضي المرير بين الطرفين، يعني سيطرة السعودية على لعبة الجولف عالية المستوى، ويأتي في وقت كانت فيه علاقات البلاد مع واشنطن منخفضة".

ونقلت الصحيفة عن محامٍ قديم يعمل في المعاملات الخارجية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تزداد إحباطًا من العلاقات الحميمة التي تربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالصين.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك العديد من العقبات التي قال الخبراء إنها قد تقف في طريق التوصل إلى اتفاق، أكثرها وضوحا هو قرار وزارة العدل الأمريكية بمنع الصفقة لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار.

وأفادت وزارة العدل، نقلاً عن أشخاص على دراية بالموضوع، أن وزارة العدل أبلغت (بي جي إيه) الخميس، أن الاندماج سيواجه مراجعة بسبب مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار.

كما يمكن لإدارة بايدن أيضًا، من الناحية النظرية، وتحت ضغط من الكونجرس، أن تقرر إطلاق مراجعة للأمن القومي للصفقة المقترحة.

في حين أن الكونجرس لديه عدد أقل من الأدوات الملموسة لعرقلة الصفقة، فإن إجراءات مثل مشروع قانون مقترح لتجريد صندوق الثروة السيادية السعودي من حالة الإعفاء الضريبي "يمكن أن يزعج المملكة".

ولن يواجه الاندماج المقترح معارضة من كبار الديمقراطيين فحسب، بل سيواجه أيضًا معارضة من الجمهوريين الذين أعربوا عن عدم ارتياحهم للصفقة، بالإضافة إلى مجموعة ضغط صاخبة ومهمة من أفراد عائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، والتي قالت مؤخرا إنها "تعرضت للخيانة" بسبب قرار (بي جي إيه) بعكس المسار والموافقة على صفقة".

وأثار الإعلان عن الصفقة احتجاجات من مجموعة ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، التي دفعت من أجل مواصلة التحقيق في أصول هجمات 2001 الإرهابية.

ووصفت المجموعة الجهود التي تبذلها السعودية لدخول لعبة الجولف بأنها "غسيل رياضي" وجزء من خطة لتحسين سمعة المملكة الحقوقية.

واعتبر محللون أن صفقة الاندماج الضخمة في رياضة الجولف، تظهر أن المملكة تمارس القوة الناعمة على الولايات المتحدة وليس العكس، وربما تمثل ضربة لإدارة بايدن ردا على سياساته تجاه الدولة الخليجية الغنية بالنفط.

وسبق أن تعهد بايدن بجعل بن سلمان "منبوذا" بعد قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي نفى الأمير إصدار الأمر بتنفيذه.

ولكن قبل عام تقريبا تبادل بايدن تحية بقبضة يده مع الرجل البالغ من العمر 37 عاما خلال زيارة لجدة. والرياض وجهة رئيسية للمبيعات العسكرية الأمريكية.

وتتعرض السعودية لحملة اتهامات تتعلق بما يعرف بـ "الغسل الرياضي" في محاولة لتعزيز صورتها في جميع أنحاء العالم على الرغم من سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.

لكن المملكة الخليجية تنفي تلك المزاعم وتصر على أن الاستثمار في الرياضة يأتي ضمن خطة أوسع لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط ضمن رؤية 2030.