مكاسب وتهدئة توترات وتعزيز أدوار.. ماذا حققت تركيا بعد موافقتها على دخول السويد للناتو؟

الجمعة 21 يوليو 2023 02:16 م

اعتبر تحليل نشره موقع "أسباب"، المتخصص في بتحليل أبعاد ومآلات التطورات الإقليمية والدولية من منظور جيوسياسي، أن تركيا أحرزت مكاسب متعددة، مقابل موافقتها على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، دون المساس بسياساتها  المتوازنة تجاه الصراع الأبرز في العالم الآن، وهو الحرب الروسية  الأوكرانية، الذي جعل خريطة تحالفاتها الاستراتيجية شديدة  الحساسية.

وفي 10 يوليو/تموز الجاري، وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انضمام السويد إلى "الناتو"، وجاءت الموافقة التركية قبل يوم واحد من القمة السنوية للناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وهي الموافقة التي انتزعت أنقرة بموجبها تعهدا من السويد بإعطاء دفعة لملف انضمامها المتعثر إلى الاتحاد الأوروبي، وتعهدا أمريكيا بالمضي قدما في صفقة مقاتلات "إف 16" التي تحتاجها تركيا.

وبشكل عام، يرى التحليل أن أبرز مكاسب تركيا من وراء الموافقة على دخول السويد للناتو، هو وضع حدٍّ لتفاقم العلاقات مع حلفائها في المعسكر الغربي والولايات المتحدة.

ويضيف أن أردوغان حقق مكاسب جوهرية من وراء قضية انضمام السويد إلى الناتو؛ فمن ناحية استطاع أن يحصل على التزامات من السويد بشأن التطبيق الحازم للتشريعات الجديدة لمكافحة الإرهاب ضد حزب العمال الكردستاني (PKK)، وكذلك استطاع الرئيس التركي أن يحصل على تأكيدات من واشنطن بالمضي قدما في صفقة الطائرات المقاتلة الجديدة والمحدثة من طراز  "إف 16".

ومن ناحية أخرى أكد أردوغان بالخطوة الاستباقية بقبول عضوية السويد في الناتو قبل انعقاد القمة السنوية للحلف على دور تركيا المحوري في تعزيز الناتو.

ولفت التحليل إلى أن إعلان أردوغان دعم انضمام السويد إلى الناتو لا يعد موافقة نهائية؛ إذ يستلزم القرار تصويت البرلمان التركي والذي ستنعقد جلساته بعد فترة الراحة الحالية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويعني هذا أن أردوغان لا يزال يمتلك القدرة على المناورة بعدم تمرير القرار في البرلمان التركي إذا تراجعت أو تباطأت السويد عن الوفاء بالتزاماتها نحو الحد من أنشطة حزب العمال الكردستاني، أو إذا تراجعت الولايات المتحدة عن صفقة مقاتلات "إف 16".

ويشير التحليل إلى أن أنقرة حصلت أيضاً على مكسب دعائي في مسار جهودها للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، عبر دفع السويد إلى الإعلان عن دعم الطموحات التركية للانضمام إلى الكتلة، حيث تشير التصريحات التركية التي سبقت الموافقة على انضمام السويد إلى الناتو والتي ربطت بين الموقف التركي من الانضمام وبين عضويتها في الاتحاد الأوروبي إلى سعي أنقرة لإعادة ملف عضوية الاتحاد الأوروبي مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات مع حلفائها الغربيين، ليس من أجل نيل العضوية التي مازالت بعيدة المنال، ولكن من أجل تحقيق بعض الخطوات؛ مثل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الشنجن.

وتوقع التحليل أن تستمر تركيا في سياساتها المتوازنة تجاه الحرب في أوكرانيا، حيث تحافظ على العلاقات التجارية والدبلوماسية والتعاون في بعض الملفات مع روسيا، بينما تواصل دورها مع الناتو لتعزيز الردع في أوروبا ضد التهديدات الروسية.

كذلك يتوقع أن  تواصل تركيا تقديم دعمها القوي لأوكرانيا، حيث قامت أنقرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا بتزويد كييف بطائرات قتالية بدون طيار وأنظمة إطلاق صواريخ ومركبات مدرعة، بالإضافة إلى بناء مصنع للطائرات بدون طيار في أوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية السويدية العلاقات التركية الأمريكية العلاقات التركية الغربية الناتو مكاسب أردوغان الاتحاد الأوروبي

قوة متوسطة كلاسيكية.. قراءة في سياسة تركيا الداخلية ودورها العالمي

ف. بوليسي: 4 مراحل للسياسة الخارجية ودراما الناتو.. ماذا تريد تركيا حقا؟

تركيا ترجئ دعم طلب السويد الانضمام لحلف الأطلسي.. لماذا؟

أردوغان يحيل طلب عضوية السويد للناتو إلى البرلمان التركي