منح تركيا طائرات إف-16 يواجه أزمة سبب تصريحات أردوغان.. ماذا قال؟

الخميس 13 يوليو 2023 09:36 م

ما بدا وكأنه صفقة منتهية بشأن عضوية السويد في الناتو، يواجه المزيد من عدم اليقين.. فالآمال في انضمام السويد السريع تلاشت، بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن البرلمان سيأخذ وقتا في التصديق، بعد عودة المشرعين من عطلة الصيف في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

هكذا يخلص تقرير لموقع "المونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، مستندا إلى تصريحات أردوغان للصحفيين في فيلنيوس عاصمو ليتوانيا، الأربعاء: "البرلمان ليس منعقدا للشهرين المقبلين.. لكن هدفنا هو إنهاء هذه المسألة بأسرع ما يمكن".

وكان أردوغان أسقط الإثنين بشكل غير متوقع اعتراضه على انضمام الدولة الاسكندنافية إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وهو فوز للكتلة عبر الأطلسي في الوقت الذي سعت فيه إلى تشكيل جبهة موحدة ضد روسيا، خلال قمة هذا الأسبوع في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا.

ويشير محللون، إلى أن الكثير قد يتسبب في تراجع أردوغان بين الحين والآخر، مثل مظاهرة أخرى لإحراق القرآن أو احتجاج مؤيد للأكراد في السويد.

يقول ألبير كوسكون النائب السابق للممثل الدائم لمهمة تركيا في الناتو: "لسنا قريبين كما كنا نظن كلما أدلى أردوغان في البداية بتصريح بأنه سيعطي الضوء الأخضر لذلك".

ويضيف: "بينما أعطى أردوغان الضوء الأخضر لهذا، فإن ما منحه الضوء الأخضر يرسله إلى البرلمان".

ويتابع: "سوف يرسل إشارة إلى الولايات المتحدة، أنه ما لم يكن هناك تقدم بشأن طائرات (إف-16)، فقد يكون من الصعب على البرلمان الموافقة على عضوية السويد في التحالف".

وتصر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أن ترفع تركيا معارضتها لطلب السويد بعد عام من منعها، حيث لم تكن مرتبطة ببيع محتمل لطائرات مقاتلة من طراز (إف-16).

لكن في جلسات خاصة، قال مسؤولون أمريكيون لتركيا إن طلب السويد المتوقف لحلف شمال الأطلسي كان العقبة الرئيسية أمام موافقة الكونجرس على الصفقة التي طال انتظارها بقيمة 20 مليار دولار، حسبما قالت مصادر مقربة من الحكومة التركية.

ويدعم البيت الأبيض البيع لكنه يحتاج إلى موافقة كبار الديمقراطيين والجمهوريين في لجنتي الشؤون الخارجية والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذين لديهم سلطة منعها.

ووراء الكواليس، سعت الإدارة إلى طمأنة المشرعين الذين أشاروا إلى أن انضمام السويد كان شرطًا مسبقًا لدعمهم لطائرات (إف-16).

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر، الثلاثاء، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكين ناقش هذه القضية في الأسابيع الأخيرة مع السناتور بوب مينينديز، الناقد التركي القديم الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية.

وفي حديثه للصحفيين الإثنين، قال مينينديز إنه لا يزال لديه مخاوف بشأن سلوك تركيا، ولكن إذا تمكنت إدارة بايدن من معالجتها، "فقد يكون هناك طريق" لبيع هذه الطائرات التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية.

ومضى العضو الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي، ليقول إنه يبحث عن تأكيدات من الإدارة الأمريكية بأنه سيعزز أمن اليونان لمنحها "ميزة نوعية" في المنطقة.

ووفق تقرير "المونيتور"، فإن تزويد طائرات (إف-35) الأمريكية الصنع إلى اليونان، خصم تركيا منذ فترة طويلة يمكن أن يبرم الصفقة لمينينديز.

وطلبت أثينا شراء طائرات مقاتلة شبحية متقدمة من واشنطن، لكن إدارة بايدن لم تخطر الكونجرس رسميًا بعد بموافقتها.

قال أحد مساعدي السياسة الخارجية في مجلس النواب، إن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين يعتبرون تخلي تركيا عن اعتراضاتها على انضمام السويد إلى الناتو "خطوة مهمة إلى الأمام".

لكنهم، حسب المصدر ذاته "ما زالوا قلقين بشأن انتهاكات السيادة اليونانية ، وعدم تنفيذ تركيا للعقوبات الروسية واستمرار العدوان على الشركاء الأكراد".

ولا يزال مينينديز هو الأكثر معارضة، لكنه قال الإثنين إنه قد يتخذ قرارًا بشأن طائرات (إف-16) في الأسبوع المقبل.

ويترك ذلك نافذة قصيرة قبل أن ينطلق البرلمان التركي في العطلة الصيفية في وقت لاحق من هذا الشهر.

ومع ذلك، يمكن للقيادة البرلمانية نظريًا استدعاء المشرعين إلى الجلسات في أي وقت للتصويت على تصديق انضمام السويد للناتو.

يقول آلان ماكوفسكي، الموظف السابق في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، منذ فترة طويلة والذي يعمل الآن محللًا لشؤون تركيا في مركز التقدم الأمريكي، وصفها بأنها معضلة "الدجاجة والبيضة" بالنسبة لتركيا والولايات المتحدة.

ويضيف: "أتوقع أن تحاول الإدارة الضغط على أردوغان للتصديق على الفور، وفي نفس الوقت تحاول دفع مينينديز إلى قول نعم".

ويتابع ماكوفسكي: "من الصعب بالنسبة لي أن أصدق أن الإدارة راضية عن ترك هذا الشيء يذهب حتى أكتوبر/تشرين الأول.. يمكن أن يحدث الكثير".

وكانت الولايات المتحدة في عام 2019 قد أخرجت تركيا من برنامج اقتناء طائرات إف 35-الأمريكية الشبحية، التي كانت تشارك تركيا في تصنيعها، وذلك بسبب شرائها منظومة صواريخ إس-400 الروسية، بعد تلكؤ الدول الغربية في تزويدها بصواريخ مضادة للطائرات.

وحينها، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعض العقوبات على مشتريات الدفاع التركية، بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا (CAATSA)، بسبب صواريخ إس 400.

بعد وصول إدارة بايدن للحكم، وكحل للأزمة، قالت أنقرة إن واشنطن اقترحت عليها أن تبيعها طائرات إف-16 مقابل استثمارات تركيا في برنامج المقاتلة إف-35، الذي أقصيت منه.

وبالفعل، في عام 2021 طلبت تركيا من الولايات المتحدة الأمريكية تزويدها بـ40 مقاتلة من طراز إف-16 بقيمة 20 مليار دولار، ضمن صفقة تشمل تحديث 79 طائرة موجودة لديها.

لكن منذ ذلك الحين تعثرت عملية البيع بسبب اعتراضات الكونغرس رغم تكرار حكومة بايدن القول إنها تدعم الصفقة.

ويرجع تحفظ الكونجرس على الصفقة إلى اعتراضه على ما يقول إنه سجل أنقرة في مجال حقوق الإنسان وسياستها تجاه سوريا، ولاحقاً رفضها انضمام السويد لحلف الناتو، بسبب اتهامات من تركيا للسويد بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً.

غير أن الكونجرس وافق قبل نحو شهرين على حزمة أصغر بكثير قيمتها 259 مليون دولار، تشمل تحديث برامج إلكترونيات الطيران لأسطول تركيا الحالي من مقاتلات (إف-16)، بعد أيام من تصديق أنقرة على انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.

وعلى مدار العام الماضي، حاول أعضاء في الكونغرس الأمريكي فرض شروط على الصفقة، عبر ربطها بضرورة موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف "الناتو"، فيما أعلنت أنقرة رسمياً رفضها هذا الربط، واشترطت وفاء الدولتين بتعهداتهما بـ"استئصال العناصر الإرهابية التي تستهدف تركيا من أراضيهما".

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان الناتو السويد مقاتلات مقاتلات أمريكية تركيا

بقنابل وصواريخ ورادار.. مرحلة تركية ثانية من تحديث مقاتلات "إف-16"

تركيا تحث أمريكا على الالتزام بوعد بيع طائرات إف-16