تجددت المظاهرات المؤيدة لفلسطين، للأسبوع الثالث على التوالي، في دول عربية وغربية، للتنديد بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، وللمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وخرجت المظاهرات في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي على غزة لليوم الـ21، مخّلفا آلاف الشهداء والجرحى، ودمارا هائلا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية.

ففي الضفة، ندد آلاف الفلسطينيين، بالهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، وذلك خلال مسيرات حاشدة نظمت عقب صلاة الجمعة في عدة مدن وبلدات.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، وهتفوا منددين بـ"الجرائم الإسرائيلية".

وفي رام الله شارك المئات في مسيرة انطلقت من أمام مسجد البيرة الكبير وجابت شوارع المدينة.

وقال شهود عيان، إن مسيرات وصلت نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي.

وفي الأردن، شارك آلاف، بمسيرة تضامنية مع قطاع غزة، طالبت بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل.

وأفاد شهود عيان بأن الوقفة انطلقت من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة، بدعوة من قوى حزبية وشعبية، وصولاً إلى ساحة النخيل (تبعد عن المسجد مسافة 1000 متر).

وانتظمت الفعالية تحت شعار "إلغاء اتفاقية وادي عربة" والموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994.

وهتف المشاركون "وادي عربة مش (ليس) سلام، وادي عربة استسلام".

كما طلبوا بطرد سفير إسرائيل وإغلاق سفارتهم بالمملكة، من قبيل "لا سفارة للكيان على أرضك يا عمان".

وهتفوا المتظاهرون "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"أبو عبيدة يا حبيب.. أضرب أحرق تل أبيب"، و"اهتف سمّع كل الناس.. كل الأردن مع حماس"، قبل أن يرفعوا لافتات كتب عليها "طوفان الأقصى معركتنا جميعاً"، و"لا تعتاد المشهد.. لا تعتاد الخبر..لا تألف فتتلف".

كما احتشد متظاهرون في مدنتي إربد والعقبة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة ودعما للمقاومة ورفضا لجرائم الاحتلال، وطالب بعضها بإلغاء اتفاقية السلام وفتح الحدود.

وفي مصر، طوقت قوات الأمن محيط الجامع الأزهر بالعاصمة القاهرة لمنع وصول المصلين، حيث كان من المقرر أن يحتشدوا بعد صلاة الجمعة في مظاهرة مساندة لغزة، ما دفعهم للتوجه إلى مساجد قريبة من الأزهر للصلاة.

وعقب صلاة الجمعة، حاول بعض المصلين التجمهر في محيط المسجد وأمامه والهتاف لفلسطين، إلا أن قوات الأمن فضت المسيرة واعتقلت عددا منهم.

وقال آخرون إن حشودا أمنية حاصرت محيط عدد من المساجد الكبرى بالمحافظات لمنع خروج مسيرات، أبرزها مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، شمالي البلاد.

وفي قطر، شهدت العاصمة الدوحة، للأسبوع الثالث على التوالي، وقفة بعد صلاة الجمعة بساحة جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، تضامنا مع غزة.

وردد المتظاهرون هتافات تضامن مع فلسطين والأقصى وقطاع غزة، منها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"سيري سيري يا حماس.. أنت المدفع ونحن رصاص"، و"يا قسامي يا حبيب.. أضرب دمر تل أبيب".

أما في العراق، فقد أدى حشد كبير من المعتصمين صلاة جمعة موحدة، أي جامعة لكافة المذاهب الإسلامية، نصرة لغزة، عند الحدود العراقية الأردنية.

وتوافدت حشود شعبية إلى منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، للمطالبة بفتح الحدود الأردنية من أجل الوصول إلى الحدود الفلسطينية، لمناصرة شعبها.

كما شهدت عدة مدن مغربية، وقفات احتجاجية، عقب صلاة الجمعة، تضامنا مع فلسطين وقطاع غزة، حيث ردد المحتجون شعارات تطالب بوقف الحرب ضد غزة، وإيصال المساعدات إلى المتضررين.

وأكد محمد حمداوي عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية)، على ضرورة دعم الفلسطينيين من طرف الدول العربية والإسلامية.

وفي كلمة له على هامش وقفة بالعاصمة المغربية الرباط، دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) اعتبر أن "غزة تنوب على الأمة في الدفاع عن مقدساتها".

ومن بين المدن التي عرفت احتجاجات الدار البيضاء والرباط وتمارة وسلا وفاس (شمال) أكادير (وسط)، ووجدة (شرق).

وأكد المشاركون رفضهم مخطط تهجير سكان غزة، ومختلف أنواع الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

كما تجمع مئات المتظاهرين بمحافظة مأرب اليمنية، بعد صلاة الجمعة، في مظاهرات لدعم فلسطين ورفض العدوان الإسرائيلي، وارتكابه المجازر بحق المدنيين في القطاع.

ودانت مسيرة التضامن مع غزة في ميدان السبعين، "الإبادة الجماعية والحصار التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة"، مشيرة إلى أن واشنطن والغرب يتحملان مسؤولية المجازر.

كما شهدت مدينة تعز وعدد من المحافظات اليمنية الأخرى مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين.

كذلك نظم عمانيون سلسلة مظاهرات، في جامعة السلطان قابوس، سبقتها ليل أمس مظاهرة شعبية أخرى، هتف خلالها المشاركون بعبارات داعمة للمقاومة، ومستنكرة للتآمر الدولي والإقليمي عليها.

وفي تركيا، تم تنظيم العديد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في إسطنبول ومدن أخرى، حيث شهدت الشوارع تجمع المساندين خاصة المشاركين في صلاة الجمعة.

كما نظمت أمام القنصلية العامة الفرنسية في إسطنبول، وقفة احتجاجية، تنديدا بدعم باريس الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.

وبعد انتهاء صلاة الجمعة، توجه مجموعة من أعضاء جمعية الفكر الحر وحقوق التعليم (أوزغور-در) إلى القنصلية الفرنسية في شارع الاستقلال الشهير وسط إسطنبول.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للدول الداعمة للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، بمن فيهم فرنسا.

فيما علق بعض المتظاهرين ملصقا على باب القنصلية الفرنسية تحمل عبارة "قتلة الأطفال" ويضم صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتظاهر كذلك محتجون في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في مدينة سورابايا الإندونيسية، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف وحصار خانق.

وفي نيودلهي، اعتقلت قوات الأمن عدداً من المشاركين في مظاهرة داعمة لفلسطين ومنددة بالعدوان الإسرائيلي في منطقة جانتر مانتر بالعاصمة.

ونشرت منصات جانباً من تلك المظاهرة.

كما نظم ناشطون وقفة تضامنية لمناصرة غزة في العاصمة لندن، ونددوا بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وطالبوا بوقف الحرب.

كما شهد شارع وول ستريت، بمنطقة مانهاتن، في ولاية نيويورك الأمريكية، وشوارع مدينة تورنتو الكندية، تظاهرات حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالقصف الإسرائيلي.

وتأتي هذه المظاهرات ضمن زخم مؤيد لفلسطين وتنديدا بالقصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة لليوم الـ21 مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، مع استمرار عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

ومنذ 21 يوما، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء سكنية بأكملها، وقتلت 7028 فلسطينيا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً، وأصابت 18484 شخصا، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض معظمهم مدنيون.