بعد مونديال قطر.. توقعات بطفرة سياحية وزيادة 347% في عدد الوافدين

الأحد 6 أغسطس 2023 11:54 ص

من المتوقع حدوث زيادة بنسبة 347% في عدد الوافدين إلى قطر، في ظل ازدهار صناعة السياحة في الدولة الخليجية، بعد استضافتها نهائيات كأس العالم 2022.

هكذا يخلص تحليل لموقع "ذا ميديا لاين"، ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أنه قطر تشهد طفرة هائلة في السياحة، بعد استضافة مونديال 2022، مع نمو يُعزى إلى المهرجانات الجديدة والمعالم السياحية وتحسن العلاقات الدبلوماسية في منطقة الخليج.

ويُظهر التدفق الجديد أن الدوحة، تتمتع بقدرة تنافسية متزايدة مع المراكز السياحية التقليدية مثل دبي والمنامة، عاصمتي الإمارات والبحرين، أو موسم الرياض، وهو مهرجان رياضي وترفيهي سعودي .

وفي عام 2023، توقعت مصادر رسمية زيادة بنسبة 347% عن عام 2022 في عدد الوافدين الأجانب، من بينهم السياح.

ويُعزى هذا النمو جزئياً إلى سلسلة من المهرجانات المنظمة حديثاً والتطورات السياحية، بما في ذلك لوسيل، وينتر وندرلاند في مدينة لوسيل، على بعد 8 أميال شمال الدوحة.

وتساعد العلاقات الدبلوماسية المحسّنة مؤخرًا بين قطر وجيرانها في تعزيز السياحة.

ففي عام 2017، قطعت البحرين والسعودية والإمارات العلاقات الدبلوماسية ومنعت روابط النقل مع الدوحة، بحجة أن حكامها كانوا يدعمون الإرهاب.

وانتهت المواجهة الدبلوماسية في أوائل عام 2021، حيث توسطت الكويت والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقية العلا، التي أدى إلى تطبيع العلاقات بين قطر والسعودية ثم البحرين والإمارات لاحقا، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك مصر.

يقول راشد خالد، وهو مواطن بحريني، إنه لم تطأ قدمه الدوحة من عام 2017 إلى يناير/كانون الثاني 2023.

ومع ذلك، فقد زارها منذ ذلك الحين 6 مرات، مستفيدًا من قرب المدينة من منزله.

ويوضح: "تبعد الدوحة عن المنامة نحو 4 ساعات فقط بالسيارة أو 450 كيلومترًا".

ويعرب خالد عن تقديره لمناطق الجذب السياحي في الدوحة، والتي "تغيرت كثيرًا مقارنة بالماضي"، ويضيف: "أنا أحبها.. وهي مصممة لتناسب المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، ومتكيفة مع أذواق وثقافة الخليج، لا سيما فيما يتعلق بالطقس الحار".

كما كان خالد، وفق قوله، متحمسًا لشوارع الدوحة وبنيتها التحتية، والتي "أصبحت واسعة جدًا ومريحة للسياح".

وبُذلت جهود جادة لتطوير البنية التحتية للبلاد في السنوات الأخيرة، على الرغم من الانقسام الدبلوماسي 2017-2021 وإغلاق الحدود مع السعودية، منفذها البري الوحيد.

وأطلقت الدولة في قطر، العديد من المشاريع السياحية الكبيرة، بما في ذلك مجمع مدينة لوسيل، ويضم تطوير واسع لجزر وشوارع ومجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية.

تطور جديد آخر، هو مشروع مشيرب في وسط مدينة الدوحة، وهو مجمع تجزئة وثقافي وتجاري به مكيفات هواء خارجية وممرات.

وصمم المطورون مجالات أخرى لتناسب الاهتمامات السياحية الخاصة، بما في ذلك الأنشطة الثقافية والتاريخ والبيولوجيا البحرية والبيئة الطبيعية والرياضة.

كما يعد النقل العام ميزة إضافية، حيث يخدم الدوحة الآن مترو جديد، تم افتتاحه في عام 2019، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الحافلات العامة.

وتحتل الرياضة مكانة بارزة في خطط السياحة في البلاد، وكانت كأس العالم 2022 علامة بارزة، خاصة أن الدوحة تعمل الآن على تنظيم أحداث دولية إضافية، مثل كأس آسيا 2023، التي ستستضيف فيه 24 فريقًا لكرة القدم، بالإضافة إلى (Grand Prix) وهي إحدى سباقات الفورمولا 1 الرائعة، التي ظهرت لأول مرة في عام 2021، وتعتبر الآن واحدة من أكثر حلبات السباقات تقدمًا في الخليج.

وتتوقع وزارة السياحة القطرية، معدل وصول في نهاية المطاف من 6 ملايين إلى 7 ملايين زائر سنويًا، وهي زيادة كبيرة عن رقم 2022 البالغ 2.6 مليون سائح من الخارج.

وحتى الآن، كان عام الذروة لعدد الزوار عام 2015، عندما وصل 2.9 مليون زائر، في حين تم تسجيل أدنى مستوى تاريخي من 560 ألف زائر في عام 2020، بسبب قيود فيروس "كورونا" والحصار السعودي.

وعلى الرغم من أن التوقعات السياحية المستقبلية للدولة مرتفعة، إلا أنها لا تزال أقل من توقعات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

ففي عام 2022، على سبيل المثال، استقبلت السعودية 16.5 مليون زائر دولي، حيث شارك عدة ملايين منهم في الحج والعمرة، واستقبلت الإمارات نحو 14.3 مليون زائر دولي، بينما استقبلت البحرين 9.9 ملايين زائر.

ومع ذلك، فإن الوزن الاقتصادي للسياحة في البلاد كبير، ففي عام 2021، شكّل السفر والسياحة ما يقرب من 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى من متوسط دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك العام البالغ 6.6%.

وتأمل هيئة قطر للسياحة، وهي وكالة حكومية، أن ترتفع هذه المساهمة إلى 12% بحلول عام 2030.

يقول عميد شؤون الطلاب في الجامعة التكنولوجية بالبحرين عمر الحاوي، إنه زار الدوحة عدة مرات منذ كأس العالم، حيث يسهل الوصول إلى المدينة، فيقدم مسؤولو الحدود تأشيرة عند الوصول مقابل 100 ريال قطري فقط (27 دولارًا).

ويشيد الحاوي بمكتبات الدوحة ومراكز البحوث والثقافة فيها، ويقول: "في كل مرة أزورها، أستكشف أماكن جديدة".

كما يوثق مدون السياحة السعودي بسام عبدالله، زيارته لقطر على (Snapchat) و(TikTok)، وينصح سكان دول مجلس التعاون الخليجي بزيارتها، إذا أمكنهم ذلك، ويقول عنها إنها "واحدة من أجمل وأنظف البلدان التي زرتها على الإطلاق، وأسعارها ليست باهظة".

لا تفرض قطر ضريبة القيمة المضافة على مشتريات المستهلكين، على الرغم من أن ذلك قد يتغير قريبًا.

في تجربة عبدالله، فإن "قطر أجمل من 55 عاصمة زرتها حتى الآن".

ويضيف: "على الرغم من أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تتنافس على جذب السياح وتصميم الفعاليات والأماكن للتعامل مع الحرارة، إلا أن قطر تتميز، لأن هناك مكيفات هواء في الشوارع".

أما المدير الإقليمي السابق للطيران العماني أحمد البلوشي، المغرم بالدوحة، فيقول: "لقد زرت قطر عدة مرات، ومنذ كأس العالم، تغيرت الأمور كثيرًا.. الدوحة تتطور باستمرار".

ويضيف: "السفر بالسيارة من عمان سهل و"الطرق واضحة وسريعة."

ويتفق معه خبير السياحة وصاحب مكاتب السفر والسياحة في السعودية أحمد عبدالله، وهو يقول إنه يشهد "زيادة في عدد السياح المتجهين إلى الدوحة".

ويضيف: "إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين، تسعى قطر إلى زيادة عائدات السياحة.. لقد بدأنا في مشاهدة عروض ومهرجانات رائعة تناسب الجميع".

وتوقع عبدالله، في مرحلة ما، ظهور "شنغن لدول مجلس التعاون الخليجي"، وهي مساحة جغرافية مشتركة يمكن للزوار التجول فيها ككيان واحد، ويقول إن هذا "سيعزز بشكل كبير السياحة في الخليج".

المصدر | ميديا لاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر السياحة كأس العالم الوافدون الخليج

انتعاشة المونديال.. فيتش تتوقع 18.7 مليار دولار عوائد سياحية لقطر في 2022

رقم قياسي.. توقعات قطرية باستقبال 4 ملايين زائر خلال 2023