المزيد من قوات فاجنر في أفريقيا.. خريطة التداعيات المحتملة في 5 دول

الأحد 23 يوليو 2023 03:37 م

حذر موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي من أن إرسال مجموعة فاجنر الروسية شبه العسكرية، بقيادة يفغيني بريغوجين، مزيدا من القوات إلى أفريقيا سيلّخف تداعيات متنوعة على ليبيا والسودان وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وربما تدخل المجموعة دولا جديدة، بينها غينيا والكاميرون.

واحتجاجا على سوء إدارة وزارة الدفاع لحرب روسيا المستمرة في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، بحسب بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، الذي اسيتقبلت بلاده بريغوجين وقواتا تابعة له.

ولفت "ستراتفور"، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن بريغوجين أخبر جنوده، عبر مقطع فيديو في 19 يوليو/ تموز الجاري، أنهم لن يشاركوا في حرب أوكرانيا حاليا وسيتم التحضير لـ"طريق جديد إلى أفريقيا".

وتابع أن "قوات فاجنر في معظم الدول الأفريقية، إن لم يكن كلها، استمرت في العمل كالمعتاد، ففي جمهورية إفريقيا الوسطى، وصل المئات من عناصر المجموعة إلى العاصمة بانغي في 17 يوليو/ تموز الجاري للانضمام إلى ألف مرتزق موجودون بالفعل في البلاد لضمان الأمن قبل استفتاء دستوري مقرر في نهاية الشهر الجاري".

و"في مالي، يواصل نحو 1200 جندي من فاجنر تدريب الجيش المالي، وتوفير الحماية المباشرة للمسؤولين الحكوميين وتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب. وفي ليبيا، يوفر حوالي ألفي عنصر خدمات صيانة المعدات العسكرية والتدريب لقوات العقيد المتقاعد خليفة حفتر والميليشيات المتحالفة معها"، كما أضاف "ستراتفور".

وأردف: "وفي السودان، ورد أن فاغنر كان يدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في صراعها مع الجيش السوداني عبر توفير الأسلحة والتدريب والاستشارات العسكرية. وأخيرا، تشير التقارير إلى وجود مجموعة صغيرة من مرتزقة فاجنر في بوركينا فاسو لدعم الحكومة العسكرية الانتقالية".

حروب وانقلابات

وأي زيادة ولو طفيفة في عدد قوات فاجنر في أفريقيا تكفي لإطالة فترة بقاء بعض القادة العسكريين، ودعم الهجوم العسكري المحتمل لقوات حفتر على الحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي في غرب ليبيا، وإطالة أمد الحرب الأهلية في السودان و/ أو تسهيل إدخال فاجنر في دول أفريقية إضافية، بحسب تحذير "ستراتفور".

وأفاد بأنه "في بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، يمكن أن تؤدي زيادة صغيرة في قوات فاجنر إلى دعم جهود القادة الاستبداديين لتأجيل الانتخابات و/ أو اغتصاب حدود الولاية الدستورية الحالية، مما يحتمل أن يحافظ على الحكم العسكري في البلدان الثلاثة".

وزاد بأن "حفتر وحلفاؤه في شرق ليبيا هددوا بالعودة إلى العمل العسكري إذا لم يفِ خصومهم في غرب ليبيا بإيجاد آلية لتقاسم عائدات النفط بحلول نهاية أغسطس/ آب الجاري".

ورجح "ستراتفور" أنه في حال "زيادة قوات فاجنر، المتحالفة مع حفتر، فقد تمنحه الثقة اللازمة لشن هجوم عسكري آخر على غرب ليبيا، لاسيما وأنه في محاولته الفاشلة للاستيلاء على (العاصمة) طرابلس (غرب) في 2019، لعبت فاجنر دورا أساسيا في القتال على طول الخطوط الأمامية".

ومضى قائلا إنه "بالنسبة لروسيا، سيكون أي تصعيد للصراع الليبي مرغوبا فيه من الناحية الاستراتيجية؛ لأنه سيجبر أوروبا على تحويل المزيد من الانتباه إلى مسرح صراع آخر على حدودها إلى جانب أوكرانيا، نظرا للزيادة المحتملة في تدفقات اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي".

ويدعم الغرب كييف عسكريا وسياسيا، فيما يفرض عقوبات قاسية على روسيا جراء حربها على أوكرانيا والتي تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي.

أما بالنسبة للسودان، فرجح "ستراتفور" أن "تؤدي زيادة دعم فاجنر لقوات الدعم السريع إلى إطالة مدة النزاع بتكلفة إنسانية كبيرة، حيث لا يزال الجانبان في طريق مسدود ويستمر المدنيون في الفرار إلى البلدان المجاورة".

واستدرك: "ومع ذلك، فإن مصلحة روسيا الاستراتيجية في الحفاظ على الوصول إلى ميناء بورتسودان (شرق) على البحر الأحمر، والذي يسيطر عليه حاليا الجيش السوداني، قد يقيد دعم فاغنر لقوات الدعم السريع على المدى الطويل".

وأخيرا "قد يشمل توسع فاجنر في أفريقيا إدخال قواتها إلى دول جديدة، فالعقيد مامادي دومبويا  الذي يحكم غينيا ومن المحتمل أن يسعى إلى تأجيل الانتقال إلى الحكم الديمقراطي، وبول بيا  الذي يحكم الكاميرون منذ 1982 ويحاول إنهاء التمرد في المناطق الناطقة بالإنجليزية في البلاد منذ 2017، هما من القادة الذين قد يكونون مهتمين بالحصول على مساعدة فاجنر الأمنية"، وفقا لـ"ستراتفور".

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا فاجنر أفريقيا قوات تداعيات تمرد

بعد تمردها وأفولها في روسيا.. هل تزدهر فاجنر في أفريقيا وكيف سيكون ذلك؟

ستراتفور: فاجنر وتداعيات اتفاقية الحبوب أبرز ما يجب مراقبته بالقمة الأفريقية الروسية

استبدال بريغوجين صعب.. تحديات تواجه عملاء فاجنر في أفريقيا