المال والعائلة والقبائل.. قوة حميدتي الثلاثية في مواجهة البرهان

الأحد 30 يوليو 2023 09:10 م

قالت ريم عباس، زميلة غير مقيمة في "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" (TIMEP)، إن المال والعائلة والقبائل تمثل ثلاثية القوة لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات "الدعم السريع" السودانية شبه العسكرية.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفقا للأمم المتحدة.

ولفتت ريم، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أنه حين كان الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في السلطة (1989-2019) أنشأ قوات "الدعم السريع" في 2012 و2013، لمحاربة حركات المتمرد المسلحة في أجزاء مختلفة من البلاد، لاسيما إقليم دارفور (غرب).

وأضافت أن "الدعم السريع تعتمد على ركيزتين اقتصاديتين أساسيتين: الأولى، أنها شركة مملوكة ومستخدمة من قِبل عائلة حميدتي، ولذلك، فإن كبار قادة الدعم السريع هم أشقاء حميدتي، واللاعبون الرئيسيون في المشاريع التجارية لتلك القوات هم أيضا أفراد عائلته المباشرين".

وتابعت: "وثانيا، تتمتع الدعم السريع بقاعدة اجتماعية وعرقية واسعة من القبائل البدوية في غربي السودان نظرا لتكوينها على أسس عرقية، مما يجعل القوات شديدة الولاء لحميدتي، الذي يتقاطع عمله مع مصالح مجتمعاتهم وقدرتهم على البقاء في التضاريس الصعبة".

واستنادا إلى تحقيق أجراه في عام 2019 الصحفي الاستقصائي المصري الراحل محمد أبو الغيط، قالت ريم إن "هناك العديد من الطرق التي تجني بها قوات الدعم السريع المال. ويتضمن تحقيق أبو الغيط (توفي في 2022) اقتباسا من حميدتي نفسه قال فيه: يسأل الناس من أين نحصل على هذه الأموال؟ لدينا رواتب جنودنا المقاتلين (في الخارج) واستثماراتنا في الذهب واستثمارات أخرى".

مقاتلون مرتزقة

وبالإضافة إلى أموال الدولة في السابق، تشارك قوات "الدعم السريع" في أنشطة المرتزقة المربحة، مثل مشاركتهم في حرب اليمن منذ 2014، إذ قدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية أن "الدعم السريع" لديها ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل في اليمن، بحسب ريم.

وأردفت أنه تم تجنيد قوات من الجيش السوداني و"الدعم السريع" كقوات برية ضمن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، مع دفع رواتب جيدة بشكل خاص لـ"الدعم السريع".

وزادت بأن "حميدتي أخذ الحصة الأكبر (من المال)، فيما يحقق الجنود دخلا كبيرا، أكثر من 22 ألف دولار مقابل انتشارهم لمدة ستة أشهر، مقارنة بالحد الأدنى للأجور الشهرية في البلاد البالغ 190 دولارا".

ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بالتحالف العسكري العربي بقيادة الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.

جبل الذهب

وبحسب ريم، "يجني حميدتي أيضا الأموال من الذهب في السودان ودول الجوار، وبالنظر إلى أن مقاتلي الدعم السريع يأتون من دول مختلفة، ولأن الجماعات التي تتألف منها الميليشيا هي قبائل بدوية عابرة للحدود مع القليل من الاعتراف بحدود الدولة، فإن الدعم السريع قادرة على القيام بعمليات متعددة الجنسيات في صناعة الذهب".

وزادت بأنه "بعد أن اقترب حميدتي من البشير، منحه الأخير مناجم الذهب في جبل عامر بدارفور. وبحسب أبو الغيط، يبدو أن الدعم السريع استولت على جزء كبير من سوق الذهب في السودان" من خلال شركة يملكها حميدتي وشقيقه.

و"تمنح صناعة الذهب قوات الدعم السريع سيطرة كبيرة على الموارد داخل السودان وتسمح لها بالتجارة مع الدول الأخرى"، كما أضافت ريم.

وقالت إن المصدر الثالث لأموال حميدتي هو "استثمارات أخرى، ولاسيما في شركات إعلام وأمن، فمثلا لدى الدعم السريع شركة أمنية تجند أفراد أمن لحراسة مواقع مختلفة (..) ومثل هذا الاستثمار ليس مربحا مقارنة بالاستثمارات الأخرى، ولكنه يساهم في خطتها الشاملة للتسلل إلى أسواق مختلفة".

و"مع ذلك، فإن القوة الاقتصادية لقوات الدعم السريع مرتبطة بسلطتها السياسية، وأي معوقات أمام استمرار صفقاتها المالية تشكل خطرا جسيما على حميدتي"، كما تابعت ريم.

وبين قائدي الجيش و"الدعم السريع" خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض البرهان، حين كان متحالفا مع حمديتي، في 2021 إجراءات استثنائية بينها حل مجلسي الوزراء والسيادة الانتقاليين.

واعتبر الرافضون تلك الإجراءات انقلابا عسكريا على مرحلة انتقالية بدأت في أعقاب عزل الجيش للبشير في 11 أبريل/ نيسان 2019، بينما قال البرهان إنها هدفت إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، ووعد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

المصدر | ريم عباس/ معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان قوات الدعم السريع حمديتي المال القبائل الذهب

هاجم حميدتي.. البرهان: السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث

حميدتي مصمم على إسقاطها.. الاشتباكات حول قاعدة المدرعات في الخرطوم تتواصل

البرهان ينتقد الاتحاد الأفريقي بعد لقاء مع مستشار حميدتي