على غرار السعودية.. مستشار رئيس الإمارات: نسعى لاتفاق دفاعي صارم جديد مع أمريكا

الخميس 21 سبتمبر 2023 07:20 ص

على غرار السعودية، كشف أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، عن سعي الإمارات للتوصل إلى "اتفاق دفاعي صارم" مع الولايات المتحدة، وسط مساعي من إدارة بايدن لبناء تحالف دفاعي في الشرق الأوسط يهدف إلى ردع هجمات إيران، حسبما نقل موقع "المونيتور"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".

وأوضح التقرير أن تصريحات قرقاش للموقع جاءت خلال مقابلة أجراها معه مراسل الموقع جويس كرم، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء.

يجب أن تكون رسمية وصارمة

وقال قرقاش: "من المهم الانتقال من الأمور غير الرسمية إلى الأمور الرسمية"، مردفا أن الإمارات تصر على أن تكون الاتفاقية الدفاعية الجديدة مع الولايات المتحدة "واضحة وصارمة".

ومضى بالقول: "من وجهة نظرنا، فإن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة منذ عام 1976 بموجب مبدأ كارتر كان جيدًا جدًا. لكن العالم يتغير، والمنطقة تتغير، والتكنولوجيا تتغير".

وتابع: "ونتيجة لذلك، فإننا نؤمن من حيث المبدأ بفكرة الانتقال من نوع من التفاهم غير الرسمي إلى الالتزام الرسمي".

ورفض كبير المستشارين الإماراتيين الخوض في التفاصيل بشأن ما تنطوي عليه طلبات حكومته لمثل هذا الاتفاق، لكنه أكد أن علاقات أبوظبي المتنامية مع الصين ودول أخرى لن تحل محل اعتمادها على واشنطن في العلاقات الأمنية.

وقال قرقاش: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستخرج من الأزمة الأوكرانية أقوى بكثير”. وعلى المدى الطويل بعد ذلك، فإن العالم الأحادي القطب سوف يتغير".

ومضى قائلا: "إن تحالفاتنا الأساسية، مثل التحالف الذي لدينا مع الولايات المتحدة، ستكون بمثابة حجر الزاوية".

وأردف: "أعتقد أن الشيء الذي يمكنني رؤيته هو التزام الولايات المتحدة بالدفاع عنا والالتزام بأمننا على مدار الثلاثين عامًا القادمة".

اتفاقية أمريكية بحرينية

وتأتي تعليقات قرقاش بعد أقل من أسبوع من توقيع الولايات المتحدة اتفاقية ثنائية للدفاع والتكنولوجيا مع البحرين لرفع مستوى دعم واشنطن للمملكة الخليجية، وهي حليف رئيسي من خارج الناتو وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وسعت دول الخليج التي تستضيف قوات عسكرية أمريكية، بما في ذلك الإمارات والسعودية، منذ فترة طويلة إلى إبرام اتفاقيات دفاع مشترك مع واشنطن، حيث تواصل إيران هدفها بطرد القوات الأمريكية من المنطقة.

ولا يتضمن الاتفاق الأمريكي البحريني ضمانًا للدفاع المشترك، لكنه يستلزم التشاور الفوري بين واشنطن والمنامة لتحديد الرد المناسب في حالة تعرض البحرين لـ "عدوان خارجي".

وتسمح الصفقة أيضًا للطرفين بإشراك دول أخرى في الترتيب بالموافقة.

وأفاد موقع "أكسيوس"، العام الماضي، أن البيت الأبيض أجرى محادثات مع أبوظبي بشأن اتفاق ثنائي مماثل.

ولطالما اشتكى المسؤولون الإماراتيون من أن الولايات المتحدة لم تهب بشكل كافٍ للدفاع عن الإمارات وسط هجوم بطائرة بدون طيار أعلنه المتمردون الحوثيون اليمنيون واستهدف أبوظبي في يناير/كانون الثاني 2022.

محادثات أمريكية سعودية

وتأتي تصريحات أنور قرقاش أيضا بعد يوم من تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" قالت فيه إن إدارة بايدن تجري محادثات مع السعودية بشأن اتفاقية دفاعية محتملة مماثلة للمعاهدات الحالية التي أبرمتها واشنطن مع اليابان وكوريا الجنوبية – وهي خطوة كبيرة من المرجح أن تواجه مقاومة بين المشرعين الأقوياء في الكونجرس، بما في ذلك الديمقراطيون.

وعلى الرغم من الجهود الهادئة التي بذلها المشرعون لزيادة الدعم داخل أحزابهم للتوصل إلى اتفاق مع السعودية للمساعدة في تلبية مطالب الرياض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لا يزال هناك تردد في توريط الولايات المتحدة في صراعات مستقبلية محتملة في الشرق الأوسط بينما تستعد واشنطن لمواكبة صعود الصين عالميا.

وفي ظل توتر التوقعات، أصبح المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالإحباط تجاه الإمارات بسبب علاقاتها الاقتصادية المزدهرة مع روسيا على الرغم من العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة منذ غزو أوكرانيا.

كما ضغط مسؤولو إدارة بايدن على أبو ظبي بشأن استضافتها لميناء مملوك للصين تعتقد المخابرات الأمريكية أنه يضم منشآت مصممة لدعم البحرية الصينية.

علاقات الإمارات والصين

وقد دافع قرقاش، خلال المقابلة مع "المونيتور"، عن علاقات حكومته المتنامية مع الصين كجزء من نهج متعدد الأطراف، قائلا إن أبوظبي تواصل أيضا البحث عن فرص اقتصادية وتكنولوجية مع الهند وكوريا واليابان.

وكانت إدارة بايدن قد جمدت المحادثات مع الإمارات للحصول على الطائرة المقاتلة الشبح المتقدمة من طراز "إف-35" الأمريكية في عام 2021، مشيرة إلى مخاوف أمنية ناجمة عن علاقات أبوظبي مع الصين.

لكن قرقاش يقول إن حكومته لا تزال مهتمة بالحصول على تلك المقاتلات، وأن المسؤولين الإماراتيين "ما زالوا متفائلين" بإمكانية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

المصدر | جاريد زوبا / المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإماراتية الأمريكية العلاقات الأمريكية الخليجية اتفاقيات دفاعية أنور قرقاش

تايم: 3 أسباب تجعل اتفاقية الدفاع السعودية الأمريكية فكرة مرعبة.. وعلى بايدن التريث

ضمن صفقة التطبيع مع إسرائيل.. مباحثات سعودية أمريكية حول شروط معاهدة دفاع مشترك

أكثر من نصف الأمريكيين يعارضون إبرام اتفاقية دفاعية مع السعودية.. وخبراء يحددون المخاوف