أمريكا وإيران قبل موعد 2024.. هل تمهد صفقة السجناء لمناقشة النووي؟

الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 12:43 م

ربما تمهد صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران الطريق لمحادثات حول قضايا أكبر، ولاسيما البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الاختراق قد لا يتعدى كونه "تهدئة مؤقتة" في انتظار حسم انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

ذلك ما خلص إليه تقرير لسوزانا جورج، في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد"، بعد أن تبادلت واشنطن وطهران أمس الإثنين، بوساطة قطر، 5 سجناء من كل طرف، مع الإفراج عن 6 مليارات دولار لصالح إيران كانت مجمدة في كوريا الجنوبية تنفيذا لعقوبات أمريكية.

سوزانا تابعت أنه "يوجد أمل في أن تؤدي هذه الخطوات الصغيرة إلى مناقشة قضايا أكثر موضوعية، مثل العودة إلى الاتفاق النووي، على الرغم من أن ذلك قد يعوقه عدم اليقين بشأن نوع القيادة التي ستدير الولايات المتحدة بعد الانتخابات".

ويأمل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن (ديمقراطي) في إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكن ربما يفوز رئيس جمهوري.

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "يبدو أن الإيرانيين مترددون في التخلي عن معظم نفوذهم لاستعادة الاتفاق النووي دون معرفة مَن سيكون الرئيس الأمريكي المقبل".

وفي 2018، انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي آنذك دونالد ترامب من اتفاق نووي وقَّعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إلى جانب ألمانيا، وكان يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وأضافت سوزانا أن "إدارة بايدن تعهدت بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن إذا فاز جمهوري في انتخابات 2024، فمن المرجح أن تشهد السياسة تجاه إيران تحولا جذريا، كما حدث عندما تولى ترامب منصبه وانسحب من الاتفاق النووي.

أدنى ثمرة

وبحسب محللين سياسيين فإن تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران يظهر أن واشنطن وطهران قررتا أن التوترات المتصاعدة بينهما لن تخدم أيا من الجانبين، وفقا لسوزانا التي رأت أن "هذا الفهم هش يمكن أن ينهار بسهولة".

وقال فايز إن الصفقة كانت "أدنى ثمرة معلقة" للقضايا التي يمكن أن يتفق عليها الجانبان، مضيفا أن الولايات المتحدة وإيران "لم تحلا أي شيء، لقد اتفقتا للتو على إبقاء خلافاتهما تحت السيطرة".

واعتبر أن تنفيذ عملية تبادل الأسرى بنجاح "يضمن استدامة" العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، ويمنع التوترات من الخروج عن نطاق السيطرة، بدلا من إنشاء ديناميكية جديدة.

و"صورت وسائل الإعلام الإيرانية عملية تبادل السجناء على أنها محاولة من الرئيس بايدن الضعيف، الذي يحاول صرف الانتباه عن أرقام استطلاعات الرأي المنخفضة قبل الانتخابات، وليس نوعا من الاختراق المأمول في العلاقات"، كما أضافت سوزانا.

تهدئة مؤقتة

وقال إريك بروير، من مؤسسة أبحاث مبادرة التهديد النووي ومسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية عمل في مجال منع الانتشار النووي، إنه يعتقد أن تبادل السجناء يشير إلى تهدئة "مؤقتة"، لكنه يحذر من أن هناك "دائما خطر انهيارها".

وزاد بأن "العديد من العوامل التي تسببت في توقف المحادثات حول القضايا النووية في السنوات الأخيرة لا تزال قائمة".

وتابع: "حتى لو عدنا إلى تلك النقطة، فلا يزال يتعين علينا حل كل هذه المشاكل"، مثل الدعم العسكري الإيراني لروسيا والقمع الوحشي لحركات الاحتجاج، ومن المحتمل أيضا أن لدينا بعض المشكلات الجديدة التي ظهرت منذ ذلك الحين."

و"مع تخفيف العقوبات ونجاح إيران في إصلاح علاقاتها مع المنطقة وإقامة شراكة أقوى مع روسيا والصين، قد تعتقد طهران أنها تستطيع الحفاظ على برنامجها النووي المتقدم بتكلفة مقبولة"، كما ختم بروير.

وكثيرا ما اتهمت الولايات المتحدة ودول إقليمية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

المصدر | سوزانا جورج / واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران أمريكا صفقة تبادل سجناء الملف النووي

5 مقابل 5.. هؤلاء هم السجناء العشرة في صفقة التبادل بين إيران وأمريكا

صفقة أمريكا وإيران والمليارات الستة.. هل يتحول احتجاز الرهائن إلى مشروع مربح لخصوم واشنطن؟

رئيس وزراء قطر: صفقة أمريكا وإيران ستخلق بيئة أفضل للمفاوضات النووية

عبر لقاءات منفصلة.. قطر تتوسط بين أمريكا وإيران في الملف النووي والمسيرات

صحيفة عبرية تحذر من ترسانة الأسلحة النووية الإيرانية.. ماذا قالت؟