موسكو تتدخل وواشنطن تدعو إلى وقف الاقتتال.. اشتباكات دير الزور تتوسع

الجمعة 1 سبتمبر 2023 06:31 م

امتدت الاشتباكات العنيفة التي تشهدها محافظة دير الزور منذ نحو 6 أيام، وأسفرت عن أكثر من 45 قتيلا، إلى ريف محافظة حلب، حيث دخلت روسيا على خط المواجهات، فيما دعت الولايات المتحدة إلى التهدئة.

والجمعة، قتل وجرح العشرات معظمهم مدنيون، جراء قصف جوي روسي على ريف منبج شرقي حلب، وذلك بعد ساعات على سيطرة مقاتلي العشائر، على عدة نقاط في المنطقة، بعد معارك مع ميليشيات قوات سوريا الديموقراطية "قسد" الكردية التي تدعمها واشنطن.

ويأتي تحرك عشائر ريف حلب في إطار مساندتها لعشائر دير الزور التي تواجه منذ أيام حملة عسكرية قوية من قبل "قسد"، التي اعتقلت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، الملقب بـ(أبو خولة)، في محاولة منها للسيطرة الفعلية على ريف دير الزور أو إخضاع المنطقة لمشروع "الإدارة الذاتية".

وأفادت شبكة "نهر ميديا" المحلية، بمقتل 5 مدنيين وإصابة 13 آخرين، بقصف روسي على قرية عرب حسن بريف منبج، وذلك بعد سيطرة مقاتلي العشائر على التلة القريبة من القرية، عقب معارك مع "قسد".

وكما قتلت عائلة بأكملها ومقاتل من أبناء العشائر، وأصيب 5 أشخاص آخرين جراء قصف روسي على قرية المحسنلي بريف جرابلس، بعد طرد "قسد" منها، وفقا لشبكة "الخابور" المحلية.

وقالت مراصد عسكرية، إن الطيران الروسي شن غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط المناطق التي سيطر عليها مقاتلو العشائر.

وكان مصدر محلي أكد لموقع "تلفزيون سوريا"، أن مقاتلي العشائر سيطروا على قريتي البوهيج والمحسنلي شرقي حلب، إضافة إلى تلة عرب حسن على جبهة منبج، وأجزاء من الطريق الدولي إم 4 في ريف الرقة.

وكانت العشائر العربية في مناطق سيطرة «الجيش الوطني السوري» قد بدأت بالاستعداد الخميس، لمواجهة "قسد"، وأرسلت مقاتليها إلى خطوط التماس دعما لأهالي دير الزور.

وفي دير الزور، قالت شبكة "فرات بوست"، إن "قسد" سحبت جميع حواجزها من بلدة الباغوز إلى ساحة هجين، استدراكا للمهلة الممنوحة لها من قبل مقاتلي العشائر لإخلاء النقاط العسكرية.

وأضافت أن مقاتلي العشائر سيطروا خلال ساعات الليل، على مقر الشرطة العسكرية والمخفر في بلدة غرانيج، وعلى حاجز المقسم في بلدة الطيانة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلحين محليين سيطروا على مدينة هجين في ريف ديرالزور الشرقي بعد انسحاب عناصر قسد وقوى الأمن الداخلي الكردية "الأسايش".

إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة، عن "قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة بما في ذلك الخسائر بالأرواح في دير الزور"، داعية جميع الأطراف إلى إنهاء الاقتتال وحل الوضع سلميا.

وأشار بيان وزارة الخارجية الذي نشر على حساب السفارة الأمريكية في سوريا، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إلى أن أمريكا "تركز على تخفيف معاناة الشعب السوري بما في ذلك عملها لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش من خلال الشراكة مع قوات سوريا الديموقراطية. ونحن ندعم الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش جميع شعوبها بسلام".

ويأتي بيان الخارجية عقب ساعات من بيان مماثل صدر عن "قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب"، أكد فيه التحالف الدولي ضد داعش "الالتزام بدعم قوات سوريا الديموقراطية في مهمة الهزيمة الدائمة لداعش دعما للأمن والاستقرار الإقليميين".

واعتبر بيان التحالف أن "الانحرافات عن هذا العمل المهم تؤدي إلى عدم الاستقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور داعش"، مشددا على أن "العنف في شمال شرقي سورية يجب أن يتوقف، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار والتخلص من تهديد داعش".

وفي وقت سابق، طالب شيوخ ووجهاء عشائر في دير الزور التحالف الدولي بوقف العملية العسكرية ودعم تشكيل "إدارة مدنية" جديدة في دير الزور.

ولم تعلق "قسد" على سيطرة مقاتلي العشائر على بعض المناطق، في حين نفى "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" سيطرة من وصفهم بـ"مرتزقة الاحتلال التركي" على أي نقاط أو قرى في الريف الشمالي الغربي لمدينة منبج.

وقال المتحدث الرسمي لـ"مجلس منبج العسكري" شرفان درويش، إن قرية البويهج في الريف الشرقي لمدينة الباب شهدت اشتباكات بين قوات المجلس والمهاجمين، وفق ما نقلته وكالة "هاوار" المقربة من "قسد".

ولا تتحدث "قسد" عن قتال أو مواجهات ضد أبناء العشائر، إنما تتحدث تارة عن عملية ضد فلول "داعش"، وتارة أخرى عن عملية أمنية بأرياف دير الزور لملاحقة من تقول إنها خلايا "أرسلها النظام السوري إلى المنطقة لإحداث فتنة أهلية".

وتتمركز قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتتألف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.

وتتولى الإدارة الذاتية الكردية، وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل جناحها العسكري، إدارة مناطق سيطرتها، خصوصا ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة التخفيف من الحساسية العربية-الكردية.

ويؤكد مراقبون أن ما يجري في دير الزور حاليا، لن ينعكس على مناطق أخرى "لأن قسد تتعامل بعقلانية مع القضية"، مشيرين إلى "وجود وساطات يقوم بها وجهاء وعقلاء من أجل التعاون وضبط الأوضاع".

ويرجح المراقبون أن "إثارة القضية في هذه اللحظة ربما يكون مرتبطا بأحداث السويداء، للتشويش على ما يجري هناك، وكذلك لأن الايرانيين وحلفاءهم من الميليشيات يحاولون الرد على التحركات الأميركية قرب الحدود العراقية السورية".

وتشهد السويداء حراكا منذ نحو أسبوعين احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتطور فيما للمطالبة بـ"إسقاط النظام".

وأعقبت الاحتجاجات قرار السلطات في منتصف الشهر الحالي رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر.

وانطلقت الاحتجاجات في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين لكن زخمها تواصل في السويداء، ذات الغالبية الدرزية، والتي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دير الزور قسد قوات سوريا الديموقراطية مظاهرات السويداء

قوات قسد تسيطر على بلدات جديدة في دير الزور وتفرض حظرا للتجوال

اتفاق بين قسد والعشائر العربية على وقف العنف في دير الزور