بضغط تركي.. حزب العمال الكردستاني يغادر مخيم مخمور العراقي

الجمعة 20 أكتوبر 2023 05:01 م

أعلن حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا ضد القوات التركية منذ نحو 4 عقود عن مغادرة مخيّم مخمور، أحد مواقع تمركزه بجنوب شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال العراق).

وبرّر الحزب انسحابه باستكمال مهمّته في حماية اللاجئين الأكراد المقيمين في المخيّم، منذ نزوحهم من تركيا في تسعينات القرن الماضي.

لكنّ مصادر سياسية وأمنية أرجعت الانسحاب إلى اشتداد الضغوط التركية وتوجيه قواتها ضربات جوية عشوائية للمخيّم، أوقعت ضحايا في صفوف سكّانه.

وتستخدم القوات التركية طائرات مسيرة بشكل منتظم لتنفيذ غارات جوية على المخيم بين فترة وأخرى، بهدف ملاحقة قادة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.

ووجّهت أنقرة عدّة إنذارات لبغداد بوجوب بسط سيطرتها على المخيم مهدّدة بالتصرّف من جانب واحد لإخلائه من المقاتلين الأكراد.

وفي مايو/أيار الماضي، تحرك الجيش العراقي صوب المخيّم ونشر قواته في محيطه دون أن يدخله، وذلك لتجنّب الاشتباك مع مقاتلي الحزب، وكذلك مع الأهالي المتعاطفين معه.

وقال الحزب في بيان أذاعه الخميس، إنّه سحب قواته من مخمور في اتّجاه "مناطق الدفاع المشروع"، وهي التسمية التي يطلقها على جبال قنديل، ومناطق أخرى في إقليم كردستان العراق.

وأوضحت قيادة مركز الدفاع الشعبي التابع للحزب في نفس البيان، أنّ سحب القوات من مخمور تمّ "بطريقة خفية ومنظمة ومخططة وذلك لأسباب أمنية"، في إشارة إلى الضربات الجوية التركية.

وأكّد الحزب أنّه لم تبق لدى الحزب أي قوات داخل المخيّم، مذكّرا بأنه أرسل قواته إلى مخيم مخمور في 2014 لحماية اللاجئين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي كان قد انتشر في تلك المناطق، ونفّذ عدّة مجازر ضد المدنيين من بينها المجزرة التي نفذها في سنجار موطن الإيزيديين العراقيين.

وتابع الحزب في بيانه: "توصلت قيادة حركتنا إلى نتيجة مفادها أن قواتنا أنجزت مهمتها هنا وقررت سحبها من مخمور منذ بداية سبتمبر/أيلول".

ومن جهته، قال عضو رئاسة حزب العمال الكردستاني مراد قريلان، في تسجيل مصوّر، إن المخيم مخصص للاجئين السياسيين وقد أرسل الحزب قواته إلى هناك بعد هجمات داعش لحماية الأهالي.

وأضاف أن القوات نفذت مهمتها وبدأت خطوات الانسحاب منذ مطلع سبتمبر ولم تبق للحزب أي قوة في المخيم الآن.

وكان وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي، قد زار تركيا مطلع الشهر الجاري، حيث بحث مع نظيره التركي يشار غولر، ملفات أمنية على رأسها ملف حزب العمال الكردستاني، في خضم تصاعد العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، بعد هجوم دموي في أنقرة تبناه الحزب.

وقالت مصادر محلّية إنّ السلطات العراقية أرسلت رسائل إلى قيادات حزب العمّال بوجوب إخلاء مخيم مخمور من المقاتلين لتجنيب المدنيين ضربات مدمرّة، كانت أنقرة قد أبلغت بغداد بأنّها تنوي تنفيذها في أمد منظور.

وأعلنت أنقرة على لسان وزير الخارجية هاكان فيدان، أن جميع منشآت حزب العمال الكردستاني في العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا "أهداف مشروعة".

ويضم المخيم أكثر من 12 ألف شخص، ويقع في مركز قضاء مخمور الواقع بين محافظتي نينوى وأربيل، عاصمة إقليم كردستان. وجغرافياً يبعد المخيم عن مدينة الموصل نحو 105 كيلومترات بينما هو أقرب إلى أربيل، حيث يبعد عنها 70 كيلومتراً. ويخضع المخيم لسيطرة مسلحي حزب "العمال"، فلا سلطة للقوات العراقية ولا لقوات البشمركة (حرس إقليم كردستان) عليه من الداخل.

ويعود تاريخ إنشاء المخيم إلى العام 1998، حيث أنه خصص، بإشراف أممي، لإيواء اللاجئين من أكراد تركيا، لكنه تحوّل اليوم إلى بلدة صغيرة بعد استبدال الخيم بمنازل مبنية من الإسمنت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا حزب العمال الأكراد العراق

3 قتلى في اشتباكات بين الجيش العراقي وقوات البشمركة

مقتل جندي تركي وإصابة آخر في هجوم على قاعدة لأنقرة بشمال العراق