الأولى منذ 9 سنوات.. وفد حوثي يبدأ زيارة علنية إلى السعودية

الجمعة 15 سبتمبر 2023 02:55 م

بدأ وفد من جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، زيارة رسمية إلى السعودية، هي الأولى منذ اندلاع الحرب قبل 9 سنوات، على أمل "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين برعاية عمانية، تتعلق بإنهاء حرب اليمن.

وكانت السعودية أكّدت الخميس، أنها تستضيف وفداً حوثياً لمناقشة عملية السلام في اليمن، بعد 9 سنوات من اندلاع الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان، إن "المملكة وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال اللقاءات والنقاشات"، دون تحديد موعد اللقاءات.

وأوضحت أن هذه الدعوة في إطار "مبادرة المملكة التي أعلنتها في مارس 2021"، حيث تنص على وقف إطلاق نار دائم تحت إشراف الأمم المتحدة، وبدء مفاوضات سلام بين الأطراف اليمنية.

وأشارت الخارجية السعودية إلى أن الدعوة تهدف إلى "استكمال للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل/نيسان 2023".

وأكدت أن تلك الدعوة "استمرار لجهود المملكة وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".

وكانت قناة "الإخبارية" السعودية (حكومية)، ذكرت أنّ المملكة تستضيف "وفداً مفاوضاً يمثّل المكوّن اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حلّ سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات الى الاستقرار".

بدورها، قالت وسائل إعلام يمنية إن وفداً حوثياً وعمانيا، غادر مساء الخميس، صنعاء باتجاه السعودية على متن طائرة عُمانية.

وذكرت أن "الطائرة العمانية أقلعت نحو الرياض وعلى متنها وفد حوثي يضم 10 أشخاص بالإضافة إلى 5 عمانيين".

وهذه أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ باشرت السعودية في مارس/آذار 2015 حملة عسكرية على رأس تحالف لوقف تقدم الجماعة المتحالفة مع إيران في البلد المجاور لها.

وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء للبحث في عملية السلام.

وقبل مغادرة الوفد الحوثي، التقى رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط، الوفد العماني الزائر لصنعاء رفقة وفد الحوثيين المفاوض.

وجدد المشاط الشكر لجهود سلطنة عمان المستمرة لإحلال السلام في اليمن، وأكد أن "السلام كان وما يزال خيارنا الأول".

وأشار إلى أنه "استجابة" لوساطة عمان، سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي.

من جانبه، قال المسؤول السياسي البارز في قيادة الحوثيين محمد علي الحوثي، الجمعة في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات".

وأضاف: "الحوار في السعودية الذي سيجري بوساطة عمانية، يتركز على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية، والإعمار، وصولا إلى الحل السياسي الشامل".

كما قال عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن الزيارة تأتي لاستكمال اللقاءات التي تمت في مسقط لأكثر من مرة مع الوفد السعودي وقبلها في صنعاء لفترتين سابقتين، وكذلك زيارة الوفد السعودي خلال شهر رمضان الماضي، والتي كانت زيارة معلنة.

وأشار المسؤول الحوثي إلى أن "التفاؤل ما زال قائما" بشأن نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن.

وأشار القحوم إلى أن المواضيع التي ستتم مناقشتها في الرياض بجهود ووساطة عمانية ستركز على "الملفات الإنسانية"، إضافة إلى تدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقا لسنوات.

فيما أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية، مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أنّ الغاية من الزيارة "عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الانساني والاقتصادي".

كما أفادت مصادر سياسية في صنعاء، بأنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر اطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي، برعاية الأمم المتحدة، وبدعم من عُمان.

من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية في بيان الجمعة "بجهود الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان والمساعي الاممية، والدولية الهادفة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب اليمني".

وجددت التأكيد على "نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل (...) وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".

وفي واشنطن، رحب البيت الأبيض بالزيارة، داعيا في بيان "جميع أطراف هذا النزاع إلى تعزيز وتوسيع الهدنة التي جلبت قدرًا من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف".

من جانبه، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي، إن زيارة الوفد الحوثي للسعودية "أشبه بنقل العلاقة بين الحوثيين والسعودية من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل، أي شرعنة هذه العلاقة ومنحها دفعا إضافيا".

وتابع: "على الصعيد السياسي، هي خطوة متقدمة لإنهاء الدور المباشر للسعودية في اليمن وإقرار الحوثيين بدورها كوسيط" إلى جانب كونها أحد اطراف النزاع.

وتتكثف، منذ شهور، مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعُمانية لصنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام، وزيارة لأمين عام مجلس التعاون الخليجي لعدن.

ومنذ سبتمبر/أيلول 2014، تسيطر "أنصار الله" على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.

وأمام ذلك، غرق اليمن في حرب، تسبّبت في مقتل وإصابة مئات الآلاف وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ولكن تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في أبريل/نيسان 2022.

ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

لكن الأزمة الإنسانية في البلد الفقير لا تزال تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.

والخميس، طالبت 98 جهة دولية ومحلية بينها منظمات تابعة للامم المتحدة بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة "أكثر من 21,6 مليون شخص، أي 75 بالمئة من سكان اليمن".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن الحرب في اليمن وساطة عمانية الحوثيون وقف الخرب مفاوضات وفد حوثي

ترحيب أمريكي بدعوة السعودية وفد الحوثيين للتفاوض

التعاون الخليجي يرحب بجولة المباحثات الجديدة بين السعودية والحوثيين

وفد الحوثيون يعود إلى صنعاء.. والسعودية ترحب بنتائج المحادثات