تحليل: أمريكا تخسر نفوذ الشرق الأوسط لصالح الصين

الأربعاء 16 أغسطس 2023 09:56 م

سلط الكاتب العراقي الأمريكي، فيصل سعيد المطر، الضوء على التنافس المتنامي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ ببلدان الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تخسر الآن على جبهات متعددة، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وذكر المطر، في مقال نشره بصحيفة "تليجراف" البريطانية وترجمه "الخليج الجديد"، أن عودة العلاقات مع إيران، وهي الدولة التي جعلت "الموت لأمريكا!" شعارا غير رسمي لها، يؤشر إلى أن الولايات المتحدة تخسر العلاقة مع دول الخليج، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ "الانسحاب الكارثي" من أفغانستان أشار إلى أن أمريكا "لن تقف إلى جانب حلفائها".

وأضاف أن أكثر من ثلثي الشباب العربي في الشرق الأوسط يرون تركيا والصين كحليف قوي بالمنطقة، بينما تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز السابع بعد ألمانيا وفرنسا والهند.

وأشار إلى أن عدم الاستقرار في المنطقة هو القاعدة وليس الاستثناء، فمنذ سقوط الإمبراطورية العثمانية اعتمد الشرق الأوسط في كثير من الأحيان على لاعبين من القوى الأجنبية الرئيسية للمساعدة في الاستقرار المحلي، سواء كان ذلك من قبل الأتراك قبل الحرب العالمية الأولى أو تحالف منتصف القرن مع الولايات المتحدة، فيما تقدم الصين نفسها الآن كحليف آخر لتحقيق الاستقرار.

وتابع المطر: "لقد وصلنا إلى نقطة لا يعرف فيها أحد من سيكون بالقمة في النهاية: الصين أم الولايات المتحدة؟ إذا كانت جميع العوامل الأخرى متساوية، فمن الطبيعي أن تكون الأولوية للاتساق والاستقرار، وهذا شيء يمكن أن تقدمه الصين غير الديمقراطية. سواء أعجبك ذلك أم لا، فالديكتاتوريات تقدم اتساقًا لا يتزعزع، وإن كان غير أخلاقي".

وأوضح أن الأنظمة الاستبدادية تهتم بشيء واحد هو ترسيخ قوتها وتأثيرها، وأن الصين لم تدّع أبدًا أنها تحتل مكانة أخلاقية عالية، لكنها مهتمة بالتحالفات الاستراتيجية التي تفيدها.

واستطرد: "إن التشدق بالكلمات حول مفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية تزامنا مع تقويض فرص المواطن الشرق-أوسطي العادي في عيش حياة آمنة ومزدهرة سيجعل عامة الناس في المنطقة لا يثقون بأمريكا".

وحذر المطر من الوصول غير المقيد لروسيا والصين إلى الثروة والموارد في أغنى منطقة نفطية في العالم، مشيرا إلى أن هذه المنطقة موطن لأكثر من 300 مليون شخص على استعداد للتطرف بسهولة ضد الغرب ومصالحه.

وشدد الكاتب على أن تحالف الولايات المتحدة مع دول الخليج "يستحق الحفاظ عليه"، مضيفا: "لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بأن فك الارتباط عن العلاقات التي لا تزال في مصلحة الغرب فكرة جيدة. قد لا يكون النظام العالمي للولايات المتحدة مثاليًا، لكنه مرغوب فيه أكثر من النظام الصيني".

وتابع: "إن النظام الذي يتسامح مع الملايين من مسلمي الإيجور المحتجزين في المعسكرات أو المراقبة المستمرة عبر تكنولوجيا المراقبة، ليس ما يجب أن يقبله 300 مليون شخص في الشرق الأوسط. وبغض النظر عن الطريقة التي يختار بها قادة دول الخليج اصطفاف أنفسهم، لا تزال نسبة كبيرة من مواطنيهم تحتفظ بمنظور إيجابي تجاه العالم الغربي".

وأكد المطر أن مواطني دول مثل العراق يستحقون فرصة لإحداث تغيير إيجابي لأنفسهم، و"ستختفي هذه الفرصة تقريبًا مع قيام الطغاة بتشكيل روابط أقوى مع حكوماتهم" حسب تعبيره، مضيفا: "عندما تسحب الولايات المتحدة دعمها من مكان ما، فليس الحال على الإطلاق أن يظل الفراغ شاغراً، لا سيما عندما يتربص الممثلون الشائنون الذين كانوا ينتظرون بصبر فرصة الضرب".

وشدد الكاتب على ضرورة أن ترتقي الولايات المتحدة إلى مستوى التحدي وتستعيد مكانتها كقائدة للعالم الحر، خاصة أن المنافسين يقومون بملء الفجوات مع استمرارها في التنازل عن الأرض لخصومها، ما يمثل تحولًا ينذر بالتوجه نحو الأسوأ في البلدان النامية.

المصدر | فيصل سعيد المطر/تليجراف - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين الولايات المتحدة السعودية الإمارات إيران

نول الزمن لروبرت كابلان.. تحولات الشرق الأوسط الهائلة تحركها قوى خارجية

الصين تعزز وجودها في الشرق الأوسط.. هل تهدد أمريكا؟

مع الصين.. عقلية الحرب الباردة لا تزال تطارد الولايات المتحدة