تنافس السعودية والإمارات.. هل يمنح تركيا مزيدا من الاستثمارات؟

الأحد 23 يوليو 2023 05:32 م

من الممكن أن تستفيد تركيا من التنافس الراهن بين الإمارات والسعودية باجذب مزيد من "الاستثمارات المتنافسة" في وقت تواجه فيه أنقرة صعوبات اقتصادية، وفقا لتحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media) ترجمه "الخليج الجديد".

وبين الإثنين والأربعاء الماضيين، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية والإمارات وقطر على الترتيب، في أول جولة خارجية له منذ أن فاز في مايو/ أيار الماضي بفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات.

وذكر الموقع أن زيارتي أردوغان "للسعودية والإمارات تظهر أن العلاقات التركية آخذة في الاتساع مع الخصمين السابقين"، مضيفا أن "تركيا تسعى للحصول على استثمارات من دول الخليج العربية الثرية لإنعاش اقتصادها المتعثر، وفي المقابل تسعى أبوظبي والرياض إلى التعاون مع أنقرة لتحقيق التوازن في ظل تداعيات الانسحاب الأمريكي المتصور من المنطقة".

وبحسب مراقبين، تتراجع منذ فترة أولوية منطقة الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الأمريكية لصالح التركيز على مواجهة نفوذ الصين المتصاعد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتصدي لحرب روسيا المتواصلة في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن الرياض وأنقرة وقَّعتا، خلال زيارة أردوغان، الكثير من مذكرات التفاهم في مجالات الدفاع المشترك والطاقة والتعاون الإعلامي.

ووقَّع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود "خطة تعاون دفاعي" ستزود المملكة بطائرات مسيّرة من شركة "بايكار" التركية. والخطة، التي قيل إنها تشمل "أكبر عقد تصدير جوي ودفاعي في تاريخ تركيا"، ستعمل أيضا على تطوير الصناعات الدفاعية المزدهرة في السعودية، وفقا للموقع.

وفي الدوحة، رحب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحليف القوي لتركيا، بأردوغان، واحتفلا بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات بين البلدين، واتفقا على تعزيز التجارة الثنائية والتعاون في "المجالات ذات الاهتمام المشترك"، كما ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا).

50.7 مليار دولار

وفي أبوظبي، رحب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأردوغان خلال قمة هي الخامسة للرئيس التركي مع القيادة الإماراتية منذ نوفمبر/تشرين الأول 2021.

ووقَّع البلدان، خلال الزيارة، مذكرات تفاهم بقيمة 50.7 مليار دولار للتعاون بين شركات النفط والدفاع، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

ووصف الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، في مقال رأي بشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، جولة أردوغان في الخليج بأنها "تحمل راية البراجماتية السياسية"، مضيفا أن العلاقات الإماراتية التركية تشهد بداية "فصل جديد" بعد "سنوات من التنافس السياسي".

ولاحقا، غرد عبد الله قائلا إن أردوغان لم "يعد يدعم جماعة الإخوان المسلمين" و"تخلى عن الطموحات (التوسعية) العثمانية".

شراكات إقليمية

و"بعد سنوات من التنافس، ينمو تعاون تركيا الثنائي مع السعودية والإمارات، مما يدل على إعادة تقويم أكبر للتحالفات والشراكات الإقليمية"، وفقا لـ"أمواج. ميديا".

وأردف أن "دعم تركيا للحركات المؤيدة للديمقراطية في المنطقة، في أعقاب الانتفاضات العربية عام 2011، أدى إلى انقسام بينها والسعودية والإمارات".

كما "أدى دعم تركيا لقطر خلال فترة حصار دول الرباعية العربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بين عامي 2017 و2021 إلى مزيد من التوتر في علاقات أنقرة مع أبوظبي والرياض"، بحسب الموقع.

ولفت إلى أن "المبادرات الإماراتية التركية (لإصلاح العلاقات) بدأت في أواخر 2021، وسرعان ما تبعها تقارب سعودي تركي في أوائل 2022، وحدث ذلك بعد أن نقلت أنقرة إلى الرياض في أبريل/نيسان 2022 الاختصاص القضائي لمحاكمة (المتهمين السعوديين بقتل) الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي (في قنصلبة بلاده بإسطنبول عام 2018) ".

وأشار أردوغان إلى أن تعزيز الاستثمار والتجارة مع دول الخليج العربية كان من أولويات جولته، وكان قد أكد عقب إعاده انتخابه عزمه العمل على حل أزمات بلاده المالية.

وقال الموقع إن "لدى قطر والسعودية والإمارات استراتيجيات لتنويع الاقتصاد (بعيدا عن النفط)، ويتوقف نجاح مثل هذه الخطط على الاستثمار الأجنبي والتجارة، وفي المقابل تزود صناعات الاتصالات والدفاع والنقل في تركيا دول الخليج العربية بمعرفة وتكنولوجيا وسبل مهمة للاستثمارات غير النفطية".

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة "بايكار" التركية، خلوق بيرقدار، صفقة الطائرات المسيّرة السعودية بأنها "أكبر عقد دفاع وطيران في تاريخ الجمهورية التركية". وفي حين أن تفاصيل الاتفاقية غير واضحة، من المرجح أن تعزز الأهداف السعودية لتوطين 50% من الإنفاق العسكري بحلول 2030، وفقا للموقع.

وزاد بأنه "من المرجح أن توسع تركيا شراكاتها مع دول الخليج العربية مع التركيز على تعزيز الاستثمار والتجارة، وفي المقابل من المرجح أن تسعى دول الخليج العربية إلى شراكات دفاعية جديدة مع تركيا مقابل بعض الانفراج المالي للاقتصاد التركي".

و"قد تناور تركيا أيضا للاستفادة من المنافسة الإماراتية السعودية المتزايدة المزعومة لجذب مزيد من الاستثمارات، وينفي محللون خليجيون أن يكون الخلاف الإماراتي السعودي بهذه الضخامة. ومع ذلك، يمكن لمثل هذا العداء أن يلعب لصالح تركيا من خلال توليد استثمارات متنافسة"، على حد تعبير الموقع.

المصدر | أمواج. ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان جولة السعودية الإمارات تنافس استثمارات

اتفاقيات تركيا مع السعودية والإمارات.. تعاون استراتيجي أم تهدئة للتوترات؟

الصدع يتعمق.. 3 ساحات لاحتدام التنافس الإقليمي بين السعودية والإمارات

لأول مرة.. الاستثمار في السعودية يتجاوز تريليون ريال

وساطة تركيا والسعودية.. حرب روسيا وأوكرانيا تعزز نفوذ "القوى الوسطى" عالميا

تصريحات أكاديمي سعودي يهاجم فيها دور الإمارات باليمن تثير جدلا