الآلاف يفرون من جنوب كردفان.. و"تحرير السودان" تحاول الاستيلاء على الولاية

الاثنين 21 أغسطس 2023 04:05 م

فر آلاف السودانيين من منازلهم في عاصمة ولاية جنوب كردفان بعد هجوم شنته "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وهي واحدة من 3 قوى تقاتل الآن في المنطقة التي امتد إليها النزاع.

وذكرت صحيفة "الجارديان"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الحركة تحاول الاستيلاء على الولاية من الجيش السوداني، منذ يونيو/حزيران، عندما دخلت الصراع الذي اندلع في أبريل/نيسان بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.

وأضافت أن عدة مليشيات وحركات مسلحة تنشط في المناطق الجنوبية والغربية المضطربة في السودان؛ ما قد يجعل تقدم الحركة الشعبية لتحرير السودان يثير مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد سكان عاصمة الولاية كادغلي، قوله: "الوضع سيء حقًا"، مشيرا إلى أن "العائلات هربت من دون طعام ولا أموال. وحتى المنظمات غير الحكومية الدولية لم تستطع إطعامهم".

وأوضح أن المدنيين يبحثون عن ملاذ في المدارس والمساجد بالأحياء الشرقية من كادغلي، التي وصلوها مؤخرًا بعد أن فروا سابقًا من الخرطوم، التي كانت مسرحًا لأشهر من القتال العنيف بين الجيش والدعم السريع.

واستولت الحركة الشعبية لتحرير السودان على 10 قواعد من القوات المسلحة السودانية حول كادغلي وبلدة الدلنج منذ يونيو/حزيران الماضي، ولم تواجه مقاومة تذكر، وفقًا لأشخاص يعيشون في الولاية؛ ما ساعد في توسيع سيطرتها الإقليمية على الولاية من حوالي النصف إلى 60%.

وفي إشارة إلى "الطبيعة الفوضوية الثلاثية للصراع في الولاية"، بحسب "الجارديان"، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الدبيبات الاستراتيجية، التي تربط جنوب كردفان ببقية السودان بشبكة من الطرق والسكك الحديدية، فيما أغلقت القوات المسلحة الطرق التي تربط كادغلي والدلنج؛ في محاولة لمنع الفارين من تقدم "الحركة الشعبية".

ومع ذلك، يشير المصدر ذاته إلى أن مئات العائلات تمكنت من الخروج من كادغلي في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وتوجه الكثير منها إلى الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان المجاورة.

والأبيض هي أيضا نقطة ساخنة للقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لكن علي الشرقاوي، المدرس في مدرسة ابتدائية بكادغلي، قال إن الكثير من الناس ما زالوا يعتبرونها أكثر أمانًا، مضيفا: "قد تسقط كادغلي في حرب أهلية بسرعة كبيرة".

وفقد الشاب البالغ من العمر 36 عامًا وظيفته كمدرس عندما بدأت الحرب، وبدأ العمل في السوق، ومع ذلك لم يتلق راتبه منذ شهور، مثل عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء السودان.

وتابع الشرقاوي: "لا أريد المغادرة، لقد سئمت الهروب"، موضحًا كيف اضطر مرتين لمغادرة منزل عائلته في قرية في جنوب كردفان بسبب القتال منذ 2011.

وفي السياق، قالت أزاهر داهية، المتطوعة في مجال حقوق المرأة بمنظمات غير حكومية مختلفة، إن الكثير من المدنيين لقوا حتفهم في هجمات الحركة الشعبية لتحرير السودان على قرى حول كادغلي، وقالت: "كان بعض الناس قد نزلوا للتو من الخرطوم ووجدوا أنفسهم يهربون مرة أخرى".

وأضافت: "الوضع يزداد سوءا خاصة بعد قرار الجيش إغلاق الطريق الذي يربط الخرطوم بكردفان ودارفور"، مشيرة إلى أن "كل مركبة على الطريق تعتبر هدفا عسكريا، لذلك لم تدخل البضائع إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها. ونتيجة لذلك، يدفع الناس مبالغ أكبر بكثير من المعتاد مقابل البضائع المهربة من جنوب السودان".

وكانت "الحركة الشعبية" تقاتل إلى جانب جنوب السودان قبل أن يصبح دولة مستقلة، في عام 2011.

ومع انفصال جنوب السودان بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام وُقع عام 2005 وأنهى 22 عاما من الحرب الأهلية، عادت هذه المجموعة إلى القتال في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وانشقت عام 2017 إلى حركتين: "الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ جناح عبدالعزيز الحلو" (شمالا)، و"الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ جناح مالك عقار".

وبالنسبة للمحلل السياسي المقيم في الخرطوم، شمائل نور، فإن عودة نشاط الجماعات المتمردة في غرب وجنوب السودان كانت "متوقعة"، بالنظر إلى "ضعف" القوات المسلحة السودانية.

وقال نور: "تمثل التوترات التي تعرفها البلاد فرصة جيدة للحركة الشعبية لتحرير السودان للسيطرة على مناطق جديدة"، مضيفا: "لا أعتقد أن الحركة تقف مع أي جانب من الجانبين المتقاتلين أساسا في الخرطوم، لكنها قد تستهدف تعزيز تموقعها استعدادا للفترة المقبلة لما بعد الصراع".

وتسببت المعارك المندلعة منذ أربعة أشهر في مقتل 3900 شخص بأنحاء السودان، بحسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، لكن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير؛ لأن المعارك تعرقل الوصول إلى العديد من المناطق.

وبحسب أحدث إحصاءات منظمة الهجرة الدولية، فإن الاقتتال تسبب في فرار مليون و17 ألفا و449 شخصا من السودان إلى الدول المجاورة، في حين يُقدر عدد النازحين داخل البلاد بثلاثة ملايين و433 ألفا و25 شخصا.

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان جنوب كردفان الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد الفتاح البرهان حميدتي

مقتل 60 شخصا وإصابة 250 بنيالا غربي السودان‎