أبدى نشطاء أتراك تعاطفا واسعا مع شاب يمني تعرض لاعتداء جماعي من قبل مواطنين في مدينة إسطنبول، مطالبين في الوقت ذاته السلطات بالتحرك لمواجهة خطاب العنصرية والكراهية الذي انتشر مؤخراً في بلادهم.

ونشر العديد من النشطاء مقاطع فيديو وتغريدات للتعبير عن استنكارهم لتلك الواقعة التي وثقها مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما قدموا اعتذارهم للشاب اليمني وشقيقه الأصغر الذي كان سبب الواقعة التي جرت داخل مجمع كريستال شهير في مدينة اسنيورت.

وبدأ الخلاف في الواقعة التي جرت مساء الإثنين بين فتى يمني وآخر تركي، وتطور الخلاف إلى تدخل شقيق الطفل التركي ومعه عشرات آخرون، قاموا على إثرها بملاحقة الشاب والاعتداء عليه بالركل والضرب.

وكان أبرز المتعاطفين مع الشاب اليمني الناشطة التركية لينا التي نشرت مقطع فيديو بخصوص الواقعة عبرت عن استنكارها واسفه، مؤكدة أنها لم تستطيع استكمال المقطع.

وقالت "قبل قليل شاهدت الاعتداء الوحشي على فتى يمني في إسطنبول، وخجلت من أنني تركية، لم أستطع أن أكمل المقطع بسبب حزني وخجلي من حدوث ذلك في بلدي".

وأضافت أن "هذا كله نتيجة التحريض الإعلامي الفاشي وحملات العنصرية لبعض المغفلين السياسيين قبل وبعد الانتخابات" وتابعت: "لا تحكموا على الأتراك من خلال هذه الفيديوهات، الأتراك يحبون العرب ويستنكرون هذه الفيديوهات.. سامحونا".

وبدوره كتب الصحفي التركي إبراهيم كراحول، في تغريدة على تويتر: "إن الشر الذي يطلقه أوميت أوزداج على هذا البلد يتجاوز الحدود.

وتابع كراحول: لقد وجهت الكراهية والعنصرية التي نشرها أوزداج ضربة قاسية "للجينات القديمة" لشعب الأناضول"، في إشارة منه إلى الأتراك الأصليين.

وأضاف: "يجب الإقرار أنه المحرض على جرائم العنصرية وتحميله المسؤولية عنها جميعاً".

وعبر الناشط إسماعيل ياشا عن استنكاره للواقعة مطالبا بتوقيع العقوبة بالجناة

وقال في تغريدة على تويتر: "لا جدوى من إلقاء الخطب الأخوية في الصباح والمساء إذا لم يتم التعامل مع من يهاجم الطفل اليمني كمن ضرب أو هاجم طفلاً إنجليزياً أو أمريكياً".

أما الصحفية إسراء فقد علّقت على الحادث وقالت عبر حسابها في موقع تويتر: "لا أرى سوى انعدام الضمير لأولئك الذين يعادون الأجانب، أن تكون إنساناً هو الولاء لخطبة الوداع!! مستمرون في مواجهة العنصريين بأي ثمن".

وكتب الشاب التركي الذي يسمي نفسه على تويتر "ليلت": "إن المجتمع الذي يُهاجَم فيه ظلماً أب يمني بين 25 و30 شخصاً هو مجتمع فاسد.. إذا رأيت شخصياً أي لاجئ يتعرض للاضطهاد في الشارع، فسأتدخل على الفور.. تركيا مثل ما هي لي ولك هي أيضاً للسوريين ولليمنيين".

كما حظي مقطع الاعتداء المتداول بمتابعة عربية إذ عبر العديد من المغردين عن استنكارهم ضرب الأتراك ضيوف في بلدهم، وأكد البعض أن هذه ليست المرة الأولي.

وطالب البعض بضرورة تدخل من السفارة اليمنية في تركيا ووزارة الخارجية اليمنية لتوقيع العقوبة على المعتدين.