صحيفة مغربية: تعيين ملحق عسكري إسرائيلي بالرباط يرفع مستوى التنسيق الأمني

الأربعاء 19 يوليو 2023 07:14 ص

"تطور من شأنه أن يرتقي بسبل التنسيق الأمني بين الجانبين إلى مستويات عالية"، هكاذ وصفت صحيفة "هسبريس" المغربية، قرار إسرائيل تعيين ملحق عسكري في المغرب.

والإثنين، قال بيان أصدره جيش الاحتلال، إن رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هليفي، قرر تعيين شارون إيتاح، ملحقاً عسكرياً أول بالمغرب، في خطوة "تاريخية ترفع مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين".

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الرباط أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعث برسالة إلى الملك المغربي محمد السادس، أبلغه فيها بقرار "الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية".

وسيقيم الملحق العسكري في الرباط، وسيتولى مهمة تطوير وتعزيز العلاقات الأمنية كافة مع المغرب، على أن يتولى رسمياً المهمة في الأشهر المقبلة، حسب ذات البيان.

ووفق الصحيفة المغربية، فإن هذه الخطوة المهمة جاءت بتزامن مع إعلان حكومة نتنياهو اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، في تجسيد واضح لرغبة تل أبيب بتعميق التعاون الأمني والاستخباراتي مع الرباط بشكل رسمي ومعلن عنه، وذلك في ظل تنامي التوجس الدولي من الدور الإيراني في منطقتي الساحل وشمال أفريقيا.

وأضافت: "بعد هذا الإعلان، سيكون بإمكان شارون إيتاح مباشرة مهامه الاستخباراتية بشكل رسمي بعدما كان هذا المجال التعاوني المهم بين المملكة المغربية وإسرائيل غالبا ما يتم بشكل غير معلن عنه، كما من المرتقب أن يتضاعف التنسيق المغربي الإسرائيلي الأمريكي ضد التمدد الإيراني الذي يصل إلى تهديد الأمن القومي للمغاربة برعاية جزائرية".

ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني المغربي محمد الطيار، القول إن تزامن التعيين مع إعلان إسرائيل اعترافها بمغربية الصحراء، "يبين العناية الكبيرة التي توليها تل أبيب لمهام هذا الملحق العسكري الكبيرة".

وأوضح الطيار أن "تل أبيب تسعى لتطوير علاقاتها الأمنية بشكل عام، والعسكرية بشكل خاص، مع المملكة المغربية"، مشيرا إلى أن تعيين إيتاح جاء تتويجا لزيارات عديدة لكبراء المسؤولين العسكريين الإسرائيليين للمملكة والعكس صحيح.

وصرح الخبير الأمني بأن "هذا الأمر تزامن كذلك مع تواجد نخبة من الضباط الإسرائيليين في مناورات الأسد الأفريقي الأخيرة التي تسعى إلى توطين الصناعة العسكرية بالمملكة".

وأشار إلى أن "التهديدات الإيرانية المستمرة في المنطقة تستهدف تل أبيب والرباط معا، خاصة من خلال الجماعات التابعة لإيران، إذ من المرتقب أن تحدث مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران حول مصالحهما بأفريقيا، خاصة في منطقة الساحل والصحراء".

ولفت إلى أن "طهران في الطريق إلى توظيف البوليساريو كذراع لها في المنطقة عبر تزويدها بالطائرات المسيرة"، مؤكدا أن "هذا المعطى يشكل تحديا مشتركا للرباط وتل أبيب".

من جانبه، اعتبر الخبير الأمني المغربي محمد أكضيض، أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء ذهب في مستويات ثلاثة؛ أولها سياسي عبر رسالة نتنياهو، ثم الاستثماري الدبلوماسي عبر الإعلان عن نية فتح قنصلية بالداخلة، إلى جانب الأمني عبر تعيين ملحق عسكري بالرباط.

وأفاد أكضيض، بأن "نخب الجيش الإسرائيلي حضرت إلى مناورات الأسد الأفريقي، وهي مؤشرات كانت استباقية للإعلان عن تعيين إيتاح بالمغرب، في ظل رغبة المملكة الكبيرة في الاستفادة من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية".

يشار إلى أن الملحق العسكري الجديد إيتاح من أصول عائلة يهودية عاشت في المغرب، يتحدث اللهجة المغربية، وكان قد زار المملكة العام المنصرم، ويشغل حاليا منصب قائد لواء حيفا في الجبهة الداخلية.

وشهد المغرب في النصف الأول من عام 2023 زيارات مختلفة لوزراء إسرائيليين ومسؤولين في القطاع الخاص ووفود سياحية، شملت 4 وزراء و3 مسؤولين عسكريين كبار ورئيس الكنيست.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المغرب إسرائيل نتنياهو ملحق عسكري الصحراء الغربية

الجزائر تندد بقرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية