دعوات لوقف الحرب وحماية المدنيين.. اختتام قمة القاهرة بشأن غزة بدون بيان مشترك

السبت 21 أكتوبر 2023 09:52 م

ندد الزعماء العرب، السبت، بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في حين شدد الأوروبيون على ضرورة حماية المدنيين، وذلك خلال قمة القاهرة للسلام التي غابت عنها إسرائيل ومسؤولون أمريكيون كبار وانتهت من دون بيان مشترك.

وقالت مصر، التي دعت إلى الاجتماع واستضافته، إنها كانت تأمل أن يدعو المشاركون إلى السلام واستئناف الجهود لدعم مسعى الفلسطينيين المتواصل منذ عقود لإقامة دولتهم.

لكن الاجتماع انتهى دون أن يتفق الزعماء ووزراء الخارجية على بيان مشترك، بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس عشر على التوالي، قصف غزة المجاورة؛ ما أودى بحياة الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية في قطاع يقطنه 2.3 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 2006.

ولم يكن الدبلوماسيون الذين حضروا المحادثات متفائلين حيال إمكانية حدوث انفراجة بينما تستعد إسرائيل لغزو بري على غزة، على أمل القضاء على حركة "حماس".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة".

صمت عالمي

وبينما دعت الدول العربية والإسلامية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، عبرت معظم الدول الغربية عن أهداف أكثر تواضعا مثل الإغاثة الإنسانية للمدنيين.

وندد العاهل الأردني الملك عبد الله بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال إن "الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

وتابع: "على القيادة الإسرائيلية أن تدرك بشكل نهائي أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بُنيت على أساس من الظلم، ورسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".

فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، مضيفا: "لن نرحل.. لن نرحل".

ممر إنساني

وأمام القمة، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل لـ"حماس" يجب أن يراعي الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس، وقالت إيطاليا إنه من الضروري تجنب التصعيد.

وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأمريكي في مصر إلى القمة، لكنها لم تتحدث علنا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "نحن بحاجة إلى العمل معا بشكل أكبر" في قضايا بينها الوضع الإنساني وتجنب التصعيد في المنطقة وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وسعى اجتماع القاهرة إلى إيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة، لكن الدبلوماسيين كانوا يعلمون أن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم "حماس" وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

تهجير جديد

وتخشى الدول العربية من أن يدفع الهجوم سكان غزة إلى النزوح من منازلهم بشكل دائم داخل القطاع، بل وإلى دول مجاورة مثلما حدث عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته إن بلاده تعارض تهجير الفلسطينيين المحتمل إلى سيناء المصرية.

وأضاف: "تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى".

وأردف: "بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".

وقبل وقت قصير من انطلاق القمة، بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في المرور من مصر إلى غزة من خلال معبر رفح، بعد أن حاولت القاهرة على مدار أيام إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع من المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.

المصدر | الخليج الجديد - وكالات

  كلمات مفتاحية

القاهرة قمة غزة إسرائيل حرب مدنيون

عشرات الشهداء في غزة و4 بالضفة جراء تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

مسؤولية عربية كبيرة.. فلسطين تعود لجدول الأعمال بعد تجاهل إقليمي

9 دول عربية تصدر بيانا حول غزة رفضته الولايات المتحدة ودول أوروبية