بمكاسب عالية ومخاطر منخفضة.. قطر تبرز كوسيط بالأزمة الأمريكية الفنزويلية

الجمعة 7 يوليو 2023 08:15 م

اعتبر تحليل نشرته مجلة ريسبونسبل ستيتكرافت الأمريكية، المعنية بالشؤون الاستراتيجية، أن قطر برزت مؤخرا كوسيط غير متوقع لحل الأزمات الدبلوماسية في نصف الكرة الغربي.

واستشهد التحليل الذي كتبه إلدار محمدوف خبير في السياسة الخارجية، بما كشفته صحيفة إل باييس الإسبانية الأسبوع الماضي عن عقد لقاء سري في قطر بين خوان جونزاليس مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون أمريكا اللاتينية، وخورخي رودريجيز الذراع اليمنى للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ووفق المجلة الإسبانية فإن الهدف من اللقاء السري الذي احتضنته الدوحة هو إنشاء قناة اتصال مباشرة بين البلدين في المستقبل، واستكشاف سبل إزالة التوتر بين واشنطن وكاركاس على خلفية عقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على كاراكاس، بعد اتهام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتقويض الديمقراطية.

وذكرت المجلة أنه لم يكن من المتوقع أن يسفر الاجتماع في قطر عن أي اختراقات كبيرة، إذ لا تبدو واشنطن ولا كاراكاس على استعداد للقيام بذلك في الوقت الحالي.

لكن بدلا من ذلك، تقول المجلة، يبرز لقاء جونزاليس ورودريجيز قطر على أنها أصبحت على نحو متزايد وسيطا جديرا بالثقة لحل المشكلات الدبلوماسية.

وعقبت أنه حتى لو فشلت هذه الوساطة فإن قطر ليس لديها ما تخسره، مشيرة إلى أن أنه بالنسبة للإمارة الخليجية، يعتبر الانخراط في فنزويلا استراتيجية عالية المكاسب وفي نفس الوقت منخفضة المخاطر.

وأوضحت أن دور قطر غير المتوقع كوسيط للحوار الأمريكي الفنزويلي، يملئ جزئيًا الفراغ الذي تركه الفاعلون الآخرون في هذا الصدد، ولا سيما كولومبيا.

من خلال عرض خدماتها في تلك المنطقة البعيدة عن الشرق الأوسط، تعمل الدوحة على ترسيخ سمعتها الناشئة كوسيط دبلوماسي عالمي، مما يساعد واشنطن في العديد من المجالات الحساسة سياسياً بشكل خاص.

ولفتت المجلة إلى أن قطر توسطت بين الولايات المتحدة وإيران في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المحتضر وتبادل الأسرى.

كما استضافت الدوحة محادثات بين الولايات المتحدة. وطالبان، مما مهد الطريق لاتفاق أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة لقواتها من أفغانستان.

وتعد فنزويلا هي ساحة أخرى تنظر فيها الولايات المتحدة إلى التنوع الدبلوماسي لقطر على أنه رصيد.

فلم تنضم قطر أبدًا إلى القائمة الواسعة للدول التي اعترفت بزعيم المعارضة خوان جوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، ما مكنها من الحفاظ على العلاقات مع كاراكاس.

في يونيو/حزيران 2022، استبعدت الولايات المتحدة مادورو من حضور قمة الأمريكتين في لوس أنجلوس، وبعد فترة وجيزة، قام بجولة في عدد من الدول الأوروبية الآسيوية والأفريقية. وكانت قطر على قائمته، إلى جانب تركيا وإيران والجزائر والكويت.

في المقابل تنظر قطر إلى فنزويلا باعتبارها سوقًا واعدة محتملة للاستثمار فيها، لا سيما في قطاعات التعدين والسياحة والنفط، وكلها مستنزفة بسبب سنوات من سوء الإدارة، ولكن أيضًا بسبب الولايات المتحدة. العقوبات.

كما تساعد علاقات قطر الوثيقة مع تركيا، أحد شركاء مادورو الدوليين الرئيسيين، على تعزيز الثقة الثنائية.

وهناك فرصة معقولة لفشل الجهود الدبلوماسية القطرية في كسر الجمود بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إذ أن هندسة انفراج حقيقي بين الولايات المتحدة وفنزويلا من المرجح أن يتجاوز بكثير قدرات قطر.

وحال حدوث ذلك، فإن الدولة الخليجية لن يكون لديها ما تخسره، ويمكنها بعد ذلك الانتقال إلى أزمة دولية أخرى حيث يمكنها تقديم خدماتها الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة.

 

 

 

المصدر | إلدار محمدوف / ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر وساطة قطرية العلاقات الأمريكية الفنزويلية

كيف وضعت قطر نفسها على خارطة الوساطة بين أمريكا وفنزويلا؟