هكذا قد ترد إسرائيل.. "طوفان الأقصى" ربما يوحد جبهات المقاومة 

السبت 7 أكتوبر 2023 08:34 م

ربما تنضم جبهات مقاومة أخرى، داخل وخارج فلسطين، إلى عملية "طوفان الأقصى" العسكرية، التي أطلقتها السبت فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة ردا على اعتداءات الاحتلال، في حال نفذ الجيش الإسرائيلي توغلا بريا قتل خلاله الكثير من المدنيين الفلسطينيين.

تلك القراءة خلص إليها موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجماعات مسلحة أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي، شنت فجر السبت هجوما مفاجئا على إسرائيل، بإطلاق آلاف الصواريخ وتنفيذ توغل بري نادر في جنوبي إسرائيل.

وتابع: "أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن قاعدة واحدة على الأقل للجيش الإسرائيلي فقدت الاتصالات خلال الهجوم، في حين أفادت تقارير بأن حماس استولت على معدات للجيش الإسرائيلي وأسرت رهائن إسرائيليين".

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حالة الحرب" ضد "حماس"، وتم استدعاء جنود الاحتياط في الجيش وإلغاء الرحلات الجوية من وإلى مطار بن جوريون مع وصول الصواريخ إلى أقصى الشمال حتى تل أبيب.

"ستراتفور" قال إن "التوغلات البرية من غزة نادرة للغاية، إذ تفضل حماس والمسلحون الآخرون، مثل حركة الجهاد الإسلامي، إطلاق الصواريخ وتنفيذ مناوشات من داخل القطاع نفسه".

واعتبر أن ذلك "يرجع جزئيا إلى أن الحدود بين غزة وإسرائيل تخضع لدوريات ويحصنها الجيش الإسرائيلي. ولا يزال من غير الواضح كيف تمكن المسلحون من تجاوز هذه الضمانات على هذا النطاق (الواسع)، مع الوضع في الاعتبار أن حماس تمتلك شبكة أنفاق".

وردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، تشن فصائل المقاومة، كما أعلنت، هذا الهجوم من غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من أوضاع متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

عدوان بري

و"من المرجح أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية لتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، واستعادة أي رهائن، وتدمير أو استعادة أي معدات تابعة للجيش لدى الحركة"، كما أردف "ستراتفور".

وأضاف أن "الجيش استدعى قوات الاحتياط، مما يشير إلى أنه سينفذ حملة عسكرية متواصلة يبدو على نحو متزايد أنها ستشمل توغلا بريا، وسيكون الرد الأولي هو ردع احتمال إطلاق المزيد من الصواريخ ومحاولات التسلل، لكن إسرائيل ستبدأ أيضا عمليات لاستعادة أي رهائن ومعدات عسكرية".

وزاد بأنه "نظرا للكثافة السكانية العالية في غزة وامتلائها بالفخاخ والأنفاق ونقاط الكمائن المخططة مسبقا، فإن مثل هذه العملية يمكن أن تكون مكلفة للقوات الإسرائيلية والمدنيين في القطاع".

و"إذا استولت حماس على مركبات تابعة للجيش، فمن المرجح أن يستخدم الجيش القوة الجوية لتدمير المركبات التي لا يمكن استعادتها برا، وأخيرا، سينفذ عمليات اغتيال تستهدف كبار القادة العسكريين"، وفقا لـ"ستراتفور".

ومضى قائلا إن "الرهائن ستكون قضية متفجرة سياسيا بالنسبة للحكومة الإسرائيلية (برئاسة بنيامن نتنياهو)؛ مما يجعل استعادتهم وسلامتهم أمرا حتميا".

ولفت إلى أن "آخر غزو بري إسرائيلي كبير في 2014 استهدف أنظمة أنفاق حماس، وأدى إلى خسائر فادحة في كلا الجانبين".

جبهات جديدة

ومن الممكن، بحسب "ستراتفور"، أن "تمتد حرب جديدة في غزة إلى جبهات جديدة في الضفة الغربية ولبنان وإسرائيل، خاصة إذا استمرت وأسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الفلسطينيين".

وزعم أن "أعمال العنف بلغت أعلى مستوياتها مؤخرا في الضفة الغربية، ويرجع ذلك جزئيا إلى حركة حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، ومن الممكن أن تقرر حماس توسيع عملياتها هناك".

واستدرك: "ولكن حتى بدون توجيه حماس، فإن الغضب الشعبي في الضفة الغربية مرتفع؛ خاصة بعد حوادث مثل هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قرية حوارة الفلسطينية في فبراير/شباط الماضي".

وزاد بأنه "من المحتمل جدا حدوث احتجاجات وهجمات فردية على القوات الإسرائيلية والمستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية، مع اندلاع المظاهرات بالفعل في القدس الشرقية".

و"على الرغم من أن حزب الله لم يعرب إلا عن دعم سياسي وليس عسكري للصراع الجديد، فقد نجح المقاتلون الفلسطينيون في لبنان الآن في إنشاء شبكات قادرة على إطلاق الصواريخ على نطاق صغير على شمال إسرائيل، وقد تنضم هذه الجماعات إلى الصراع؛ مما يجبر إسرائيل على الانتقام من مواقع إطلاقها في لبنان"، كما أردف "ستراتفور".

وتابع: "أخيرا، خلال الصراع الكبير الأخير في غزة في مايو (أيار) 2021، اندلعت أعمال شغب كبيرة بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، حيث احتج العرب على الصراع واشتبكوا مع اليمينيين المتطرفين".

وأضاف أن "العرب داخل إسرائيل، الغاضبون بالفعل إزاء السياسات اليمينية المتطرفة التي تنتهجها الحكومة الحالية، قد يعودون إلى إلى الشوارع؛ ما يجعل استئناف العنف أمرا ممكنا".

كما أن "الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف لبنانية يمكن أن تجر حزب الله إلى الحرب، خاصة إذا قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين لبنانيين أو ضرب مواقع عسكرية مرتبطة بحزب الله"، كما ختم "ستراتفور".

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل طوفان الأقصى عدوان الاحتلال

طوفان الأقصى.. مؤسسات وحركات إسلامية تشيد بالعملية وتتضامن مع الفلسطينيين

طوفان المقاومة.. هل يدفن صفقة تطبيع الرياض وتل أبيب تحت الأقصى؟

طوفان الأقصى.. لبنان يدخل على الخط وإسرائيل والمقاومة يتبادلان القصف

صدمة وفشل وكابوس.. كيف رأت الصحف العبرية عملية طوفان الأقصى؟

كيف تعمق عملية طوفان الأقصى أزمات اقتصاد إسرائيل وتقودها نحو المجهول؟