ن.تايمز: لا يجب السماح بقتل أطفال غزة لحماية نظرائهم في إسرائيل

الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 05:05 م

شدد الكاتب الأمريكي البارز نيكولاس كريستوف، على ضرورة ألا تسمح واشنطن للجيش الإسرائيلي بقتل أطفال غزة من أجل الانتقام من حركة "حماس" بعد شنها هجوما على دولة الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

واعتبر كريستوف في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن هجوم حماس التي تسيطر على قطاع غزة ليس مبررا لمنح إسرائيل وجيشها الحق في قتل المدنيين، لافتا إلى أن جولة القتال الحالية بين الجانبين تضع الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية في اختبار إنساني معقد.

وذكر أن "قبول عمليات القصف واسعة النطاق من قبل إسرائيل للمنازل الفلسطينية، إضافة إلى عملية إسرائيلية برية محتملة لاجتياح غزة، تشير إلى أن المدنيين والأطفال الفلسطينيين أقل شأنا من نظرائهم في إسرائيل".

وحتى الآن، استشهد 2360 طفلا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فيما دمرت الغارات الإسرائيلية حوالي ثلث منازل القطاع أو تضررت خلال أسبوعين فقط، وهذا مجرد تمهيد لما هو متوقع أن يكون غزوا بريا أكثر دموية، وفق الكاتب.

أوكرانيا وإسرائيل

ورأى الكاتب أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعرب عن غضبه كما ينبغي إزاء الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، ولكنه في المقابل حاول بصعوبة أن يكون واضحا بنفس القدر فيما يتعلق بحياة أهل غزة.

وأضاف أنه "ليس من الواضح ما إذا كان بايدن يتخذ موقفا متماهيا تماما مع إسرائيل كدولة أو مع رئيس وزرائها الفاشل بنيامين نتنياهو، الذي يشكل عقبة طويلة الأمد أمام السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأوضح أن بايدن "دعا للوقوف بحزم خلف أوكرانيا وإسرائيل، الدولتان اللتان تعرضتا لهجوم من قبل قوات تهدف إلى تدميرهما (من قبل حماس وروسيا) وهذا أمر جيد"، وعقّب: "ولكن لنفترض أن أوكرانيا ردت على جرائم الحرب الروسية بفرض حصار على مدينة روسية، وقصفها وتحويلها إلى غبار وقطع المياه والكهرباء، في حين قتلت الآلاف وأجبرت الأطباء على إجراء عمليات جراحية للمرضى دون تخدير".

وأجاب: "أشك في أننا نحن الأمريكيين سنهز أكتافنا ونقول: حسنا، لقد كان فلاديمير بوتين هو البادئ بالاعتداء والحرب. وكان على الأطفال الروس اختيار مكان آخر ليولدوا فيه".

وقال جيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "ستصبح غزة مكانا لا يمكن أن يوجد فيه أي إنسان. لا يوجد خيار آخر لضمان أمن دولة إسرائيل".

ورأى كريستوف أن "هذا الرأي يعكس خطأ في الحسابات العملية والأخلاقية. ورغم أنه يريد نهاية حماس، إلا أنه ليس من الممكن القضاء على التطرف في غزة، ومن المرجح أن يؤدي الغزو البري إلى تغذية التطرف بدلا من سحقه، وبتكلفة لا تطاق في أرواح المدنيين".

وأعرب الكاتب عن رفضه لما وصفه "الاقتراح الضمني بأن حياة سكان غزة أقل أهمية؛ لأن العديد من الفلسطينيين يتعاطفون مع حماس".

وتابع: "الناس لا يفقدون حقهم في الحياة بسبب آرائهم حتى لو كانت بغيضة،  وعلى أية حال فإن ما يقرب من نصف سكان غزة هم من الأطفال".

وذكر أن "هؤلاء الأطفال في غزة، بمن فيهم الرضع، هم من بين أكثر من مليوني شخص يعانون من الحصار من عقاب جماعي متواصل على مدار سنوات".

وبيّن أن "تعرض إسرائيل لهجوم مروع تستحق بعده الحصول على التعاطف والدعم، ولكن لا ينبغي لها أن تحصل على شيكات على بياض لذبح المدنيين أو حرمانهم من الغذاء والماء والدواء".

مسار خطير

واعتبر أن العملية العسكرية البرية التي تسعى من ورائها إسرائيل للقضاء على حماس، "هو مسار محفوف بالمخاطر، ومن المرجح أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من الجنود والرهائن الإسرائيليين، وخاصة المدنيين في غزة".

ولفت إلى أن "تسوية المدن بالأرض هو ما فعلته الحكومة السورية في حلب أو فعلته روسيا في جروزني، ولا ينبغي أن يكون مشروعا مدعوما من الولايات المتحدة من قبل إسرائيل في غزة".

وقال الكاتب إن "جميع الأرواح (الإسرائيلية والفلسطينية) متساوية في القيمة، وإذا كانت أخلاقك ترى أن بعض الأطفال لا يقدرون بثمن والبعض الآخر يمكن التخلص منه، فهذا قصر نظر أخلاقي".

وخلص إلى أنه يجب "ألا نقتل أطفال غزة في محاولة لحماية الأطفال الإسرائيليين".

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

أطفال غزة أطفال إسرائيل العملية البرية الإسرائيلية قتل أطفال غزة

كوهين: قطر تمول حماس ويمكنها الضغط لإطلاق الأسرى الإسرائيليين

"يفيد حماس فقط".. واشنطن ترفض وقف إطلاق النار في غزة

"القسام" تنجح باختراق بحري كبير وتشتبك مع الاحتلال في زيكيم

منذ 7 أكتوبر.. 3000 طفل شهيد في غزة جراء القصف الإسرائيلي

أرقام قياسية لعمليات قتل الاحتلال الإسرائيلي لأطفال غزة

أطفال فلسطينيون يحملون سلاحا وإسرائيليون يقرؤون.. واتساب يثير غضبا وميتا تعلق