أعلنت وزارة الدفاع العراقية، إرسال قوات عسكرية قتالية إلى مصر لتدريبها خلال الفترة القريبة المقبلة.

ونقل موقع التليفزيون الروسي «روسيا اليوم»، عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية «نصير نوري» قوله إن «بغداد سترسل قوات عسكرية إلى مصر لتدريبها».

تأتي هذه الخطوة في أعقاب زيارة رسمية، قام بها وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي»، إلى القاهرة قبل أيام، انطلاقا من عوامل مهمة بالنسبة إلى البلدين.

وبحسب مراقبين، فإن القاهرة تطرح استراتيجية مختلفة في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، تتمثل في أن يتم تدعيم الجيوش القائمة في تلك الدول، وﻻ سيما العراق وليبيا، وربما أيضا سوريا.

وفي الوقت الذي استقبلت فيه القاهرة «العبيدي»، كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية موجودا في القاهرة، حيث طرحت الحكومة المصرية الأمر نفسه على المسؤول الليبي بهدف تقوية وتعزيز القوات الليبية.

وكما يرى متابعون لملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مصر تسعى للعب دور إقليمي آخذ في التنامي، عبر محاور سياسية وعسكرية في مختلف الاتجاهات، فهي تعلن وجهة نظرها لقادة الدول الغربية، التي تتحين الفرص للتغلغل وجوديا في مناطق النزاعات.

وقد وجه وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، تحذيرا إلى الغرب من أي تدخل عسكري منفرد في ليبيا، لا يأخذ بعين الاعتبار دعم وقيادة وتعاون القوات المسلحة الليبية وحكومة التوافق الوطني.

وقد أكد وجهة النظر هذه، أمس الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، للأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، في مباحثات هاتفية جرت بينهما.

ويمثل الدعم، الذي تقدمه مصر للجيش العراقي جزءا أصيلا من استراتيجيتها الدولية في مواجهة الإرهاب، ﻻ سيما في ملف مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي تدفع القاهرة بكل قوة لمحاربته ضمن استراتيجية دولية واضحة، وهو ما يتوافق والرؤية الروسية، التي تجسدت في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن دعم كل من موسكو والقاهرة لبغداد في وجه التواجد العسكري لقوات تركية على الأراضي العراقية.

واجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث العراق في يونيو/حزيران عام 2014، وأعلن قيام «خلافة» لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وقام بعمليات قتل جماعي، وساعد على صعود التنظيم الانهيار السريع للجيش العراقي الذي تخلى عن مدينة تلو الأخرى وترك قوافل من العربات المدرعة والأسلحة الأخرى أمريكية الصنع في أيدي عناصر التنظيم.

ومنذ ذلك الحين أدت الحرب على التنظيم في البلدين إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية على مقاتلي التنظيم في البلدين لكن إعادة بناء الجيش العراقي إلى النقطة التي تجعله قادرا على استعادة أراض والتمسك بها يعد أحد أكبر التحديات.