مخطط صهيوني ناعم لضم غور الأردن
قادة المستوطنين يصوغون خطة فعلية لإيجاد الحلول القانونية والأمنية والاستيطانية لضم غور الأردن للسيادة الإسرائيلية.
الخطير في المخطط هو أنه يأخذ بالاعتبار بعض مصالح الفلسطينيين والأردنيين فهو لا يقدم كمشروع عنصري استفزازي، بل كمشروع له فوائد للجميع!
مخطط محكم مدروس، وخطورته تكمن في مبرراته التي يمكن تسويقها، في أمريكا أو حتى لدى بعض الدول العربية التي لا ترى إلا من منظار العوائد الاقتصادية.
* * *
تكشف صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن صياغة قادة المستوطنين خطة فعلية لإيجاد الحلول القانونية والأمنية والاستيطانية لضم غور الأردن للسيادة الإسرائيلية.
الخطير في المخطط هو أنه يأخذ بعين الاعتبار بعض مصالح الفلسطينيين والأردنيين، فهو لا يقدم كمشروع عنصري استفزازي، بل كمشروع له فوائد للجميع!! وهذا مدخل خطير لطالما وقعنا نحن العرب في فخه.
المخطط يتحدث عن بناء مطار تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة في غور الأردن قرب جسر الملك حسين، يمكن للفلسطينيين استخدامه.
يقول التقرير العبري إن أصحاب المخطط يعون جيدا الصعوبات والمخاوف من المشروع، لكن لديهم جرأة وتصميما، مصحوبين بعمل دبلوماسي شاق، في محاولة للإيضاح أن التفاهم بين "إسرائيل" والدول العربية، خاصة الأردن، على أن فرض السيادة الإسرائيلية في وادي الأردن، وتسريع تطويره، هو مصلحة مشتركة لجميع الأطراف.
المخطط بحسب الصحيفة العبرية، يروج له "لوبي غور الأردن" بقيادة عشرات من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة، بتنظيم من كوبي إليراز المستشار السابق لشؤون الاستيطان لأربعة من وزراء الحرب السابقين، والمحامي عيران بن آري خبير العقارات والقانون في الضفة الغربية.
وقد عرضوا الخطة على الوزراء وأعضاء الكنيست، وشرحوا بالتفصيل الخطوات على طريق تطبيق السيطرة في غور الأردن، ويرى واضعو المخطط أنه "من أجل تنفيذه، يجب أولا تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن".
إذا فالمسألة ليست مجرد نزوة، أو دعوة من كاتب مقال أو حتى وزير سابق، إنه مخطط محكم مدروس، وخطورته كما قلنا تكمن في مبرراته التي يمكن تسويقها، سواء في الولايات المتحدة، أو حتى لدى بعض الدول العربية التي لا ترى إلا من منظار العوائد الاقتصادية.
من المفترض أن يكون لدى وزارة الخارجية تفصيلات عن هذا المخطط وإمكانية تنفيذه، ومن المفترض أن يكون لديها مخطط لمواجهته وعرقلته.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
