رئيس "آمان" السابق: جنين ربما تفتح على إسرائيل جبهات أخرى

الثلاثاء 4 يوليو 2023 09:36 ص

حذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارت العسكرية الإسرائيلية (آمان)، اللواء احتياط تامير هايمان، من أن العملية العسكرية الإسرائيلية الراهنة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة ربما تفتح على إسرائيل جبهات أخرى في فلسطين ولبنان.

وبزعم ملاحقة مسلحين مطلوبين، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، الثلاثاء، هجوما على جنين ومخيمها بطائرات مروحية وأخرى بدون طيار وقوات برية، مما أودى بحياة 10 فلسطينيين وأصاب نحو مئة آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 120 وإجلاء نحو ثلاثة آلاف شخص من المخيم.

واعتبر هايمان، مدير "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "السؤال حول ما إذا كان هذه العملية ستقتصر على جنين أم ستتوسع إلى ما بعد ذلك سيحدده عدد الضحايا على الجانب الآخر (الفلسطيني)، فعدد كبير جدا من الضحايا يمكن أن يشعل جبهات أخرى".

وتابع: "في مثل هذه الحالة، كما رأينا في الماضي، قد يتم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة أو لبنان (على إسرائيل)، وفي تقديري، (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ليست معنية بهجوم على إسرائيل، وحركة الجهاد الإسلامي ما زالت ندوبها موجودة من الجولة السابقة، لكن السؤال يعتمد على مقدار الألم الذي يتراكم على الجانب الفلسطيني".

هايمان تساءل عن هدف إسرائيل السياسي من عملية جنين: "هل هي تهيئ ظروفا أفضل لعودة قوات الأمن الفلسطينية إلى شمالي الضفة الغربية أم تريد إزاحة السلطة الفلسطينية وتعود إلى تولي مسؤولية السيطرة الأمنية على المنطقة؟".

وأردف أنه "طالما ظل هذا السؤال غامضا وغير محسوم، ستؤدي العملية إلى تحسين أمني على المستوى التكتيكي، لكن ليس من المؤكد أن هذا سيستمر طويلا".

وتؤكد الفصائل الفلسطينية أنها تقاوم الاحتلال وترد على انتهاكاته اليومية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته وحقوقه، ولا سيما في دولة مستقلة.

ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل أراضٍ في كل فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل تلك الحرب.

موقف السلطة

و"عملية جنين ليست عملية ضد السلطة الفلسطينية، التي يعتبر الحفاظ عليها مصلحة إسرائيلية، على الرغم من التصريحات التحريضية من قبل بعض الأطراف، فالسلطة الفلسطينية بكل ما تفتقر إليه هي جزء من الحل وليست جزء من المشكلة"، وفقا لهايمان.

وردا على عملية جنين، قررت السلطة الفلسطينية، الإثنين، وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل واستمرار وقف التنسيق الأمني معها، وتقنين العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعمة لتل أبيب.

وزاد هايمان بأنه "من المهم ملاحظة أن هذه عملية جنين تكتيكية، أي أنه بدون بنية تحتية استراتيجية سياسية شاملة، لن تغير العملية الواقع بمرور الوقت، إذ يمكن أن يساعد العمل العسكري في إحباط هجمات والقضاء على مسلحين، لكن العمل السياسي وحده هو الذي يضمن الاستقرار على المدى الطويل".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسكتل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من حل الصراع وفقا لمبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وقال هايمان إن المرحلة المقبلة من عملية جنين "تعتمد على الذكاء الدقيق الذي سيظهر من الميدان، ويمكن أن تستغرق هذه المرحلة وقتا طويلا، وسيتعين على إسرائيل أن تقرر متى تكون قد استنفدت الخطوة الحالية وأن تعرف كيفية اتخاذ هذا القرار في الوقت المناسب قبل أن تقع في الفخ".

وحذر من أنه "على المستوى الاستراتيجي، انقلبت الساعة الرملية للشرعية الدولية، فطالما أن ما يجري هو عمل عسكري (إسرائيلي) بحت دون إطار سياسي، فإن الصبر الدولي سيكون أقصر".

المصدر | تامير هايمان/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين جنين إسرائيل جيش الاحتلال عملية عسكرية

تقدير إسرائيلي: إيران تحاول في جنين تكرار تجربة غزة ولبنان

عملية جنين العسكرية تخلف دمارا هائلا وفشلا إسرائيليا وصمودا أكبر للمقاومة (محصلة)