تقرير دولي يتوقع حدوث انهيار عربي وصعود تركي وتفكك صيني

الخميس 11 فبراير 2016 05:02 ص

توقع تقرير استخباراتي دولي، انهيار العديد من الدول العربية التي ستشهد حالة من الفوضى العقد المقبل وصعود تركيا كقوة دولية.

وبحسب تقرير نشره معهد الدراسات الأمنية والإستراتيجية (ستراتفور)، فإن أبرز التوقعات هي ضعف أمريكا وتفكك روسيا وسقوط العديد من الدول العربية وانقسام الاتحاد الأوروبي 4 أجزاء وانتكاسة اقتصادية في ألمانيا وانتعاش بولندا وسيطرتها على أوروبا.

وتناول التقرير أبرز التوقعات السياسية والاقتصادية العالمية، خلال العقد القادم، وذلك بناء على الأوضاع العالمية المتدهورة الحالية، تتضمن رؤية سوداوية للعالم خلال السنوات العشر المقبلة.

ووفقا للتقرير الذي وضعه محللون دوليون في شئون الاستخبارات السياسية والاقتصادية ونشرته مواقه عربية فإن العالم سيكون خلال العقد القادم، مكانا أكثر خطورة، مع تلاشي قوة الولايات المتحدة، وتفكك الاتحاد الروسي، وسقوط العديد من الدول العربية ودول أخرى بارزة، وانتشار حالة من الفوضى والتراجع.

وتتمثل أبرز هذه التوقعات في: تحول روسيا إلى سلسلة من المناطق المتمتعة بحكم شبه ذاتي، ومعاناة ألمانيا من انتكاسات اقتصادية جادة، وانتعاش بولندا وفرض سيطرتها على المنطقة الأوروبية بأكملها، وانقسام الاتحاد الأوروبي إلى 4 أجزاء، وتحول أنقرة وواشنطن لحليفين وثيقين بعد سقوط عدد من الدول العربية.

وتوقع التقرير أن تضعف قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، ولهذا السبب سوف يصبح العالم بعد 10 سنوات من الآن مكانا أكثر خطورة، مع انحسار قوة أمريكا كقوة عظمي اقتصاديا وسياسيا. ويقول خبراء العهد إن هناك نمو اقتصادي وارتفاع في إنتاجية الطاقة المحلية، ولكن هناك بالمقابل تراجع للصادرات، وصعوبة في القدرة على تحصين نفسها ضد الأزمات في العالم.

وأضاف أن الولايات المتحدة تظل القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الكبرى في العالم، ولكنها ستكون أقل انخراطا في مشكلات العالم مما كان في الماضي.

كما توقع التقرير زوال سلطة الدولة في روسيا، وتفكك الاتحاد الروسي إلى مناطق ذات استقلال ذاتي، ما سيخلف فراغا كبيرا في المنطقة.

وأفاد بأن العقوبات الأوروبية، وانخفاض أسعار النفط وانهيار الروبل وارتفاع النفقات العسكرية وزيادة الانشقاقات الداخلية، ستضعف قبضة الحكومة المركزية الروسية على أكبر دولة في العالم، وفي النهاية قد تتحول موسكو إلى سلسلة من المناطق المتمتعة بحكم شبة ذاتي.

ومع أنه يقول إنه لن تكون هناك انتفاضة ضد موسكو، إلا أنه يؤكد أن قدرة موسكو على مجابهة عقوبات أوروبا ستجعل الاتحاد الروسي يعيش في فراغ ينتهي به إلى التحول إلى شظايا أو مناطق ذات استقلال ذاتي.

وقال التقرير: نتوقع أن تضعف سلطة موسكو إلى حد كبير، مما يؤدي إلى تفتيت الاتحاد الروسي بصورة رسمية وغير رسمية“، مضيفا أنه من غير المرجح أن يبقي الاتحاد الروسي بشكله الحالي علي قيد الحياة.

وأشار إلى أن أمريكا سوف تستخدم جيشها من أجل تأمين الأسلحة النووية في روسيا لأنه سيكون هناك فراغ كبير في السلطة ومخاطر على البنية التحتية للسلاح النووي الروسي.

وبحسب تقرير ستراتفور: «سوف يتعين على الولايات المتحدة التدخل حتى لو كان ذلك يعني إرسال قوات برية لتأمين الأسلحة النووية والصواريخ الروسية، فواشنطن هي القوة الوحيدة القادرة على معالجة هذه المسألة، لكنها لن تكون قادرة على السيطرة على أعداد كبيرة من المواقع العسكرية وضمان ألا يتم تشغيل أي صاروخ في هذه العملية».

ويقول: «سيتعين إما التدخل عسكريا في روسيا لضمان عدم إطلاق الصواريخ النووية من أي قوي مارقة، أو محاولة دعم تشكيل حكومة روسية مستقرة وقابلة للحياة اقتصاديا في المناطق التي يوجد بها صواريخ».

وتوقع التقرير، أن تصبح أنقرة وواشنطن حليفين وثيقين، بالتزامن سقوط العديد من الدول العربية، وقال إن الفوضى لن تنتهي من الشرق الأوسط في المدى القريب وستكون تركيا هي المستفيد الأكبر من هذه الأوضاع.

ورغم تردد تركيا في التدخل بالصراعات التي تحيطها في سوريا والعراق، إلا أنها ستصبح شريكاً لا غنى عنه للولايات المتحدة، لحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مقابل مساعدة واشنطن أنقرة لإنشاء قواعد عسكرية في أرمينيا المجاورة.

وأضاف التقرير أن تركيا بحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة لأسباب سياسية وعسكرية، والولايات المتحدة لا تتوقع أن تتولى تركيا خوض الحروب بالنيابة في الشرق الأوسط.

ورجح التقرير، احتمالية اندلاع انتكاسات اقتصادية حادة في العقد المقبل ومشكلات في ألمانيا، ويقول إن واحدة من أهم التوقعات المثيرة للفزع خلال العقد القادم هي تدهور الاقتصاد الالماني لصالح البولندي، مرجعا هذا لأن الاقتصاد الألماني يعتمد على الصادرات الخارجية ولن يستطع الاستهلاك المحلي في البلاد أن يعوض انخفاض حجم الصادرات الألمانية. والنتيجة التي سوف تترتب على ذلك، بحسب تقرير ستراتفور، هي ركود اقتصادي، ما سيجعل ألمانيا من انتكاسات اقتصادية جادة خلال العقد المقبل، ولكنه يقول إن “الأمور لن تكون سيئة تماماً في ألمانيا الشرقية.

بولندا تسيطر على أوروبا

وتوقع التقرير بالمقابل انتعاشا اقتصاديا في بولندا، وأن تصبح مركز النمو الاقتصادي والنفوذ السياسي المتزايد في اوروبا وتسيطر على دول القارة، لأن عدد سكانها لن ينخفض كسائر دول الاتحاد الأوروبي، ولن يتضرر الاقتصاد هناك كغيره من الدول الأوروبية.

وقال إنه يمكنها الاستفادة من نموها السياسي والاقتصادي في فرض سيطرتها على المنطقة الأوروبية، وتمتع بولندا بعلاقات استراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.

التوقع الأكثر صدمة الذي يتوقعه خبراء ستراتفور، هو تقسيم الاتحاد الأوربي إلى أربعة أجزاء، فالاتحاد الأوروبي ظهر كقوة تاريخية لا يمكن وقفها ولكنه بعد عقد من الآن لن يبدو سوى ذكرى بعيدة، بحسب التقرير.

وسيقسم إلى 4 أجزاء متباعدة عن بعضها البعض، هي: (اتحاد دول أوروبا الغربية)، و(اتحاد دول أوروبا الشرقية)، و(اتحاد الدول الاسكندنافية)، و(اتحاد الجزر البريطانية)، ولن تتمتع هذه الاتحادات بعلاقات مترابطة كالسابق، بحسب التقرير.

تباطؤ النمو الصيني وفوضي وقمع

وتنبأ التقرير بأن تشهد الصين عقدا شاقا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، وأن يترتب على هذا استياء عارما تجاه الحزب الشيوعي الحاكم، لكن الحزب لن يغير مبادئه، ما يعني زيادة القمع الداخلي من أجل السيطرة على الفوضى.

وقال إن بكين تواجه مشكلة أخرى أكبر تتعلق بأن النمو غير موزع جغرافيا بشكل عادل، فالمدن الساحلية مزدهرة، ولكن المدن الداخلية لديها أقل قدرة على الوصول إلى الأسواق الدولية وهي الأكثر فقرا، وهذه المشكلة سوف تزداد سوءا.

وهذا الصدع المتزايد بين ساحل الصين وباطنها قد يكون نذيرا لانقسامات مشئومة أكثر عمقا.

اليابان تعود قوة بحرية

وتوقع تقرير ستراتفور أن تعود اليابان كقوة بحرية صاعدة في آسيا (كما كانت قبل الحرب العالمية)، مشيرا إلى أن أحد أسباب ذلك تبني البحرية الصينية أساليب أكثر عدوانية في السيطرة على طرق الملاحة في البحار شرق الصين وجنوب الصين والمحيط الهندي، وهي المناطق التي تعتمد عليها اليابان.

وأضاف أن اليابان ليس لديها خيار آخر سوى تطوير بحريتها لحماية مواردها من النفط والطاقة أيضا عبر البحار، ومع انحسار قوة الولايات المتحدة، سوف تضطر اليابان إلى القيام بحماية نفسها بنفسها بعدما كانت تعتمد علي الولايات المتحدة.

وتوقع التقرير أيضا أن يشتعل الصراع بين روسيا والصين واليابان على الجزر الصغيرة الاسيوية في بحر الصين الجنوبي وربما تصعيد عسكري كبير.

وقال إن البلدان الثلاثة مهتمة بالحصول على بعض هذه الجزر أو السيطرة عليها لحماية مصالحها البحرية، حتى لو كان ذلك قد لا يؤدي إلى النزاع المسلح في البحار جنوب الصين وشرقها.

16 صين مصغروتوقع التقرير أن تتفتت الصين إلى 16 صين مصغرة عمليا، بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني وفشل معدل النمو في الارتفاع، وأن هذا سيكون لصالح 16 من الاقتصاديات الناشئة.

وقال إن توقف النمو في الصين سوف يؤدي إلى عواقب سياسية واقتصادية لا يمكن التنبؤ بها.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تقرير تركيا أمريكا الصين روسيا انهيار عربي

الاقتصاد الصيني واستهلاك النفط

بولندا تتطلع لاستيراد المزيد من إمدادات النفط السعودي

«تليغراف»: حرب أسعار النفط قد تؤدي إلى انهيار حكومتي الرياض وموسكو

وزير الاقتصاد الروسي: سنحقق نموا بأقل من 1% مع استقرار النفط عند 50 دولارا

إنقاذ الاقتصاد الياباني!