كيسنجر يزور الصين ويلتقي وزير دفاعها الخاضع لعقوبات أمريكية

الأربعاء 19 يوليو 2023 09:58 ص

أجرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، زيارة "مفاجئة" إلى الصين، قبل أن يلتقي وزير دفاعها لي شانجفو.

ووفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الصينية، فإن "لي"، الخاضع لعقوبات أمريكية، استقبل كيسنجر الثلاثاء، حيث كان في بكين "كصديق للصين".

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن استقبال لي لكيسنجر، جاء بصفته مواطنا عاديا.

وخلال اللقاء، قال لي إنه "يجب على الولايات المتحدة والصين القضاء على سوء الفهم، والتعايش السلمي، وتجنب المواجهة".

وأضاف أن "جو الاتصالات الودية بين الولايات المتحدة والصين تم تدميره"، ملقياً باللوم على "بعض الأشخاص" في أمريكا، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج".

وشدد لي في حديثه لكيسنجر، على أن بلاده "تأمل في العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق علاقة صحية ومستقرة بين البلدين وجيشيهما".

وجمدت الصين الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة، بعد رفض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع العقوبات التي كانت قد فرضتها على وزير الدفاع الصيني في عام 2018، بالإضافة إلى حادثة المنطاد الصيني.

وتشدد بكين على أن هذه العقوبات منعت عقد اجتماع بين لي الذي تولى منصبه في مارس/آذار العام الجاري، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في منتدى أمني في سنغافورة الشهر الماضي، فيما تقول الولايات المتحدة إن العقوبات لا تمنع عقد لقاءات بين الجانبين.

وتتزامن رحلة كيسنجر إلى بكين، مع سعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحقيق الاستقرار في العلاقات الدبلوماسية مع الصين، بعد فترة من الاحتكاك الهائل بين الولايات المتحدة والصين، وفي الوقت الذي بذلت فيه الحكومة الأمريكية جهودا في الأشهر الأخيرة لتحقيق الاستقرار في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقد سافر العديد من كبار المسؤولين في الإدارة إلى الصين في الشهر الماضي، بينما تتزامن الزيارة مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري، إلى الصين.

ورفضت الحكومة الصينية الجهود الأمريكية للانخراط في اتصالات عسكرية رفيعة المستوى.

كما رفضت اجتماعا بين لي ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في حوار شانغريلا الأمني، في وقت سابق من هذا العام، على الرغم من أن المسؤولين تحدثا لفترة وجيزة في القمة في سنغافورة.

بدوره، قال كيسنجر، الذي طالما اعتُبر "صديقاً قديماً" لبكين، وفقاً لبيان وزارة الدفاع الصينية: "لا يمكن للولايات المتحدة أو الصين التعامل مع بعضهما البعض على أنهما أعداء".

ولا تزال الاتصالات العسكرية مجمدة بين الطرفين، إذ قال الأدميرال الأمريكي المسؤول عن القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي جون أكويلينو، إن محاولاته الأخيرة للتواصل مع نظرائه الصينيين "تم تجاهلها أو رفضها"، بما في ذلك دعوة أخيرة لحضور مؤتمر رؤساء الدفاع السنوي في فيجي الشهر المقبل.

واجتمع كيسنجر، الذي كان دبلوماسياً أمريكياً رفيع المستوى ومستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض في سبعينيات القرن الماضي، بانتظام مع كبار المسؤولين في بكين منذ أن لعب دوراً رئيسياً في تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون.

وتولى كيسنجر المولود في 1923 منصب وزير الخارجية الأمريكي بين 1973 إلى 1977، كما تولى منصب مستشار الأمن القومي بين 1969 إلى 1975، ويعد من أبرز أعلام السياسة الخارجية الأمريكية.

وفي مايو/أيار الماضي، قام سفير الصين لدى الولايات المتحدة شي فنج، بزيارة كيسنجر، وقدم له أطيب تمنياته بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.

واستقبل الرئيس الصيني شي جين بينج، في عام 2019، بقاعة الشعب الكبرى، كيسنجر وأعرب عن تقديره لـ"مشاعره الصادقة"، وجهوده في تعزيز تطور العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، عبر كيسنجر عن توقعات متشائمة إزاء حالة العلاقات بين واشنطن وبكين، قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين، كجزء من مهمة إعادة ضبط العلاقات.

وقال كيسنجر في مقابلة مع "بلومبرج" جينها، إن الصراع العسكري بين الصين وتايوان محتمل، إذا استمرت التوترات على ما هي عليه.

كما حذّر من عزلة الولايات المتحدة، حال إخفاقها في تحقيق التوازن بسياستها الخارجية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين كيسنجر وزير الدفاع

قرقاش يشيد بزيارة كيسنجر للصين وعبدالله بن زايد يعلق.. ماذا قالا؟