أفادت مصادر استخباراتية بأن تركيا تبذل جهودا حثيثة لتحقيق المزيد من التوازن في علاقاتها مع الحزبين السياسيين بحكومة إقليم كردستان: الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل، والاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، بهدف موازنة المصالح التركية بينهما، وإبعادهما عن نفوذ طهران.
وذكرت المصادر أن العلاقات مضطربة بين الحزبين الكرديين منذ التصويت على ميزانيات عائدات النفط في يونيو/حزيران الماضي، وتخشى أنقرة من أن تدفع التوترات المستمرة قبيلة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، جلال طالباني، إلى أحضان إيران، وفقا لما أورده موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي.
وأوضحت المصادر أن القرب الجغرافي للمنطقة الشرقية من الحدود مع إيران يجعل الاتحاد الوطني الكردستاني في اتصال منتظم مع طهران.
وفي هذا الإطار، زار وفد تركي من كبار مسؤولي المخابرات في يونيو/حزيران لمناقشة استئناف الرحلات الجوية بين أنقرة والسليمانية، والتي توقفت في أبريل/نيسان، مقابل نأي الاتحاد الوطني الكردستاني بنفسه عن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
كما وجه رئيس جهاز الاستخبارات التركي الجديد، إبراهيم قالن، بإصلاح علاقة أنقرة بعشيرة الطالباني في السليمانية، بحسب المصادر.
وبينما لاتزال أنقرة قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، فإن مغادرة رئيس الاستخبارات التركية السابق، هاكان فيدان، للجهاز وتعيينه وزيراً للخارجية ساعد أيضًا في تغيير التوازن، إذ لفيدان، ذي الأصل الكردي، صداقة شخصية مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني.
وأكدت المصادر أن برزاني حريص على علاقات جيدة مع الحكومة التركية، وسافر إلى أنقرة في 20 يونيو/حزيران ليكون أول رئيس دولة أجنبية يهنئ أردوغان على إعادة انتخابه.
