صراع إسرائيل وحماس.. خيارات لـ4 دول وجماعة واختبار لقضية

الأحد 15 أكتوبر 2023 04:53 م

في ظل  المواجهة الراهنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حددت 4 دول وجماعة خياراتها حتى الآن، فيما تواجه قضية مثيرة للجدل "اختبارا ضخما"، بحسب آراء خبراء في تحليل بـ"المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI)" ترجمه "الخليج الجديد".

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وحتى الأحد، قتلت غارات إسرائيلية 2450​​ فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9200 آخرين بغزة، فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسرت ما يزيد عن 100 آخرين، وفقا لمصادر رسمية من الجانبين.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

الأردن.. الأمن الداخلي

وفقا لتقى النصيرات، فإن "أولوية الأردن تتمثل في تأمين حدوده، وإدارة الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، والحفاظ على دوره كحليف إقليمي رئيسي للولايات المتحدة في أوقات الاضطرابات".

واستدركت: "لكن، باعتباره موطنا لملايين من اللاجئين الفلسطينيين، وكثير منهم أردنيون منذ عقود، فإن ما يحدث على الحدود الغربية للأردن له دائما آثار داخلية".

و"الثلاثاء الماضي، سمحت السلطات الأردنية بتنظيم احتجاجات حاشدة تضامنا مع الفلسطينيين، ولكن من المرجح أن يتم تخفيف ذلك لضمان عدم تحول المتظاهرين إلى انتقاد أكثر لقيادة البلاد"، كما زادت النصيرات.

وأردفت: "وكحليف مستقر للولايات المتحدة في المنطقة، سيرغب الأردن في ضمان استمرار مشاركته في المفاوضات بين الأطراف المتحاربة في محاولة للحفاظ على مكانته كمحاور رئيسي وحارس للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس (المحتلة)".

مصر.. ورقة خاطئة

"لطالما تفاخرت مصر بكونها الوسيط الأكثر فائدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ بفضل نفوذها على حماس وصداقتها مع إسرائيل"، كما قالت داليا زيادة.

واستدركت: "ولكن في الحلقة الحالية من الحرب، اختارت القيادة المصرية الورقة السياسية الخاطئة المتمثلة في إلقاء اللوم على إسرائيل (...) ومن الممكن أن تساعد مثل هذه السياسة الرئيس (عبدالفتاح) السيسي على توسيع قاعدة دعمه الشعبي قبل الانتخابات الرئاسية (في ديسمبر/ كانون الأول المقبل)".

زيادة أردفت: "وهو أيضا تكتيك ذكي لإلهاء المصريين عن الكآبة الاقتصادية والسياسية الداخلية، لكن انحياز الدولة أدى إلى نتائج عكسية عبر إضعاف صورة القيادة الإقليمية لمصر، وربما مصداقيتها كوسيط،  ووضع مصالح الأمن القومي المصري على المحك".

تركيا.. موازنة صعبة

بحسب فاليريا تالبوت "دعت أنقرة على الفور إلى الاعتدال وعرضت وساطتها في الصراع المستمر، معززة علاقاتها مع إسرائيل وحماس".

وتابعت: "بعد الحرب الروسية الأوكرانية (مستمرة منذ 2022)، يبدو أن أنقرة حريصة على الانخراط في عملية توازن صعبة أخرى لا يمكن التنبؤ بنتائجها. وعلى مر السنين، كان الرئيس (التركي) رجب طيب أردوغان أحد أكثر المدافعين عن القضية الفلسطينية، وأبقت تركيا على قنوات الحوار مع حماس مفتوحة".

و"منذ 2022، قامت أنقرة بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد سنوات من التوترات، وتسعى إلى تعميق تعاونها، خاصة في مجال الطاقة"، بحسب تالبوت.

وأردفت أن "أنقرة، التي عملت بشكل مكثف على المصالحة مع جيرانها الإقليميين الآخرين من الإمارات إلى السعودية ومصر في العامين الماضيين، تشعر بالقلق إزاء التصعيد الذي قد يزعزع استقرار المنطقة بأكملها".

حزب الله.. رد محدود

"من غير المرجح أن يدخل حزب الله في مواجهة شاملة مع إسرائيل"، بحسب لينا الخطيب.

وقالت إنه "خلافا لما حدث في 2006، عندما كان حزب الله تحت ضغوط سياسية وشعبية في لبنان في أعقاب اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني) رفيق الحريري، فإن حزب الله اليوم لا يواجه منازع باعتباره أقوى حزب سياسي في لبنان، وبالتالي، لا يحتاج إلى الانخراط في قتال ضد إسرائيل لاستعادة السلطة الشرعية والدعم الشعبي".

واستدركت: "ولكن بما أنها (جماعة حزب الله) تعلم أنه لا يمكن لحلفائها ومعارضيها أن ينظروا إليها على أنها تقف صامتة بشأن الانتقام الإسرائيلي على غزة، فقد قامت برد عسكري محدود في شكل صواريخ أطلقت على الأراضي اللبنانية التي تسيطر عليها إسرائيل".

إيران.. تدخل غير مرغوب

قالت سارة بازوبندي إنه "على مدى عقود، زودت إيران حماس بالمساعدات المالية والأسلحة والتدريب كجزء من استراتيجية البلاد لبناء "محور المقاومة".

واعتبرت أن نفي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تورط بلاده في هجموم حماس "قد يُنظر إليه على أنه مؤشر على القلق المتزايد في إيران بشأن ضربات محتملة من إسرائيل أو الولايات المتحدة".

ورجحت أن احتمال امتداد المواجهة "لن يكون مرغوبا بالنسبة لطهران، ففي الداخل، يتصارع النظام مع الحركات الاحتجاجية ولا يزال الاقتصاد هشا، ولذلك فإن التدخل المباشر في هذه الأزمة ليس في مصلحة إيران".

اتفاقيات إبراهيم.. اختبار ضخم

و"التصعيد بين حماس وإسرائيل يعد اختبار ضخم لاتفاقيات إبراهيم التي وقعتها الإمارات والبحرين (لتطبيع العلاقات مع إسرائيل) في 2020"، بحسب إليونورا أرديماجني.

وتابعت: "وسيؤدي الصراع أيضا إلى تجميد عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكن من السابق لأوانه اعتبار أن "موسم إبراهيم" قد انتهى".

أرديماجني قالت إنه "بالنسبة لمحمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)، يمثل الصراع بين حماس وإسرائيل اختبارا للقيادة، وسيتعين عليه الاختيار بين خيارين صعبين: إعادة النظر في التطبيع وبالتالي إضعاف قيادته أو استكمال العملية على المدى المتوسط إلى الطويل على الرغم من الرفض الشعبي".

المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس إسرائيل الأردن مصر تركيا إيران حزب الله

منع اندلاع حريق إقليمي.. تحدٍ كبير لطموحات الصين فهل تقبله؟

ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة

بعد هجوم الناشطين.. الوكالة الفلسطينية تعدل بيان عباس الذي هاجم فيه حماس

أكسيوس: عقوبات أمريكية مرتقبة على قادة حماس خلال أيام

وسط تشكيك في مخرجاتها.. قمة مصر للسلام تبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية