لا تزال مسألة حظر النقاب بين طلاب المدارس تثير جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد قرار وزير التعليم رضا حجازي بمنع غطاء الوجه ضمن التوجيهات الجديدة التي أعلنها، والمتعلقة بالزي المدرسي للعام الدراسي الذي يبدأ بعد أيام في البلاد.
وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر قد أصدرت يوم الإثنين قرارا حددت فيه مواصفات الزي المدرسي، وتضمن "حظر ارتداء النقاب في المدارس"، وذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد. وجاء القرار على شكل كتاب دوري أرسلته الوزارة إلى المديريات التعليمية في جميع المحافظات.
ووفقا للقرار، فإن ارتداء غطاء الرأس للطالبات اختياري، بشرط ألا يحجب الوجه، ولا يعتد بأي نماذج أو رسوم توضيحية تعبر عن غطاء الشعر، بما يخالف ذلك، مع الالتزام باللون الذي تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة.
وشددت الوزارة على أنه في حال ارتداء الطالبة للحجاب يجب أن يكون ولي الأمر على علم باختيار ابنته، وأن اختيارها لذلك قد تم بناء على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أي شخص أو جهة غير ولي الأمر.
وأثار القرار جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الوقت الذي اعتبره المؤيدون جريئا ومميزا من الحكومة، عبر كثيرون عن رفضهم له، معتبرين أنه لا يجب على السلطات أن تمنع النقاب في المدارس، باعتباره مظهرا إسلاميا يتمسك به العديد من البنات، بينما أيد آخرون القرار، معتبرين أنه تأخر كثيرا، وأن حجب الهوية عبر النقاب يتعارض مع أمن العملية التعليمية.
قرار جرئ ومميز للحكومة المصرية
— سامح عسكر (@sameh_asker) September 11, 2023
حظر النقاب في المدارس، والتأكد من موافقة ولي الأمر على حجاب ابنته..
النقاب بالأصل عادة يهودية قديمة، منشأها البابليين القدماء ، ثم دخلت التراث بفعل فاعل وتبناها المذهب الحنبلي كملبس إسلامي دونا عن بقية المذاهب..
قرار وزارة التعليم يراعي جانب… pic.twitter.com/tBgrTgvXWf
نحن في طريقة طمس الهوية الإسلامية، لم يكن حظر النقاب في المدرس هو البداية وإنما هم في منتصف الطريق.وما بعد حظر النقاب هو تدريس الثقافة الج.نسية في المدرس إلي أن نصل طمس كلي للدين و الهوية الإسلامية
— احمد جمعه (@ahmed12g0maa) September 11, 2023
أما بخصوص سكوت المسلمين ف الفيديو دا بيختصر الموضوع. pic.twitter.com/MEVDbrPoSV
واعتبر آخرون، بعيدا عن جدلية النقاب دينيا، أن القرار تعسفي يمس حرية المرأة في اختيار ملابسها، ويفرض معايير اجتماعية معينة على الفتيات، وأنه قد يساهم في التمييز ضد الفتيات المحجبات.
أخي سامح.. الأصل في الملبس أنه حرية شخصية وليس من مسؤولية الدولة أن تفرض أي نمط من الملبس على مواطنيها!
— نادر رجب (@NaderRajab) September 11, 2023
كما انّ فرض لبس الحجاب أو النقاب خطأ، فإنّ فرض نزع الحجاب أو النقاب خطأ أيضا!
الدولة مسؤولة عن وضع قوانين للذوق العام فقط لتتأكّد أنّ الناس تراعي حدود اللباس المقبولة…
وسخر مغردون من القرار واعتبروا بتهكم أن "النقاب كان من أكبر العقبات التي تواجه التعليم في مصر"، و"حظره سينقل التعليم إلى مكان مختلف".
قرار ممتاز بصراحة وأعتقد هينقل التعليم في مصر حتة تانية خالص،
— هَرَمْ (@1DeDios13_) September 12, 2023
دي كانت من أكبر العقبات اللي بتواجه التعليم في مصر.. https://t.co/PvqpQQsk1T
من جهة أخرى، رأى أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن قرار وزارة التربية والتعليم "صائب".
وأشار إلى أن النقاب لا يعتبر واجب أو سنة ولكن الواجب هو تغطية شعر المرأة بالحجاب وليس الوجه.
ولم يصدر عن الأزهر الشريف أي تعليق على الموضوع، إلا أن البعض أعاد نشر مقطع فيديو قديم يظهر فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب وهو يعلق على موضوع النقاب قائلا: " النقاب ليس فرض ولا سنة ولا مندوب ولا مستحب بل هو مباح وليس عليه ثواب ولا عقاب وليس أمر شرعي، بل هو من الزينة مثله مثل الخاتم".
شيخ الأزهر : النقاب ليس فرض ولا سنة ولا مندوب ولا مستحب بل هو مباح وليس عليه ثواب ولا عقاب وليس أمر شرعي بل هو من الزينة مثله مثل الخاتم .. 👌 pic.twitter.com/MNa9lZdBtj
— النور (@dream_n369) August 9, 2023
جدل النقاب ليس جديدا
الجدل حول النقاب ليس جديدا في مصر، فقد سبق أن سمحت محكمة القضاء الإداري للجامعات بمنع الطالبات المنقبات من أداء الامتحانات النصفية عام 2010، وزعمت حينها أن النقاب يسمح للطالبات بالتنكر في زي طالبات أخريات، لذلك فإن حظره في الامتحانات يضمن المساواة في الفرص لجميع الطالبات.
وقوبل هذا القرار باحتجاجات من بعض الطالبات ومجموعات حقوق الإنسان، الذين جادلوا بأنه انتهاك لحق المرأة في حرية الدين، كما تم انتقاد القرار من قبل بعض العلماء.
وكانت محكمة القضاء الإداري قد أصدرت حكما، في يناير/كانون الثاني 2016، بتأييد قرار رئيس جامعة القاهرة آنذاك، جابر نصار، حظر ارتداء النقاب على عضوات هيئة التدريس.