وسط تشكيك في مخرجاتها.. قمة مصر للسلام تبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية

السبت 21 أكتوبر 2023 09:18 ص

انطلقت السبت، قمة دولية في القاهرة، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، في ظل المستجدات الحالية.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد وجه الدعوة لتلك القمة لأول مرة، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي المصري قبل أيام، حيث قال حينها إنه يدعو القوى الإقليمية والدولية ودول الجوار للمشاركة في "قمة القاهرة للسلام"، سعيا للوصول لتهدئة توقف العدوان المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد إطلاق فصائل المقاومة لعملية "طوفان الأقصى".

ووفقا لما نشرته وسائل إعلام محلية، فإن 31 دولة و3 منظمات دولية تحضر القمة.

وقال السيسي، في كلمته الافتتاحية، إن "محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية.. أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟.. مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء".

وأضاف: "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا"، مؤكدا على أن "مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام في هذه المنطقة، وبقيت شامخة تقودها نحو السلام".

من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمته: "تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء.. ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا".

وتابع: "في أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا".

فيما قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في كلمته: "لن نقبل بالتهجير وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات".

وزاد: "الشعب الفلسطيني يعاني ويلات الحصار ونُحذر من محاولات تهجير شعبنا خارج أراضيهم إلى دول أخرى وسنبقى صامدين على أرضنا".

وفي كلمته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته، إن "مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة، لا يمكننا ولا يجب أن نتجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية".

وتابع: "الصراع الطويل الأمد و56 عاما من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق، ولكن لا شيء يمكن أن يبرر الهجوم المشين الذي شنته حماس والذي أرهب المدنيين الإسرائيليين، ولا يمكن لتلك الهجمات البغيضة أن تبرر أبدا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

أما العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، فقال في كلمته، إن "تطورات الأحداث في قطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، والظروف الصعبة القاسية التي يمر بها، تؤكد الحاجة الملحة إلى احتواء هذه الأزمة الخطيرة وتأثيراتها الإنسانية".

كما دعا إلى بذل جهد دبلوماسي متواصل بين كافة الأطراف الاقليمية والدولية، لوقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية، وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء من الجانبين من انعكاسات هذه الحرب، والإفراج عن جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين، وتسهيل وصول المساعدات الطبية والغذاء والماء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة.

وطالب العاهل البحريني كذلك بالكف عن أي ممارسات من شأنها اتساع دائرة العنف، مؤكدين رفضنا القاطع لتهجير شعب غزة الشقيق من أرضه وأرض أجداده.

بينما عبر ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح عن ألمه جراء استمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، ومشاهدة العقاب الجماعي الذي يتعرضون له بغارات جوية أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء.

وقال: "مأساة الفلسطينيين الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة".

((3))

فيما قال رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، في كلمته: "يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات.. مجزرة مستشفى المعمدانية أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء".

وتابع: "ما يحدث جريمةُ حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم.. من الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948".

أما وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، فدعا في كلمته المجتمع الدولي "بالتحرك بشكل جدي واتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني".

وجدد تمسك بلاده بالسلام خيارا استراتيجيا عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية.

ولفت إلى أن بلاده "حرصت منذ اندلاع الأزمة عل التشاور والتنسيق مع الأشقاء والشركاء بالمجتمع الدولي ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحفيز تحرك حازم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة".

فيما استنكر وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، استشهاد آلاف المدنيين في العملية العسكرية ضد غزة، وقال: "قطاع عزة في وسط مأساة ومذابح وليس هناك أي عذر من أجل تطبيق هذا العقاب على الشعب الفلسطيني، ويجب إدانة قتل المدنيين".

وأضاف: "المجتمع الدولي يجب أن يتعاون معا من أجل مواجهة هذا المنعطف الخطير، ويجب على إسرائيل وقف الأعمال العدائية، والتوقف عن شن عمليات ضد الشعب الفلسطيني".

وحسب تصريحات صحفية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل ساعات، فإن دعوة مصر لعقد هذه القمة تستهدف تحقيق حزمة من الأهداف، منها: بحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، وضرورة أن يتحدث المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية.

الوزير المصري تحدث أيضا عن "فتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموحات شعوبنا"، على حد قوله.

ومضى شكري بالقول إن "القمة تأتي انطلاقا من الدور المصري الدائم، الساعي للاحتواء وتحقيق التهدئة والسلام للخروج من الأزمة، وإدراكا لخطورة توسيع رقعتها، ومخاطر ذلك على الأمن والاستقرار، وأيضا المزيد من الضحايا من المدنيين".

ويسود تشكيك بين مراقبين حول ما يمكن أن تقدمه القمة، في ظل توتر مصري إسرائيلي على خلفية ما يجري في غزة، وفتح ملف تهجير أهالي القطاع إلى سيناء المصرية، من قبل مسؤولين إسرائيليين بشكل علني خلال الفترة الماضية، ما دفع القاهرة للتهديد، على لسان السيسي، بأن ذلك يعني جرها لحرب جديدة مع تل أبيب.

أيضا، فإن الرغبة الإسرائيلية لمناقشة مسألة تسوية الصراع وإعطاء الفلسطينين أي من حقوقهم، معدومة منذ فترة، وانتهت تماما الآن، بعد اندلاع الحرب الحالية.

من ناحية أخرى، لا تزال المواقف الرسمية الأمريكية والغربية متماهية تماما مع إسرائيل ورغبتها في الانتقام إلى أبعد حد، وصولا إلى موافقتها التامة على سياسة العقاب الجماعي الذي ترتكبه دولة الاحتلال بحق أهالي غزة الآن، حيث سوي جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزال، أحياء كاملة في القطاع بالأرض، فوق رؤوس قاطنيها، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف فلسطيني، حتى اليوم الجمعة.

يذكر أن قمة القاهرة تأتي بعد فشل قمة رباعية كان من المفترض أن تلتئم الأربعاء الماضي، في الأردن، وتجمع بين كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى الأمريكي جو بايدن.

لكن مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، التي ارتكبتها إسرائيل، مساء الثلاثاء، تسببت في إلغاء ذلك التجمع.

ولليوم الخامس عشر على التوالي، يواصل الاحتلال شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمة مصر للسلام السيسي القضية الفلسطينية إسرائيل التصعيد في غزة غزة

بينهم السعودية وتركيا.. 11 دولة تؤكد مشاركتها بقمة مصر للسلام

الرئاسة المصرية: لن نقبل بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية ولن نتهاون بأمننا القومي

هل غادر أمير قطر قمة القاهرة للسلام غاضبا؟

لإمساكها بخيوط قضية لاجئي غزة.. العالم يخطب ودّ مصر