استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قَـدَر المملكة العربية السعودية

الجمعة 12 فبراير 2016 03:02 ص

صار الهجوم على المملكة العربية السعودية مادة رائجة في بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية. وقد عودتنا التجربة أن ارتفاع حمّى الهجوم على المملكة يقترن بتصاعد الدور الذي تقوم به على الصعيدين الإقليمي والدولي، للإسهام في إحلال السلام، ولمحاربة الإرهاب، ولإبطال المؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة من أجل تمزيق النسيج المجتمعي لشعوبها.

فبقدر ما تفلح الجهود التي تبذلها الرياض للتخفيف من حدة التوترات التي تسود المنطقة والاقتراب من إيجاد تسويات سلمية للأزمات المستفحلة في بعض بلدانها، تتحرك الآلة الإعلامية في عديد البلدان، سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية، أو حتى في بعض العواصم العربية، لتوجيه الضربات إلى المملكة، ولتشويه الحقائق وتزييف الوقائع وتضليل الرأي العام وتوجيهه نحو اتخاذ مواقف معادية لها وللقضايا العادلة التي تتبنّاها.

وبذلك يقاس مستوى النجاح الذي تحرزه الديبلوماسية السعودية بارتفاع السعار الذي تصاب به بعضٌ من وسائل الإعلام الغربية والعربية، على حد سواء، في عدائها للمملكة.

وإذا ما عملنا بالقاعدة التي يتعلمها الطالب المبتدئ في كلية الحقوق، القاضية بالتفتيش عن المستفيد من الجريمة التي ترتكب، فإننا نجد، بسهولة ودونما إطالة للتفتيش، أن المستفيد من هذه الحملات الإعلامية المعادية التي ترتفع وتيرتها كلما ارتفعت أسهم المملكة العربية السعودية في ساحات نصرة الحق والدفاع عن المصالح العربية الإسلامية.

وفي ميادين المواجهة مع عناصر الشر، هم أعداء السلام والمتاجرون بمصالح الشعوب والوالغون في دماء الأبرياء والساعون إلى إضرام نيران الطائفية والفوضى ينفذون من خلالها إلى الدول التي يريدون تغيير خرائطها والاستيلاء على مقدراتها وإخضاعها.

فهؤلاء هم المستفيدون من إلحاق الضرر بالمصالح الحيوية للمملكة، وإضعافها وتعطيل دورها الكبير في السياسة الدولية، انطلاقاً مــن المبــادئ الساميــة التي تقوم عليها سياستها الداخلية والخارجية.

وإمعاناً في التضليل والتدليس، فإن نفراً من كتاب الرأي في الصحافة الغربية والعربية أيضاً، يعمد إلى الهجوم على المملكة والتشكيك في السياسات التي تنهجها في المحيط الإقليمي، في إطار تعزيز التحالف مع بعض الأطراف التي تلتقي مصالحها الاستراتيجية معها. فيكون ذلك إصراراً من أولئك على الإيهام بفشل تلك السياسات، وحرصاً على الزعم بأنها تسير في الاتجاه غير الصحيح. ولكن هذا الصنيع من بعض المعلقين والمحللين السياسيين يؤكد عكس ما يبطنون ويريدون.

فهم بالمحاولات التي يقومون بها لتشويه التوجّهات التي تأخذ بها المملكة، وإن كان بطرق ملتوية وغير مباشرة، إنما يثبتون سلامة المواقف السعودية. وهو الأمر الذي يثبت، وبشكل واضح، ضحالة الفكر الذي يتبناه هذا الرهط من كتاب الرأي وسوء تقديره للأمور، وفساد تحليله للأحداث الجارية، ويكشف ميولهم نحو قوى التخريب الديني والاجتماعي في المنطقة.

ولا يضير المملكة في شيء أن تُشن عليها حملات إعلامية عدوانية، فهي، ومنذ عقود، تتعرض لمثل هذه الحرب النفسية الشريرة، وتتلقى هذه الضربات الطائشة، فما يزيدها ذلك إلاَّ قوة ومناعة ورسوخاً، فهي تكبر مكانةً وتنمو وتتطور وتتقدم ويعلو مقامُها إقليمياً ودولياً، مع تعاقب السنين، ليس فقط لأنها أرض الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في العالم، وإنما لمتانة بنيانها السياسي، ولرسوخ كيانها الوطني، ولإخلاص قيادتها في حماية مصالح شعبها والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية، منذ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، يرحمه الله، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله.

فلم يضعفها الهجوم عليها في أي عهد سابق من العهود التي مرت بها المنطقة، ولم تنل منها الحملات الإعلامية الشرسة.

ومما يُحزن أن ينخرط بعضٌ من المعلقين والمحللين العرب، في هذه الحملات الإعلامية. فهؤلاء أدرى من غيرهم بمكانتها، وأكثر قرباً من معرفة الأدوار الإيجابية التي تقوم بها للدفاع عن مصالح الأمة العربية الإسلامية، فهم بإمكانهم أن يميزوا، وأن يقارنوا، وأن يقفوا على حقائق الأمور، وأن يكونوا شهداء حق ملتزمين بأخلاقيات المهنة، لكنهم مع شديد الأسف، أبوا إلاّ أن يكونوا مرددين لما تبثه وسائل الإعلام الإيرانية وصنائعها، وبعض وسائل الإعلام في أوروبا والولايات المتحدة الموالية لإسرائيل، من سموم لبلبلة الرأي العام، ولخدمة الأهداف القريبة والبعيدة للصهيونية المجرمة وللصفوية الحاقدة، ولقوى التطرف والعنصرية والإرهاب بكل أشكاله.

إن المملكة العربية السعودية لا تتأثر من قريب أو بعيد، بحملات الهجوم عليها، فهي تمضي في الطريق التي اختارت أن تسير فيها بكل حزم وعزم، تخدم مصالح شعبها في المقام الأول، وتقف إلى جانب الأشقاء وتؤازرهم، وتحمي مصالح العرب والمسلمين، وتدافع عن قضايا الأمن والسلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات.

وهذا هو قدر المملكة العربية السعودية أمس واليوم وغداً، بإذن الله.

* د. عبد العزيز التويجري أكاديمي سعودي

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية العالم العربي السلام محاربة الإرهاب الخليج اليمن سوريا الملك سلمان التحالف العربي

هل المملكة العربية السعودية مستعدة حقا للقتال في سوريا؟

«إذاعة ألمانيا»: النزعة المغامرة الخطرة في السياسة الخارجية السعودية

هل أخطأت السعودية بخوض الحرب ضد الربيع العربي؟

تأجيج المشاعر السنية لا يخدم الاستقرار في السعودية على المدى البعيد

السعودية ومعركة البقاء.. خيارات غير مسبوقة

لأن العالم العربي فقد مناعته

أوهام الطريق الثالث

الدور القيادي يتبلور.. والقوات الجوية أول ملامحه