صدمة وفشل وكابوس.. كيف رأت الصحف العبرية عملية طوفان الأقصى؟

الأحد 8 أكتوبر 2023 08:57 ص

ركزت الصحف العبرية، اهتمامها على تحليل خلفيات الهجوم المباغت الذي نفذته حماس على إسرائيل صباح السبت.

وشبهت الصحف العبرية الهجوم بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل.

واختارت صحيفة "هآرتس"، عنوانا يختزل الحدث كله، فقالت "تسلل مفاجئ وقصف كبير يصدمان إسرائيل، عدة قتلى ومئات الجرحى وعدد غير معروف من الرهائن"، وسردت الصحيفة من الوقائع عن المواجهات التي خاضها مقاتلو حماس في المستوطنات ومواقع أخرى.

فيما تصدرت صحيفة "معاريف" عدة عناوين عن حالة الصدمة التي أصابت الإسرائيليين، حيث رأت أن الهجوم شكّل "فشلا استخباراتيا ذريعا"، ولم يفاجئ إسرائيل وحدها، مستشهدة ببعض ردود الفعل السياسية والإعلامية والدولية للتدليل على ذلك.

عناوين صحيفة "جيروزاليم بوست"، سيطر عليها الذهول ذاته، حيث وصفت هجوم حماس بغير المسبوق، وأن الإسرائيليين لم يروا مثله منذ وصول حركة حماس إلى السلطة في غزة، مضيفة أن الهجوم فريد من نوعه من حيث المفاجأة، إضافة لكونه تضمن قصفا بالصواريخ وتوغلا بريا في الوقت ذاته.

وفي الاتجاه ذاته، سارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث أشارت إلى حالة الذهول التي أصابت سكان مستوطنات غلاف غزة، ونقلت عن بعضهم أن مقاتلي "القسام" يتجولون في مباني مستوطناتهم بكل حرية، بينما اشتكى آخرون من أن الجيش غائب والسكان يستنجدون بهم دون رد.

وأوردت صحيفة "ذا تايم أوف إسرائيل"، أسئلة عن دور الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، طرحها هجوم حماس حسب محللين إسرائيليين الذين وصفوا ما حدث بالفشل الذريع.

فيما نقلت عن القائد السابق في البحرية الإسرائيلية "إيلي مارون" قوله، إنه ما حدث "أكثر من فشل"، لافتا إلى أن "العواقب ستكون وخيمة".

وفي المقالات، نشرت صحيفة "هآرتس"، مقالاً بعنوان "7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل"، كتبه الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس.

واعتبر الكاتب هجوم حماس بمثابة كارثة إسرائيلية مروعة، إذ فشلت الدولة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره.

وكتب يقول: "لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت على إسرائيل. هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، مع فارق أساسي واحد: الخسائر التي لحقت بإسرائيل في عام 1973 (3 آلاف قتيل) كانت على حساب الجيش".

وأضاف: "لقد أودى هجوم يوم السبت، الذي من المؤكد أن يتصاعد، بحياة مدنيين، وأرعب بلداً بأكمله وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً".

وحمّل الكاتب "الفشل الذريع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنها مسؤوليته، وينبغي أن يحاسب في اليوم التالي لانتهاء الحرب".

ومن الصحيفة، ذاتها نطالع مقالاً بعنوان "السيناريو الكابوس: انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل"، كتبه أموس هاريل.

ورجح الكاتب في مقاله، أنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية عن الهجوم الصادم، الذي وقع السبت من قطاع غزة، ولكن كانت هناك مؤشرات أولية.

وتوقع أن ترد إسرائيل بقوة كبيرة، دون استبعاد إمكانية القيام بمناورة برية واحتلال قطاع غزة، ومن الممكن أيضاَ أن تشن حملة متعددة الساحات.

وكتب: "إن الرد الإسرائيلي – في هذا الوقت، بل وفي الأيام المقبلة – سيكلف الجانب الفلسطيني ثمناً باهظاً من الدماء.. ومع ذلك، فإن غزة ليست الساحة الوحيدة التي يمكن أن تشتعل فيها النيران".

ويرى الكاتب أن الجبهات يمكن أن تشمل "الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما أيضاً حزب الله في الشمال وأيضاً العناصر العربية المتطرفة داخل إسرائيل".

وأضاف أنه في نهاية الحرب القادمة، سيكون "من المستحيل تجنب السؤال الكبير: ماذا حدث لنا، وكيف وقعنا في مثل هذا الفخ القاتل؟".

ونطالع مقالاً من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بعنوان "فشل ذريع لإسرائيل حين تسلل مسلحو حماس وأخذوها على حين غرة"، كتبه ديفيد هوروفيتز.

وصف الكاتب في مقاله بعض ما حدث في عملية "طوفان الأقصى" السبت، وقارن بينها وبين حرب يوم الغفران عام 1973، وأورد شهادات لإسرائيليين حوصروا في الهجوم وكذلك مسؤولين ومحللين وصحفيين.

وكتب: "كان افتراض الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، هو أن حماس تم ردعها عن تنفيذ هجمات كبيرة في إسرائيل – خوفاً من قوة الرد الإسرائيلي، وخشية إغراق غزة في دمار متجدد. ومن الواضح جداً أن هذا الافتراض لا أساس له من الصحة".

الحديث عن فكرة المباغتة، جاء في مقال آخر على موقع "يدعوت أحرنوت"، بعنوان "حماس باغتت إسرائيل" كتبه يوسي يوشوع.

وكتب: "لا يمكن التقليل من أهمية الأمر أو صياغته بعبارات أقل حدة: لقد فوجئ جيش الدفاع الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيوش احتراماً في العالم، تماماً، بهجوم حماس على إسرائيل".

وأضاف: "لقد انتصرت حماس في معركة نفسية كبرى أيضاً، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد".

وأخيراً نطالع مقالاً في صحيفة "جيروزاليم بوست"، بعنوان "هذه هي أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية"، كتبه أفي ماير.

واعتبر الكاتب أن أحداث السبت تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي لإسرائيل منذ نصف قرن - إن لم يكن خلال 75 عاماً من تأسيسها.

وقارن بين هذا الهجوم وهجمات 11 سبتمبر، التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001.

وكتب: "إن النطاق الكامل للكارثة غير معروف حتى الآن، ولكن هناك شيء واحد واضح: أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد.. سوف تغير كل شيء".

وختم: "هذا هو 11 سبتمبر في إسرائيل. لن يعود أي شيء كما كان".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

صحف عبرية إسرائيل فلسطين طوفان الأقصى كابوس

المقاومة الفلسطينية تدخل مسيّراتها عملية طوفان الأقصى (فيديو)

مقتل سائحين إسرائيليين برصاص شرطي مصري بالإسكندرية تزامنا مع حرب غزة (فيديو)

كيف تعمق عملية طوفان الأقصى أزمات اقتصاد إسرائيل وتقودها نحو المجهول؟

ن. تايمز: استراتيجية إسرائيلية جديدة ضد حماس وغزة بعد صدمة طوفان الأقصى.. واجتياح بري متوقع

تراجع قياسي لبورصة تل أبيب بعد مواجهات طوفان الأقصى

طوفان الأقصى.. إسرائيل تعلن الحرب على غزة رسميا وعدد القتلي يتجاوز 600

بعد هجمات حماس.. محلل إسرائيلي: تل أبيب دخلت وضعا لم تعد تتحكم فيه بمصيرها

لم تؤخذ في الحسبان.. إسرائيل تقر بتلقي إشارات قبل هجوم طوفان الأقصى

كيف حصلت حماس على معلومات حساسة من قاعدة استخباراتية إسرائيلية سرية؟

جندي إسرائيلي يتهجم على نتنياهو: قتلت أصدقائي وتخرب البلاد (فيديو)

كيف حطمت "طوفان الأقصى" نظرية الأمن الإسرائيلية؟

أزمة ثقة بين نتنياهو وقادة الجيش تلقي بظلالها على حرب غزة.. صحيفة عبرية تكشف التفاصيل