يُظهر استخدام إيران المستمر للأعمال غير القانونية أيضًا مدى استعدادها للقيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار حتى مع عمل دبلوماسييها نحو تحقيق أهداف دبلوماسية مع دول الخليج.. هكذا اتهمت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، بعد تقارير عن تعرض سفيتنين جديدتين في مضيق هرمز.
والأربعاء الماضي، اتهمت البحرية الأمريكية، إيران بمحاولة الاستيلاء على ناقلتي نفط في خليج عمان قرب مضيق هرمز، مشيرة إلى أن قواتها أحبطت العملية.
بينما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن أعيرة نارية أُطلقت على ناقلة نفط قبالة ساحل العاصمة العمانية مسقط، وهو ما نفاه مصدر عسكري إيراني مطّلع.
ووفق تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" ترجمه "الخليج الجديد"، فإن استمرار إيران في استخدام القرصنة البحرية وغيرها من الأعمال البحرية غير القانونية في الخليج ومضيق هرمز "يمثل تهديدًا دائمًا".
ويضيف: "حقيقة أن الولايات المتحدة كانت قادرة على التدخل هذه المرة تظهر أن البحرية الأمريكية والشركاء الآخرين قلقون بشكل متزايد".
ومنذ عام 2019، شهدت مياه الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية البالغة؛ سلسلةً من الهجمات على سفن الشحن في أوقات التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ويمر نحو خُمس الشحنات العالمية من النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز وفقا لبيانات من شركة فورتكسا للتحليلات.
وعادة ما تدعي إيران أنها استولت على السفن كرد انتقامي، إما بسبب الديون غير المسددة أو بسبب مضايقة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للسفن الإيرانية في الخارج.
ومع ذلك، والحديث للتحليل، فإن إيران تستخدم أساليب خطيرة وغير قانونية مثل استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار لمهاجمة السفن وقتل أفراد الطاقم.
ووفق المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية تيم هوكينز، فإن إيران حاولت الاستيلاء على ناقلتي النفط التجاريتين قرب مضيق هرمز في ساعة مبكرة من الأربعاء، ولكن تم الرد على الواقعة من قبل البحرية الأمريكية.
وأضاف أن سفينتين إيرانيتين حاولتا اعتراض الناقلتين، موضحا أنه "تم إطلاق النار على إحداهما"، لمنع عملية الاستيلاء.
وأكد أن إطلاق النار على السفينة الإيرانية لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار جسيمة، معلنا أن البحرية الإيرانية تراجعت بعد استجابة البحرية الأميركية لإشارات الاستغاثة من الناقلتين النفطيتين اللتين واصلتا رحلتيهما بشكل طبيعي.
ولم تعلق السلطات الإيرانية على الرواية الأمريكية بشأن الحادث في خليج عمان حتى الساعة.
وذكرت البحرية الأمريكية، أن إيران "احتجزت 5 سفن تجارية على الأقل خلال العامين الماضيين، كما اعترضت عدة سفن أخرى"، لافتة إلى أن غالبية الحوادث وقعت في نطاق مضيق هرمز.
ولاحقا، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن أعيرة نارية أُطلقت على ناقلة نفط في مياه الخليج، بدون أن يلحق أي أذى بالسفينة ولا طاقمها، في أحدث واقعة في سلسلة من الهجمات ووقائع الاحتجاز لسفن في الخليج منذ عام 2019.
وقالت الهيئة التابعة للبحرية الملكية البريطانية، في تقرير عن واقعة "اقتراب مريب"، إن السفينة تَحدد موقعها قبالة ساحل العاصمة العمانية مسقط عندما وقع إطلاق النار.
وقالت شركة "أمبري" للأمن البحري، إن السفينةالتي كانت في الطريق من الإمارات إلى سنغافورة، زادت سرعتها وغيرت مسارها بسبب الواقعة.
ويعلق التحليل على الواقعتين بالقول: "تعتقد إيران أن لديها حصانة للقيام بذلك، ويمكنها الهجوم في الوقت الذي تختاره ضد عدد كبير من السفن التي يتعين عليها استخدام هذه المياه".
ويضيف: "على هذا النحو، فإن البحرية الأمريكية وغيرها مرهقة للغاية بحيث لا تستطيع حماية كل سفينة".
ويتابع: "استخدمت الولايات المتحدة مؤخرًا سفنًا غير مأهولة، وطائرات بدون طيار تابعة للبحرية، في محاولة لتعزيز عدد الأصول في المنطقة".
ومع ذلك، والحديث للتحليل، فإن هذه الأنواع من الأنظمة جديدة وبعضها تجريبي وليست مسلحة، يمكنها المساعدة في المراقبة، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكنهم فعله إذا كانت إيران جادة بشأن الاستيلاء على سفينة.
ويختتم التحليل بالقول: "يمثل هذا تحديًا حقيقيًا للبحرية الأمريكية والقوات البحرية الأخرى في المنطقة".
