تأكدت أن الإنقاذ العسكري مستحيل.. أمريكا تطالب قطر بالتوسط للإفراج عن الرهائن لدى حماس

الخميس 19 أكتوبر 2023 06:54 م

طلبت الولايات المتحدة، من قطر التوسط للإفراج عن الرهائن لدى حماس، بعدما تأكدت أن الإنقاذ العسكري مستحيل، وسط توقعات أن تنجح هذه الوساطة في إطلاق سراح 50 من مزدوجي الجنسية.

هكذا تحدثت تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، وترجمه "الخليج الجديد"، والتي تشير إلى أن حماس تحتجز ما لا يقل عن 199 رهينة، تحت حراسة مسلحين وأفخاخ، وترجيحات أن يكونوا متفرقين ومختبئين عن أي منقذين محتملين، بينما تستعد إسرائيل لغزو بري.

ونفذت قوات كوماندوز إسرائيلية وأمريكية عمليات إنقاذ غير عادية للرهائن من قبل، لكن البيئة الفوضوية في غزة، التي تنزلق إلى أزمة إنسانية والقاعدة التي شنت فيها حماس هجمات مدمرة على إسرائيل هذا الشهر، جعلت مثل هذه المهمة غير محتملة بسبب المخاطر التي يتعرض لها الرهائن والجنود على حد سواء.

وقد ترك ذلك الدبلوماسية اليائسة والمعقدة، بقيادة الولايات المتحدة وقطر، وهي دولة صغيرة لها علاقات واسعة مع الجماعات المسلحة، باعتبارها الخيار الأفضل لإنقاذ الرهائن في نظر العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين، وفق الصحيفة.

وفي المحادثات حتى الآن، تعمل قطر كوسيط بين حماس ومسؤولين من الولايات المتحدة.

ومما يزيد من تعقيد المحادثات وجود أشخاص من أكثر من 40 دولة من بين الرهائن.

ووفق الصحيفة، فإذا اعتقدت حماس أن احتجاز الرهائن يشكل وسيلة للتحوط ضد الغزو الإسرائيلي، فربما تكون الجماعة قد أخطأت في اللعب.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الغربيين والأمريكيين دعوا إلى ضبط النفس للحد من المخاطر التي تهدد الرهائن والمدنيين في غزة، إلا أن القادة الإسرائيليين تعهدوا بتدمير حماس، وحشدوا القوات والدبابات على الحدود واستدعوا حوالي 360 ألف جندي احتياطي.

يقول غيرشون باسكن، الذي تفاوض على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011 بعد أكثر من 5 سنوات في الأسر: "يبدو أن التضحية بالرهائن والجنود هي الحالة النفسية السائدة اليوم في إسرائيل".

ويضيف: "لا أحد يفكر في اليوم التالي: ماذا ستفعل بغزة؟"

ويقول العديد من المسؤولين والمحللين الأمريكيين السابقين إنه على الرغم من أن تلك المهمة كانت خطيرة للغاية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بمخاطر عملية الإنقاذ العسكرية في غزة، وهي منطقة حضرية مكتظة بالسكان ومليئة بالأسلحة والمقاتلين وأميال من الأنفاق تحت الأرض.

ونظراً لهذه المخاطر، وأن غزة تشكل خطراً متزايداً على الجميع، مع تضاؤل المياه النظيفة والأدوية والوقود، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الإنقاذ العسكري أمر مستحيل.

وهذا يعني أن الدبلوماسية تظل هي الجهد المركزي.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الجمعة، في مؤتمر صحفي في الدوحة، إن البلدين يعملان بشكل مكثف لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

ثم سافر بلينكن إلى إسرائيل مع نائب المبعوث الرئاسي الخاص بوزارة الخارجية لشؤون الرهائن ستيف جيلين، وهو مكتب تم إنشاؤه في عام 2015، بعد أن اشتكت العائلات الأمريكية بمرارة من طريقة تعامل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع الرهائن.

التقى جيلن مع غال هيرش، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد تم تعيينه منسقاً للأسرى والمفقودين.

وقال المسؤول الأمريكي السابق ومسؤول غربي كبير مطلع على المفاوضات، إن هناك تفاؤلا بأن حماس قد تطلق سراح النساء والأطفال، بسبب رد الفعل الدولي العنيف على عمليات الاختطاف.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، إنه بناء على المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع قطر، وهناك احتمال أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 50 مواطنا مزدوج الجنسية، بشكل منفصل عن أي صفقة أوسع.

ومع ذلك، فإن الجيش الأمريكي لم يقف مكتوف الأيدي، حتى لو ظلت جهود الإنقاذ احتمالا بعيدا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع إن البنتاغون أرسل فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في المعلومات الاستخبارية والتخطيط لأي عمليات للمساعدة في تحديد مكان الرهائن وإنقاذهم.

وقال مسؤولون أمريكيون إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش نشرت أيضًا طائرات ولوجستيات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة، لكنها لم ترسل بعد أي فرق كوماندوز عملياتية إلى إسرائيل.

يقول كريستوفر كوستا، وهو ضابط سابق في الجيش ومسؤول في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض: "الأولوية الأولى هي تبادل المعلومات الاستخبارية.. أين يتم احتجاز الرهائن؟".

ووفق مسؤول أمريكي كبير، فإنه لا توجد معلومات تذكر عن مكان وجود الرهائن.

وحتى الآن، لا يزال أكثر من عشرة أمريكيين في عداد المفقودين، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح عدد الرهائن.

بالنسبة لعائلات الرهائن، هناك القليل من التفاصيل الموثوقة بشكل محبط، مع تسرب معلومات خاطئة محتملة.

وقالت حماس إن رهائن قتلوا في غارات جوية إسرائيلية، وهي تأكيدات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.

ويبدو أن حماس، التي فوجئت بنجاح الهجوم، وفقا لمسؤول غربي رفيع المستوى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا للحساسيات، تقاوم الإدانة واسعة النطاق لعمليات اختطاف الرهائن.

وقال المسؤول الغربي إنه خلال المناقشات مع قطر، زعمت حماس أنها لم تصدر تعليمات لمسلحيها باختطاف النساء والأطفال، وألقت باللوم على المجرمين العاديين الذين تدفقوا عبر السياج الحدودي المخترق في بعض عمليات الاختطاف.

وقال المسؤول إن حماس أبلغت المفاوضين أيضا أنها لا تحتجز جميع السجناء.

وفي مقطع فيديو نشرته حماس لإحدى الرهائن، وهي ميا شيم (21 عاما)، يبدو أن شخصا ما يربط ذراعها بينما يمكن سماع أصوات عالية وأبواق السيارات في الخلفية.

تقول سكيم، وهي مواطنة فرنسية إسرائيلية، في الفيديو: "في هذه اللحظة أنا في غزة"، مضيفة أنها تخضع للرعاية، وأن ذراعها خضعت لعملية جراحية في المستشفى.

وينتهي الفيديو بمناشدتها إعادتها إلى إسرائيل.

وبعد نشر الفيديو، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن "حماس تحاول تصوير نفسها كمنظمة إنسانية، في حين أنها منظمة إرهابية قاتلة مسؤولة عن قتل واختطاف الأطفال والنساء والأطفال والمسنين".

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر وساطة وساطة قطرية رهائن غزة طوفان الاقصى إسرائيل أمريكا

بوساطة قطرية.. حماس تطلق سراح رهينتين أمريكيتين

قطر: إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين جاء بعد أيام من الاتصالات.. وبايدن يشكرها

الجارديان: بعد الرهينتين الأمريكيتين.. قادة غربيون على أبواب قطر لإطلاق مواطنيهم الأسرى بغزة

مسؤول بلجنة الاستخبارات الأمريكية يهاجم قطر.. والدوحة ترد

ليس هناك سبب لإغلاقه.. قطر: مكتب حماس في الدوحة سيبقى مفتوحا