المعركة الدبلوماسية بين تل أبيب والقاهرة تقرر مستقبل غزة (تقدير إسرائيلي)

الخميس 26 أكتوبر 2023 01:11 م

سلط المحلل الإسرائيلي، تساحي ليفي، الضوء على ما وصفها بـ "المعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل"، معتبرا إياها حاسمة في تحديد مستقبل قطاع غزة.

وذكر ليفي، في تقدير نشره موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن لعبة شد الحبل الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر حول فتح معبر رفح لديها القدرة على تقرير مستقبل قطاع غزة والحرب برمتها، مشيرا إلى أن إسرائيل طالبت بفتح المعبر في اتجاه واحد، وعرضت على مصر، إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات، سلسلة من المزايا الاقتصادية مقابل فتح المعبر.

ومن جانبهم، يرفض المصريون فتح المعبر حتى أمام سكان غزة من مواطني الدول الأجنبية، ويطالبون بدلاً من ذلك بإرسال مساعدات "مدنية" إلى القطاع لمنع حدوث أزمة إنسانية وموجة لاجئين تخشاها مصر.

ولذا لم يكن عبثاً أن هذه القضية كانت في قلب اجتماعات الرئيس المصري، عبدالفتاح  السيسي، مع القادة الدوليين، وطُرحت في لقاء نتنياهو وبايدن، وحظيت باهتمام خاص من ملك الأردن، عبدالله الثاني.

ويضيف ليفي: "إن ما يتكشف أمامنا الآن هو "معركة دجاج" دبلوماسية، قد تحدد نتائجها الحرب برمتها وتشكل الشرق الأوسط لسنوات قادمة".

ويشير ليفي إلى أن الكثيرين في إسرائيل، من جميع الأطياف السياسية، يدركون أنه حتى لو تم القضاء على عشرات الآلاف من عناصر المقاومة الفلسطينية في القطاع، فإن إيران لن تذهب إلى أي مكان، وفي غياب وجود إسرائيلي أو دائم ذي معنى، سيتم إنشاء حركة حماس جديدة أو أي نظام متطرف آخر في القطاع، ما سيؤدي إلى المواجهة الحتمية التالية.

 وفي ظل هذه الظروف، سيكون من المستحيل إعادة تأهيل البلدات المحيطة بغزة، وفي ضوء هذا الواقع، فإن إعادة توطين السكان المدنيين في قطاع غزة بمصر وفي أماكن أخرى من العالم الإسلامي، يجب أن تصبح هدفاً سياسياً صريحاً لإسرائيل، بحسب ليفي، واصفا مقترحه بأنه "الحل الأكثر إنسانية للوضع، سواء بالنسبة لإسرائيل أو بالنسبة لسكان غزة".

وزعم ليفي أن الكثير من سكان قطاع غزة يريدون الهجرة من السجن الذي سجنتهم فيه حماس، مؤكدا أنه "لا يوجد شيء يثبط العرب أكثر من خسارة الأرض"، ولذا فبالإضافة إلى الهدف العسكري المتمثل في إنهاء حكم حماس بأقل قدر من الخسائر في أرواح المدنيين، فإن بسط السيادة الإسرائيلية على كل أو بعض قطاع غزة سيكون بمثابة رادع قوي ضد أعداء إسرائيل الآخرين.

لكن مصر ترى الوضع بشكل مختلف، وفق ليفي، فبالنسبة للمصريين، ستكون خسارة القطاع مشكلة استراتيجية، إذ تعتبر غزة موقعا متقدما يزعج إسرائيل، ويمنعها من تعزيز قوتها.

ومن يتابع تعزيزات الجيش المصري من مصادر مرئية، يرى منظومة الجسور الضخمة التي يبنيها فوق وتحت قناة السويس، والمشتريات العسكرية بعشرات المليارات من الدولارات في جميع مصفوفات الجيش: البحرية، البرية، الجوية، بحسب ليفي، مشيرا إلى أن مصر تدرك أن إسرائيل خصمها العسكري الرئيسي، على الرغم من اتفاق السلام، ولذا فمعظم التدريبات العسكرية المصرية موجهة ضد إسرائيل.

ويضيف ليفي: "لهذا السبب يمكننا أن نرى تقارير، في وسائل الإعلام المفتوحة، عن سلسلة طويلة من الانتهاكات المصرية لاتفاقية السلام، التي تحد من انتشار القوات المصرية في سيناء، بحجة الحرب ضد تنظيم الدولة".

وزعم ليفي أن مصر سمحت، لسنوات عديدة، بتعزيز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خاصة في عهدي مبارك ومرسي، وفي عهد السيسي، زادت مصر من سيطرتها على ما يدخل القطاع، بينما قامت ببناء حاجز ضخم على الجانب المصري من الحدود، ما يؤشر إلى أن ما دخل قطاع غزة خلال السنوات الماضية، دخل على ما يبدو بـ "غض البصر" المصري.

ويرى المحلل الإسرائيلي إلى أن تل أبيب بحاجة إلى التفكير بشكل استراتيجي حول كيفية تشجيع سكان غزة على شق طريقهم إلى مصر، موضحا: "يجب على إسرائيل استغلال الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر لصالح تنظيم المساعدات الدولية للبلاد مقابل استيعاب كل أو بعض سكان غزة".

وأشار إلى أن مصر أصبحت على حافة الإفلاس، وهو ما قد يعرض استقرار النظام للخطر في المدى القريب.

وتحدث ليفي صراحة عن مرحلتين ضروريتين للاحتلال، الأولى هي "زيادة الضغط الإنساني على غزة" حتى ينزح مئات الآلاف من الجياع والعطشى من سكان القطاع من معبر رفح.

أما المرحلة الثانية، فتتمثل في مواجهة مصر لتدفق اللاجئين إلى أراضيها، وهو ما يوصي ليفي بأن تدعمه إسرائيل والولايات المتحدة بتنظيم المجتمع الدولي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وصندوق النقد الدولي، عبر تدفق المساعدات الاقتصادية إلى مصر، وتمكين استيعاب بعض الغزيين في مصر.

وينوه ليفي إلى أن النسبة المئوية لسكان غزة الذين ستستقبلهم مصر، وفق مقترحه، أقل من معدل المواليد السنوي في البلاد، والذي يزيد عن مليوني طفل سنويًا. وفيما يتعلق بإسكانهم، فيوجد في مصر مخزون من الشقق الشاغرة للإشغال الفوري بما لا يقل عن 2 مليون شقة.

ولذا يرى ليفي أن النجاح في الصراع الدبلوماسي مع مصر بشأن فتح معبر رفح سيختصر الحرب وبالتالي يقلل من خطر فتح المزيد من الجبهات.

ويخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن إفراغ غزة من سكانها العرب مع تطبيق السيادة الإسرائيلية عليها يعني نصراً ساحقاً يعيد الردع في كافة القطاعات، ويعزز اتفاقات إبراهيم، ويحقق السلام مع السعودية، داعيا إسرائيل إلى أن "تغتنم الفرصة لاستعراض قوتها، وأن تعمل على تغيير الشرق الأوسط لأجيال عديدة".

المصدر | تساحي ليفي/إسرائيل ناشيونال نيوز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر غزة حماس معبر رفح بايدن نتنياهو

أكثر من 7 آلاف شهيد في غزة.. وإسرائيل تستخدم أسلحة تذيب الأطراف