باحث: إضافة قوات أمريكية بالشرق الأوسط لمواجهة روسيا وإيران مسار يجب تجنبه

الجمعة 4 أغسطس 2023 09:04 م

حذر جيف لامير الزميل في معهد ديفنس برايوراتيز، من مخاطر إضافة قوات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الإدارة الحالية في واشنطن يجب أن تدرس بعناية خياراتها قبل اتخاذ إجراءات قد تكون كارثية

واستشهد لامير، ضابط دفاع جوي سابق في الجيش الأمريكي، بحادث وقع الشهر الماضي، أوشكت فيه طائرة مقاتلة روسية على الاصطدام بطائرة أمريكية للمراقبة مأهولة، وبنشر الولايات المتحدة مقاتلات إف-35 في محاولة لردع إيران في مضيق هرمز.

وعقب لامير في تحليل نشره موقع مليتري المتخصص في الشؤون العسكرية، أن ما سبق مثالان حديثان على التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة، روسيا وإيران في الشرق الأوسط.

وأشار إلى لمسار الحالي لإضافة المزيد من القوات الأمريكية بالشرق الأوسط يمكن أن يتسبب في كارثة، لكن يمكن لواشنطن أن تبدي حكمة وتغير هذا المسار لتجنب تلك العواقب الخطيرة المحتملة.

بلا مبرر

وذكر لامير أن المدافعين عن مواصلة واشنطن لحشد قواتها في الشرق الأوسط، يقولون إن أمريكا لا يمكنها التراجع؛ لأن تلك الخطوة سوف تعمل على تقويض قيادتها ومكانتها ومصداقياتها بالمنطقة.

لكن من وجهة نظر الباحث الأمريكي فإن هذه المفاهيم الغامضة من شأنها أن تسبب في تكلفة ملموسة وهي أرواح الأمريكيين.

 واستشهد بوفاة أمريكي في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، مرجحا أن العدد الأسوأ للضحايا الأمريكيين ربما يكون في الطريق.

ولفت إلى أن الميليشيات المحلية في سوريا شاركت في هجمات عبر طائرات بدون طيار وصواريخ ما يقرب من 80 مرة منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه.

وتشير الوثائق المسربة إلى أن روسيا وإيران تنظران بالفعل إلى سوريا على أنها وسيلة لاستهداف القوات الأمريكية بشكل غير مباشر.

كما يرى الباحث الأمريكي أن تبرير بقاء القوات الأمريكية بذريعة مكافحة الإرهاب والذي شكل الأساس السياسي والقانوني للبقاء في سوريا أصبحت ضعيفة الآن، بعد ضياع الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة وهلاك قيادته، وتضاؤل مكانته

وذكر أن التنظيم الآن يفتقر إلى أي وجود كبير بما يكفي لتبرير أي قوات أمريكية محلية، ناهيك عن 900 جندي يحتلون شرق سوريا حاليًا، لافتا إلى أن مزيد من التصعيد مع أي من البلدين يهدد تعريض هذه القوات الأمريكية للخطر.

تجنب الأذى

وذكر أن إبقاء القوات الأمريكية في طريق الأذى يسمح للأعداء بنشر قوة قتالية أمريكية بشكل ضعيف، ومجهد للقدرات العسكرية الأمريكية من خلال إعادة توجيه الدفاعات الجوية الشحيحة لحماية القوات من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وأضاف الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتابع طموحات القوة العظمى بدون الوسائل اللازمة لتحقيقها، إذ تقر استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022 بهذا القيد، لكن لم يتم تقليص الأهداف الضرورية.

وأشار إلى أن الفشل في التقليل من أهمية دور الولايات المتحدة في سوريا والشرق الأوسط يقوض أولويات أخرى، كما إنه يضعف بدون داع القوة العسكرية الأمريكية ويجهد القوة التي تعاني من نقص في العدد بالفعل.

لمنع أي مزيد من الاضطراب في مضيق هرمز، يجب على الولايات المتحدة توخي الحذر لتجنب دوامة تصعيد مماثلة لما حدث في عام 2019.

بدون جدوى

استمر مصادرة الناقلات منذ أبريل/نيسان، عندما أثار الاستيلاء على ناقلة نفط إيرانية وإعادة توجيهها رد إيران الانتقامي اللاحق، وأدى إلى نشر واشنطن من طراز إف-35 الشهر الماضي.

وعقب "لكن نظرًا لعدم جدوى استعراض القوة السابق لردع إيران، فمن غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى نتائج"

في أبريل/ نيسان، حاولت واشنطن ردع إيران، حيث عرضت قنابل خارقة للتحصينات وغواصة هجومية تحمل صواريخ كروز، في أعقاب التدريبات الأمريكية في مارس/آذار والتي تضمنت قاذفات B-52 Stratofortress الاستراتيجية القادرة على الضرب في أعماق إيران.

 يشير استيلاء إيران على ناقلة نفط في مايو/أيار ومضايقات أخرى للشحن في يونيو/ حزيران إلى أن هذه التحركات لم يكن لها أي تأثير، من غير المحتمل أن تؤدي عملية النشر الأخيرة إلى نتيجة مختلفة.

خيار الدبلوماسية

ورأي الباحث أنه بدلاً من سياسة حافة الهاوية المستمرة مع إيران وروسيا التي من المحتمل أن تؤدي إلى خسائر أمريكية، يمكن للولايات المتحدة أن تدع الدبلوماسية تفعل ما لا تستطيع الوسائل العسكرية القيام به، من خلال الانسحاب من سوريا، تضيف الولايات المتحدة حاجزًا لمنع إعطاء روسيا هدفًا سهلًا للتصعيد.

وأضاف أنه يمكن لواشنطن تحفيز طهران من خلال تخفيف العقوبات بحيث تعاني اقتصاديًا من خلال تعطيل الشحن.

وذكر أن القيام بذلك جنبًا إلى جنب مع سحب القوات سوف يؤدي إلى إزالة الحافز لدى إيران لمهاجمة ناقلات الشحن وتكوين ميليشيات تعمل بالوكالة.

ولفت إلى أن وضع الدبلوماسية أولاً يسمح للولايات المتحدة بتحقيق المزيد من خلال عمل أقل، كما أن إضافة المزيد من القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لمواجهة روسيا وإيران هو مسار محفوف بالمخاطر يجب تجنبه.

وخلص إلى أنه بدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للحكمة على الطموح واتباع استراتيجيات بديلة، فمن خلال الانسحاب من سوريا، وإعادة تقييم نهجها، وإعطاء الأولوية للدبلوماسية، يمكن للولايات المتحدة تخفيف المخاطر وحماية قواتها وتجنب تجاوز الحقائق الاستراتيجية.

المصدر | جيف لامير/مليتري- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التواجد الأمريكي بالشرق الأوسط التواجد العسكري الأمريكي إيران ردع إيران روسيا طائرات مقاتلة أمريكية

صراع أمريكا وإيران في الخليج يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.. لماذا؟

هل يمكن لتكتل إقليمي أن ينجح في منطقة الشرق الأوسط؟