تسليم تركيا قادة كتيبة "آزوف" إلى أوكرانيا.. ماذا يعني؟

الثلاثاء 11 يوليو 2023 09:35 م

سلمت أنقرة، قبل أيام، 5 من قادة كتيبة "آزوف" إلى أوكرانيا، رغم اتفاق يقضي ببقائهم في تركيا حتى انتهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، ما أثار تساؤلات بشأن التداعيات على العلاقات التركية الروسية المنتعشة منذ سنوات، لاسيما وأن موسكو لم تتلق أي إخطار مسبق بتسلميهم.

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، التزمت تركيا حيادا إيجابيا ساهم في أدائها أدوار وساطة ناجحة في ملفات منها إخراج مقاتلي كتيبة "آزوف" القومية المتشددة من مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الساحلية، وإبرام "صفقة الحبوب" لإخراج الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.

  • كتيبة "آزوف" قادت معركة الدفاع عن مدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف حتى سقوطها بيد القوات الروسية في مايو/أيار 2022، وحينها استسلم عدد من قادة الكتيبة بعد أن ظلوا صامدين لأكثر من 3 أشهر في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع آزوفستال للصلب.
  • قادة الكتيبة ظلوا في تركيا منذ عملية تبادل أسرى في خريف العام الماضي، تسلمت أوكرانيا بموجبها 215 فردا وروسيا 55 عسكريا ورجل الأعمال والسياسي الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور ميدفيدتشوك، وكان من المقرر وفقا للمعلن أن يبقى 5 من قادة "آزوف" في تركيا حتى انتهاء الحرب.
  • المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قال إن تسليم قادة "آزوف" يشكل انتهاكا مباشرا من جانب أنقرة وكييف للاتفاق القاضي ببقائهم في تركيا، بضمانات شخصية من أردوغان، حتى انتهاء الحرب.
  • أبدت موسكو تفهما للخطوة التركية يبدو أنه يعكس عدم وجود رغبة في تصعيد ربما يفقدها أنقرة في الظروف الراهنة الحساسة، إذ اعتبر بيسكوف أن تركيا أُرغمت على ذلك إثر إخفاقات الجيش الأوكراني في هجومه المضاد، وعشية قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو/تموز الجاري، مضيفا أن أنقرة تبدي تضامنا مع أعضاء الحلف، وروسيا تدرك ذلك جيدا.
  • سريعا حاولت أنقرة وروسيا على ما يبدو احتواء الخلاف، إذ أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فدان ونظيره الروسي سيرجي لافروف محادثات هاتفية، الأحد، تطرقت إلى قضية عودة قادة "آزوف"، وجدد خلالها الوزيران التأكيد على ضرورة الحفاظ على الثقة المتبادلة في العلاقات بين البلدين.
  • إذا كان تسليم قادة "آزوف" مجرد تباين في الرؤى حول كيفية تطبيق الاتفاق، فلن تكون هناك تداعيات تذكر على العلاقات بين أنقرة وموسكو، أما إذا كان امتدادا لخلافات قائمة بالفعل خلف الكواليس فقد ينذر ذلك بتداعيات.
  • ربما أدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يحصل على تنازلات مهمة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قضايا جوهرية، لذا يؤكد قبل لقاء مرتقب بينهما (لم يتحدد بعد) أنه يمكنه استعراض قوته ما لم تتم مراعاة مصالحه في ملفات منها مصير تمديد "صفقة الحبوب" التي تنتهي في 17 يوليو/ تموز الجاري.
  • تركيا، بحسب محللين روس، ليست حليفا لروسيا ولم تسع يوما إلى ذلك، فما بينهما هي مجرد آلية عمل وتعاون تقوم على تحقيق منافع متبادلة، والأهم من ذلك هو امتناع كل منهما عن التسبب في ضرر للآخر.
  • آلية التعاون تلك بين روسيا وتركيا ستصبح على المحك، وفقا للمحليين، إذا لم ترد موسكو على أنقرة في أي ملف من ملفات التماس الحساسة، بدءا من القوقاز وصولا إلى سوريا، أو إذا جاء الرد قويا بشكل غير متناسب مع تسليم قادة كتيبة "آرزف".

موضوعات متعلقة