ماذا تريد الإمارات من أفريقيا؟.. تنزانيا نموذجا

السبت 19 أغسطس 2023 06:59 ص

تعد تنزانيا أحدث دولة تدخل تحت العدسة الإستراتيجية للإمارات، وهو ما يجعلها بيدق جديد في لعبة القوة المعقدة للدولة الخليجية.

هكذا يتحدث تحليل لموقع "ذا سيتزين"، وترجمه "الخليج الجديد"، وهو يشير إلى أن الشرق الأوسط الآن بات يتشكل بفعل الأحداث في دبي أكثر من القاهرة أو بغداد أو دمشق، مدفوعة بالدولة الصغيرة ولكن المفرطة في الطموح.

وقبل 6 عقود، كانت الإمارات عبارة عن مجموعة قرى، غالبًا ما اشتهرت بتخلفها، ولكن أدى اكتشاف النفط في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب القيادة الحكيمة والاستثمارات الذكية، إلى حدوث تحول ملحوظ.

وباتت الإمارات تقف بين النخبة العالمية، حيث تجذب جحافل من السياح والشركات الحريصة على إقامة متاجر على شواطئها.

ويضيف التحليل: "على الرغم من وجود روابط تاريخية بين الإمارات وتنزانيا، إلا أن الطفرة الأخيرة في العلاقات تأتي بعد سلسلة من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مشاركة الرئيسة سامية في (إكسبو دبي" 2020)".

وتشمل هذه الاتفاقيات صفقة موانئ دبي العالمية المثيرة للجدل بقيمة 500 مليون دولار، ومشروع مصدر الطموح للطاقة بقدرة 2 جيجاوات، وعقد "DART" بقيمة مجمعة تبلغ 7.5 مليارات دولار.

هذه الصفقات، تنقل بشكل واضح نية حازمة للغاية عند الإمارات للدخول في سوق تنزانيا، ما دقع التحليل للتساؤل: "ماذا تريد الإمارات في أفريقيا، وخاصة في تنزانيا؟".

قيل أن يجيب في عدة نقاط أبرزها: "تسعى الإمارات إلى الحفاظ على هيمنتها على الأعمال التجارية الأفريقية، حيث برزت دبي كمركز أعمال لأفريقيا، وتضم ما يقرب من ضعف عدد المقرات متعددة الجنسيات التي تخدم أفريقيا مقارنة بتلك الموجودة في القارة بأكملها".

ووجدت أكثر من 30 ألف شركة مملوكة لأفريقيا منزلاً في دبي.

وفي حين أن موقع دبي الاستراتيجي، وبيئة الأعمال الصديقة، وسهولة الوصول إلى أفريقيا يدعم نجاح هذه الشركات، كما أن دور دبي كملاذ ضريبي ورابط لتهريب الذهب الأفريقي يعزز مكانة الإمارات عند تنزانيا.

وفي وقت يجد الأفارقة فكرة وجود مركز أعمال أفريقي خارج القارة مقلقة، فإن الإمارات "ثابتة في الحفاظ على هذا الموقف، وهذا ما يوجه استراتيجيتها في كل مكان".

علاوة على ذلك، ترغب الإمارات في الاستحواذ على موانئ لتنظيم أدائها وضمان استقرار ميناء جبل علي الذي يساهم بنسبة 21% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

ومع مساهمة النفط بأقل من 10% من عائدات دبي، فإن تنويع مصادر الإيرادات في الإمارات أمر محوري للنجاح الاقتصادي المستدام للدولة الخليجية.

وبالتالي، تعتبر الإمارات جميع الموانئ من جيبوتي إلى مقديشو ومومباسا إلى بيرا بمثابة تهديدات.

ويقول التحليل أمام ذلك: رفع كفاءة موانئ شرق أفريقيا لا ينظر إليه في الإمارات بشكل إيجابي، بل إنها تسعى للاستحواذ على الموانئ الأفريقية لتقييدها".

ويدلل على ذلك بالإشارة إلى استحواذ الإمارات على ميناء دولاره في جيبوتي، وتشغيله بأقل من 50% من طاقته.

ومن بين أهداف الإمارات أيضا في القارة السمراء، هو ما تقدمه شرق أفريقيا للإمارات كسبيل استراتيجي لتضخيم نفوذها الجيوسياسي مع كبح نفوذ المنافسين، كتركيا وقطر.

وأدى التنافس بين الإمارات مع هذه الدول على السيادة الإقليمية، ولا سيما في ليبيا واليمن، إلى نشر قواعد عسكرية استراتيجية من إريتريا إلى الصومال.

ويعلق التحليل على هذه الأهداف بالقول: "ما تريده الإمارات هو القوة، وهذا طموح دفاعي وهجومي".

ويضيف: "ترغب الإمارات في تجنب التاريخ المضطرب الذي حل بالعديد من الدول العربية، بينما تسمح المناورة الأخرى للإمارات بتضخيم وجودها، وبالتالي الحفاظ على مصالحها عندما تتطلب الظروف ذلك".

وبشبه التحليل الإمارات بإسرائيل قائلا: "من السهل جدًا فهم الإمارات.. فقط انظر إلى إسرائيل، فكلا البلدين، على الرغم من صغر حجمهما، يمتلكان طموحات عالمية، وإذا واجهوا تهديدًا، فإنهم يتدخلون من بعيد".

ويضيف: "ميز هذا النهج الاستراتيجي بشكل واضح لعبة الإمارات في القرن الأفريقي، وسيتم تطبيق نفس الدليل على مساعيهم الاستراتيجية في المنطقة كلها".

ويتابع التحليل: "إن النجاح الملحوظ الذي حققته الإمارات على مدى العقود الثلاثة الماضية ليس نتيجة التراخي، بل يتوقف على المخاطرة المحسوبة".

ويزيد: "هذه دولة عربية صغيرة تشارك حركة طالبان في أفغانستان، وتتعاون مع الناتو في كوسوفو، وتعزز العلاقات مع إسرائيل، وتدعم العناصر التخريبية في الصومال وليبيا، في خطوات تتماشى مع طموحاتها العالمية العميقة".

ويختتم التحليل بالقول: "لن تسمح الإمارات للأعراف التقليدية بمنعها من تحقيق أهدافها والوصول إلى طموحاتها".

المصدر | ذا سيتزين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أفريقيا الإمارات تنزانيا موانئ نفوذ

بعد انسحاب صيني.. تنافس إماراتي جنوب أفريقي على منجم للنحاس في زامبيا

صحيفة فرنسية: نفوذ الإمارات بالسودان وإثيوبيا يتسبب بكوارث إنسانية