"جايبينه بالدين يا عسل".. تصريحات وزير لبناني عن سلف القمح من مصر تثير سخرية واسعة

السبت 19 أغسطس 2023 09:37 ص

لم تمض أيام قليلة على العاصفة التي أحدثتها تصريحات وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، حينما توجه إلى الكويت داعيا إياها إلى بناء إهراءات لبنان، حيث إن الأمر لا يتطلب، وفق تعبيره، سوى "شخطة قلم"، حتى برز مقطع فيديو جديد له وهو يطالب بجزء من قمح مصر.

وتداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر فيه الوزير اللبناني وهو يقول إن "دولة مثل مصر تستهلك في 3 أسابيع ما يستهلكه لبنان في سنة".

ويضيف الوزير اللبناني في مقطع الفيديو، المسجل منذ أيام: "يعني أنه إذا انقطع القمح عن لبنان، فنستطيع أخذ كمية صغيرة من المخزون الكبير الموجود لدى مصر".

وأثار تصريح الوزير اللبناني، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين اللبنانيين والمصريين على السواء.

واعتبر ناشطون أن الوزير اللبناني نسي على ما يبدو أن مصر بحد ذاتها تشتري القمح، قبل أن يعلق أحدهم بالقول: "جايبيه بالدين يا عسل".

وعبر ناشطون عن صدمتهم من تصريح الوزير، لافتا إلى أن ما قاله يمثل انفصالا عن الواقع.

وطالب ناشطون مصريون الوزير اللبناني بالحديث عن بلاده، دون النظر فيما تملك الدول الأخرى.

فيما ندد ناشطون لبنانيون بتصريحات الوزير المتكررة، التي تسبب توترات مع الدول العربية.

وقال لبنانيون إن الوزير سلام لا يمثلهم، داعين إلى اختبارات ذكاء وفصاحة للوزراء قبل تعيينهم.

بينما ندد آخرون بالفشل في الفكر والفساد المستشري في لبنان والذي أوصله لهذا الحال.

يشار إلى أن مصر، وهي مشتر رئيسي للسلع الأساسية، تعاني من أزمة في العملات الأجنبية بعد أن أحدثت الحرب الأوكرانية صدمة واسعة النطاق لاقتصادها.

وفي هذا السياق وقّعت الإثنين، اتفاقية بقيمة 500 مليون دولار لشراء القمح من شركة الظاهرة الإماراتية، حسب بيان أصدره صندوق أبوظبي للتنمية.

وأوضح البيان إن شركة الظاهرة، وهي شركة عالمية تعمل في القطاع الزراعي مقرها أبوظبي، أبرمت اتفاق شراكة مع مكتب أبوظبي للصادرات لتزويد مصر بالقمح على مدى خمس سنوات تبدأ من 2023.

وكان الوزير سلام أثار في وقت سابق من الشهر الجاري غضبا واسعا في الكويت حينما دعا في حديث إعلامي الحكومة الكويتية إلى المساعدة في إعادة بناء إهراءات لبنان ليس فقط في بيروت، قائلا "لأن الأموال موجودة، وأنا تواصلت مع وزارة الخارجية، وعرفت أن صندوق التنمية الكويتي فيه أموال موجودة يمكن بشخطة قلم اليوم أن يؤخذ قرار ببناء إهراءات لبنان".

واستدعت تصريحات سلام ردا رسميا من الحكومة الكويتية، والتي استنكرت حديث الوزير اللبناني، داعيا إياه إلى "سحب هذا التصريح، حرصا على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين".

ودفعت هذه الضجة الوزير اللبناني لاحقا إلى التوضيح، قائلا إن ما قصده من خلال استعمال عبارة "شخطة قلم"، المستخدمة في اللغة العامية اللبنانية، أن "الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة".

ويعيش لبنان على وقع انهيار مالي واقتصادي، منذ نحو ثلاث سنوات في ظل عجز القوى السياسية عن التوافق، وغياب رؤية واضحة لدى المسؤولين، لوضع حد لهذا الانهيار.

وبدأ الانهيار المالي في لبنان في العام 2019 نتيجة إدارة سيئة للإنفاق مما راكم الديون، إضافة إلى الشلل السياسي وسط خلافات بين الفصائل المتناحرة وإحجام المقرضين الأجانب عن إنقاذ البلاد ما لم تنفّذ إصلاحات.

ويصنف البنك الدولي الأزمة ضمن أسوأ الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ دمرت بلدا كان يُنظر إليه باعتباره واحة ثرية وليبرالية وسط الشرق الأوسط قبل اندلاع الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وأصبح أكثر من 80% من السكان البالغ عددهم 6.5 ملايين نسمة في عداد فقراء.

وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها ومنعت البنوك المودعين من سحب أموالهم، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن الدين العام بلغ 495% من الناتج المحلي الإجمالي في 2021، أي أعلى بكثير من المستويات التي شلت اقتصادات بعض الدول الأوروبية قبل 10 سنوات.

ومما زاد من إحباط الناس فشل الحكومة حتى الآن في علاج المشكلات، حيث قادت حكومة تصريف أعمال في أغلب أوقات السنوات الثلاث الماضية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر لبنان القمح وزير لبناني أمين سلام