غضب شعبي ونيابي جراء اعتداء تركي على سائح كويتي.. ماذا قال الناشطون والنواب؟

الاثنين 18 سبتمبر 2023 01:26 م

أثارت حادثة اعتداء على سائح عربي من الكويت، من قبل أتراك في مدينة طرابزون، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع مظاهرات انطلقت في إسطنبول تدعو إلى خفض خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين والعرب.

ونشرت منصات تركية، مقطع فيديو يوثق مشاهد من الخلاف اللفظي الذي نشب بين أتراك وسائح كويتي برفقة عائلته، في ساحة شهداء 15 يوليو/تموز في مدينة طرابزون وحديقة حرييت، حيث تدخل أحد الأتراك وصفع السائح وأسقطه أرضًا، قبل أن تتعالى صيحات الاستنكار وطلبات المساعدة.

ونشرت ولاية طرابزون بيانًا صحفيًا عبر منصتها الرسمية، الأحد، قالت فيه إن "مشاجرة كلامية نشبت بين سائحين في ساحة مدينة طرابزون يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري، حوالي الساعة 8:20 مساءً، وتواجدت الشرطة في المكان لتهدئة الشجار".

وأضاف البيان "تدخل مواطن تركي، فسر الأمر بأن السائحين يقاومون الشرطة، فضرب السائح فجأة، مما أدى إلى إصابته، وجرى نقله للعلاج في مستشفى بالمحافظة تحت إشراف المحافظ ووضعه الصحي ليس خطرًا"، وفق إعلان الولاية.

وأكد البيان أن الشرطة تمكنت على الفور من القبض على المشتبه به وتوقيفه، وتم فتح تحقيق قضائي بحقه بناء على تعليمات النيابة العامة.

الفيديو المتداول على نطاقٍ واسع، أثار موجة واسعة من الجدل عبر المنصات، وسط تساؤلات عن أسباب تصاعد الاعتداء على السياح العرب في البلاد.

وندد ناشطون بتخاذل الشرطة في حماية السائح الكويتي.

لم يقف الأمر عند الغضب الشعبي، فنقلت صحيفة صحيفة "الأنباء" الكويتية عن البرلماني الكويتي محمد الرقيب دعوته وزير خارجية بلاده لاتخاذ موقف دبلوماسي يُبلغ لوزارة الخارجية التركية "حفاظًا على كرامة وسلامة المواطنين الكويتيين".

ودعا إلى وضع حدًا لهذه الاعتداءات المتكررة، كما طالب السفارة الكويتية في تركيا بتقديم تقرير بشأن الحادث ومتابعة المواطن وسلامته.

من جهته، وصف النائب الكويتي أسامة الزيد الاعتداء بـ"الهمجي"، داعيًا إلى تفاعل سريع من السفارة الكويتية في تركيا بتوفير الرعاية الصحية للمصاب، والحماية لأسرته حتى عودتهم تحت إشراف وزارة الخارجية، واتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المعتدين، وفق تصريحه.

في حين طالب النائب مهند الساير وزارة الخارجية بالتحرك السريع والحازم، في حادثة الاعتداء على مواطن كويتي، وقال في تغريدة: "الدبلوماسية وأدواتها إن لم تكن هدفها حماية الناس والدفاع عن حقوقهم فلا قيمة لها، على الخارجية سرعة إصدار بيان توضيحي بالإجراءات المتخذة لحماية المواطنين وطمأنتنا".

فيما قال النائب ماجد المطيري، إن "حادث الاعتداء الذي تعرض له سائح كويتي في طرابزون التركية يتطلب من وزارة الخارجية أن تقف بحزم لحماية المواطنين الكويتيين، كما يجب أن تقوم بمتابعة القضية وتوفير الحماية للمواطن وأسرته وتأمين عودتهم للبلاد".

وغرّد النائب عبدالله المضف، قائلاً: "يجب أن يكون للخارجية موقف حازم أمام تعرض المواطن الكويتي للاعتداء السافر في تركيا فكرامة الكويتيين فوق كل اعتبار ولا تحتمل التأخير".

في حين قال النائب بدر السيار: "لن نسمح بامتهان كرامة الكويتيين في الخارج وسط صمت غير مبرر من وزارة الخارجية وعليها إصدار بيان حالاً حول حادثة الاعتداء في طرابزون والإجراءات القانونية لها وتوضيح دور السفارة الكويتية في حماية المواطن وتأمين أسرته".

ومع تصاعد الأزمة، سعت الكويت وتركيا، إلى احتواء تداعيات الحادث.

وقال بيان كويتي، إن وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الصباح اتصل هاتفيا بالمواطن الكويتي "للإطمئنان عليه والوقوف على حالته الصحية" والرعاية التي يتلقاها في المستشفى.

وأكد البيان رفض الكويت لمثل هذه الاعتداءات، لكنه أشار إلى أن السلطات التركية تتخذ "الاجراءات اللازمة بحق المعتدي" المحتجز لدى السلطات التركية، مع متابعة مستمرة من سفارة الكويت في أنقره.

من جانبها قالت السفارة التركية في الكويت، إن السفيرة طوبى نور سونمز تحدثت هاتفيا مع المواطن الكويتي المصاب واطمأنت عن حالته الصحية، وأن "حالته الصحية جيدة"، وغادر المستشفى.

وأشارت السفيرة إلى تحرك السلطات المعنية "بأسرع وقت ممكن" لإلقاء القبض على المعتدي وتقديمه للمحكمة، مؤكدة أن "هذه الحادثة الأليمة لن تلقي بظلالها على العلاقات القوية التي تربط البلدين، بل عززت التضامن فيما بينهما".

وفي محاولة لتهدئة الأجواء، زار وفد تركي رسمي وأمني المواطن الكويتي المعتدى عليه، حسب صور نشرتها قناة (TRT) التركية (رسمية).

وفي السياق، نظمت جمعية "الفكر الحر وحقوق التعليم" التركية مساء السبت وقفة احتجاجية في مدينة إسطنبول تحت عنوان "لنعلي الأخوّة في وجه العنصرية".

ونظمت الوقفة في حديقة "صاراج هانه" بقضاء الفاتح في إسطنبول ورفع المشاركون لافتات رافضة لظاهرة العنصرية والتحريض والكراهية واعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون.

وألقى رئيس الجمعية رضوان قايا كلمة أكد خلالها أن العنصرية ومعاداة المهاجرين بمثابة "الظلم البيّن الذي يرفضه المجتمع والدين والقانون"، مضيفا "اليوم يظهر أمامنا خطاب كراهية ومعاداة العرب، وما هو إلا كراهية للإسلام والأمة".

وأوضح قايا أنّ "الذهنية التي تشرعن ممارسة العنصرية والكراهية والتحريض ضد السوريين واللاجئين القادمين من بقع متفرقة من مناطق الأمة الإسلامية قد مارست نفس الشيء ضد فئات من المجتمع التركي طيلة الـ100 عام الماضية".

فيما دعا ناشطون السلطات التركية إلى اتخاذ موقف حاسم ضد العنصرية، محذرا من مخطط للتسبب في خسائر كبيرة للسياحة التركية.

وشهدت تركيا في الآونة الأخيرة، تصاعداً فيما باتت تسمى اعتداءات عنصرية موجهة بشكل رئيسي ضد العرب، فيما قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العنصرية ضد العرب كلفت تركيا 5 مليارات دولار هذا الصيف.

وأضاف أن تصاعد حدة الخطاب العنصري وكراهية الأجانب في تركيا يعود سلبا على الاقتصاد التركي.

في المقابل، أكد أردوغان، أن حكومته لن تسمح بتفشي العنصرية وكراهية الأجانب وستتخذ الإجراءات اللازمة لحل مشكلة الهجرة غير النظامية.

وأضاف في كلمة ألقاها قبل أيام، خلال فعالية أقيمت بمشاركة مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، أن وصمة الاستعمار والعنصرية والفاشية لم تكن موجودة أبداً في أي مرحلة من مراحل التاريخ التركي، وشدّد على أن حكومته لن تسمح إطلاقاً بزعزعة هذه الخصال الحميدة.

ولدى الكويت وتركيا علاقات اقتصادية وسياسية متنامية، حيث تعد تركيا مقصدا أساسيا للسياح الكويتيين، كما تقوم شركات مقاولات تركية ببناء مشاريع كبرى للحكومة الكويتية منها مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت، كما تستثمر شركات كويتية في تركيا في مختلف القطاعات.

وأبرمت الكويت عقدا مع الجانب التركي لتوريد عدد لم يكشف عنه من طائرات بيرقدار المسيرة المسلحة من طراز "تي بي 2" بقيمة 367 مليون دولار.

وأظهرت إحصائيات نشرتها وزارة السياحة التركية أن عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تركيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023 بلغ 163 ألفاً و496 سائحاً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الكويت اعتداء عنصرية غضب نيابي غضب شعبي