أفاد مسؤولون أمريكيون، الخميس، إن الجيش الأمريكي يستعد لإرسال مشاة البحرية وبحارة مسلحين على متن السفن التجارية التابعة للشركات الخاصة بعد سلسلة من مصادرات السفن، قامت بها القوات الإيرانية في الشرق الأوسط، وذلك في تصعيد ملحوظ قد يضع واشنطن وطهران في مواجهة عسكرية مباشرة.

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هكذا توجه لم يحصل بعد على الموافقة النهائية، لكنها يحظى بتأييد من كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ويمكن أن يبدأ تنفيذه الشهر الجاري، حسبما أورد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف أن البنتاجون قرر نقل الآلاف من مشاة البحرية من كامب ليجون، في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى البحرين، بعدما تلقوا تدريبات خاصة، مشيرا إلى أن "القرار السياسي (بشأن إرسالهم إلى الشرق الأوسط) قد تم اتخاذه إلى حد كبير".

وأكد المسؤولون أن مشاة البحرية سيتم نشرهم على كل من السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان" وسفينة الإنزال "يو إس إس كارتر هول"، وهم في طريقهم إلى الخليج، ويمكنهم تشكيل توفير العمود الفقري لأي مهمة حراسة مسلحة في مضيق هرمز.

واعترف مسؤول أمريكي ثان بأن الاقتراح قيد المناقشة في البنتاجون لكنه أكد أنه لم تتم الموافقة عليه بعد.

وردا على سؤال عن الخطة، قال المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، الخميس، إنه ليس لديه أي تصريحات بشأنها، فيما أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إلى أن مضيق هرمز، يعد "ممرًا بحريًا حيويًا"، ويجب تأمينه.  

وأضاف أن الولايات المتحدة شهدت تهديدات من جانب إيران لإغلاق "نقطة الاختناق"، في إشارة إلى المضيق، الذي يمر به ما لا يقل عن 20% من النفط الخام في العالم.

ويأتي التوجه الأمريكي الأخير بين مجموعة من الإجراءات التي تتبعها إدارة بايدن في أعقاب زيادة محاولات إيران للاستيلاء على ناقلات تجارية.

واستشهد المسؤول الأمريكي الأول بيوم 5 يوليو/تموز الماضي كنقطة انعطاف في مناقشات صناع القرار بالولايات المتحدة حول هذه القضية، إذ قال مسؤولون في البحرية الأمريكية آنذاك إن القوات الإيرانية حاولت الاستيلاء على سفينتين مدنيتين في ذلك اليوم، وأطلقت النار على إحداهما.

وأعلنت البحرية الأمريكية، في اليوم ذاته، أنها منعت سفنا عسكرية إيرانية من الاستيلاء على ناقلتي نفط تجاريتين قبالة سلطنة عمان.

وقال المسؤول الأول إن مثل هذه المضايقات هي جزء من نمط يعود إلى سنوات ويتطلب الآن "استجابة عالية" من القوات الأمريكية.

وتشمل تلك الاستجابة سلسلة من الخطوات العسكرية الأمريكية لردع إيران، بينها نشر طائرات F-35 المتقدمة، إلى جانب طائرات مقاتلة أخرى وطائرات هجومية من طراز A-10، في منطقة الخليج العربي.

كما أرسل البنتاجون مدمرة بحرية إضافية لتعزيز وجود السفن العسكرية الأمريكية الموجودة بالفعل في المنطقة.

وانتقد مسؤولون إيرانيون عمليات الانتشار تلك، ووصفوها بأنها مزعزعة للاستقرار واستفزازية.