رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، على تصاعد موجة العنصرية في بلاده تجاه الأجانب وبعض فئات المجتمع، والتي تهدد بالتأثير على الاستقرار والسياحة والاستثمارات في البلاد.

وقال في خطاب له: "كل شخص في تركيا سواء كان تركيا أم أجنبيا يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه".

وأضاف أنه "فقط لكون الإنسان أجنبي أو يتكلم لغة أخرى أو ملتحيا أو كانت سيدة ترتدي الحجاب فإنهم يتعرضون للتضييق والضرب لهذه الأسباب في تركيا".

وأكد أنه لن يقبل بهذا أبدا "وسيحاسبون من يقوموا بمثل هذه الأفعال أمام القضاء".

وعلّق الحساب الذي يحمل اسم الناشط التركي الراحل مهمت جانبكلي، في تدوينة عبر موقع "إكس"، بأن أردوغان يلمح لحملات معاداة الأجانب التي يقوم بها رئيس حزب الظفر أوميت أوزداغ.

حيث قال أردوغان: "سأتكلم بصراحة نحن نعرف جيدا من أنتم ولأي شيئ تفعلون هذا وماهي أهدافكم. وأريد أن أخبركم شيئا... لن تنجوا أبدا بما تفعلونه".

وأوضح بالقول: "يبدو أنكم لم تتعلموا الدرس من صفعة الانتخابات الماضية".

"عقلية فاشية"

وبعد تصريحاته تلك، نشر أردوغان تغريدة عبر "إكس"، قال فيها إنه "لسوء الحظ، نرى أن هناك من يحاول تحويل مجالات مثل الثقافة والفنون والرياضة، التي ينبغي أن توحدنا حول قيمنا المشتركة وأفراحنا وفخرنا، إلى أدوات للهزيمة".

وأضاف: "بدأنا نواجه المزيد والمزيد من الوقاحة، حتى وصلنا إلى حد مضايقة شعبنا في الحافلات ومترو الأنفاق والمحلات التجارية وعلى الطريق. لا تخطئوا... لقد ولى زمن الظالمين الذين يعتبرون هذا البلد ملكا لحفنة من الأقليات وهذه الأمة عبدة لنفس الأقلية".

واستطرد بالقول: "كل شخص، سواء كان مواطناً في الجمهورية التركية أم  لا ملزم باحترام حق الوجود والحياة والتعبير عن الذات لجميع الأفراد وتفضيلاتهم في التصويت.

واعتبر أن: "العقلية الفاشية، التي لا تعرف كيف تحصر حريتها في حدود حقوق الآخرين، محكوم عليها بالمحاسبة أمام أمتنا وأمام القضاء".

وتعهد بأن "نضالنا ضد العقلية والاستغلال السياسي والانحراف الاجتماعي الذي يقف وراء مثل هذه القضايا الأقلية الهائجة التي تعود إلى الظهور من وقت لآخر في بلدنا سوف يستمر".

وتأتي تصريحات أردوغان بعد تزايد السلوك العنصري والمعادي للأجانب في تركيا، والذي اتسع ليشمل السياح والطلبة الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وقد أشار خبراء في تقرير نشرته صحيفة "صباح"، إلى ضرورة عدم استبعاد أن يكون بعض من يقوم بمثل هذه الأفعال يخدمون أجندات معينة عن قصد.