الليلة الأصعب.. قصف إسرائيلي مكثف على غزة والمقاومة تتصدى لاجتياح بري بالبريج

السبت 28 أكتوبر 2023 05:58 ص

عاشت غزة ليلة القصف الأعنف، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وسط قطع تل أبيب للاتصالات والانترنت في القطاع منذ مساء الجمعة، قبل أن تنجح فصائل المقاومة في التصدي لتوغل بري لقوات الاحتلال، في محور البريج شمال وشرق القطاع.

ومنذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته في غزة مساء الجمعة، استهدف قصف غير مسبوق غزة برًا وبحرًا وجوًا، وصفت بأنه "الأعنف" على الإطلاق منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.

وقالت وسائل إعلام ومنصات محلية، إنه على مدار ساعات الليل، تواصل مدفعية الاحتلال قصفها العنيف والمكثف وغير المتوقف على مواقع في شمال قطاع غزة، حيث طال القصف تحديدا محيط مستشفيي الشفاء والأندونيسي وسط القطاع، حيث أغار طيران الاحتلال أكثر من عشر مرات على محيط هذين المستشفيين.

كما قالت المصادر الإعلامية، إن طيران الاحتلال استهدف منازل لمواطنين في مخيم الشاطئ، وفي النصيرات، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع.

ويأتي تواصل القصف، في وقت قطعت فيه إسرائيل جميع الاتصالات وشبكة الإنترنت عن قطاع غزة، بينما تعيش غزة في ظلام دامس مستمر منذ بدء العدوان.

ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني، والإسعاف من الوصول إلى أماكن القصف لإخراج المصابين أو انتشال الشهداء، بينما يحاول المواطنون نقل الشهداء والمصابين على عربات وفي مركبات خاصة.

من جانبها، أعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقعين داخل قطاع غزة، بعد أن أكدت إسرائيل توسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقالت كتائب القسام في بيان، إنها "تصدت لتوغل بري في بيت حانون (شمال القطاع) وشرق البريج (وسط)، وهناك اشتباكات عنيفة تدور على الأرض".

وكشفت وسائل إعلام فلسطينية، عن استخدام كتائب القسام صواريخ "كورنيت" في التصدي للتوغل الإسرائيلي.

وذكرت قناة "الأقصى"، الفضائية أن هناك "معارك ضارية بين المجاهدين والصهاينة قرب حدود قطاع غزة أُطلقت خلالها 4 صواريخ كورنيت باتجاه دبابات ومدرعات الاحتلال".

ونشرت "الأقصى" على "تليجرام" مقطعا مصورا يظهر لحظة إطلاق صواريخ الكورنيت خلال عملية التصدي للتوغل الإسرائيلي، ما أوقع خسائر في صفوف قوات الاحتلال.

والكورنيت صاروخ مضاد للدروع روسي الصنع، موجه ومصوب بأشعة ليزر، ويمكن إطلاقه من خلال منصة تثبّت على الأرض أو الكتف مباشرة.

ووفق شهود عيان، فإن آليات جيش الاحتلال اضطرت في النهاية للانسحاب من شرق البريج، بعد فشل محاولات تقدمها.

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس علي بركة، في بيان مقتضب: "نزف لأبناء الأمة العربية والإسلامية فشل الهجوم البري الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة عبر ثلاث جبهات".

وأضاف: "هناك خسائر فادحة في صفوف العدو جنوداً وعتاداً"، لافتا إلى وقوع "العدو في كمائن أعدتها المقاومة في عدد من الجبهات".

فيما نقلت منصات فلسطينية عن قيادي رفيع المستوى في حركة "حماس"، تأكيدات أن طائرات هيليكوبتر تابعة لجيش الاحتلال نقلت عديد القتلى والجرحى الذين سقطوا إثر تصدي المقاومة لهم، بعد محاولتهم اجتياح غزة بريا هذه الليلة.

فيما توعدت حركة المقاومة "حماس"، السبت، الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إن مقاتليها مستعدون لمواجهة هجماته "بقوة كاملة".

وقال بيان للحركة، أوردته وكالة "رويترز" ووسائل إعلام فلسطينية، إن "كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات"، مضيفةً أن "نتنياهو وجيشه المهزوم لن يستطيعا من تحقيق أي إنجاز عسكري".

واعتبرت الحركة في بيانها أن "تصعيد العدو الصهيوني مجازره المروعة وحرب الإبادة الجماعية، في جنح الظلام، ضد بيوت الآمنين العزّل في قطاع غزّة، بشتى أنواع القصف الهمجي براً وبحراً وجواً، هو تعبير حقيقي عن فشله الذريع في تحقيق أهدافه العدوانية، والنّيل من مقاومتنا وأبطال القسّام الذين يتصدّون بكل قوّة وإرادة وبسالة لمحاولاته الفاشلة في اقتحام قطاع غزة".

كذلك شددت الحركة على أن تعمّد الاحتلال تكثيف قصفه بعد قطع الاتصالات والانترنت، وفي ظل دعم واشنطن وعواصم غربية، هي جريمة حرب متكاملة الأركان.

وأضافت أن "تصعيد جيش العدو إرهابه ومجازره وحرب الإبادة ضد المدنيين والمنازل دليل إفلاس، وليس دليل قوة".

من جانبها، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد" الإسلامية، عبر حسابها على تليغرام، إن "مجموعاتنا المتقدمة موجودة على محاور القتال وتتصدى لقوات العدو التي تحاول من حين لآخر التقدم نحو قطاع غزة".

وفي هذا الإطار، أشارت تقارير إلى شح في المعلومات، وتعتيم إعلامي مقصود في إسرائيل، حول ما يقوم به جيشها في قطاع غزة.

بينما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لشبكة  "أي بي سي نيوز"، إن التوغل البري، ليس "الغزو الكبير المتوقع"، وسط توقعات أن يسفر عن تمركزات إسرائيلية لقوات داخل القطاع.

تزامن ذلك، مع تأكيد البيت الأبيض، على لسان جون كيربي المتحدث باسمه للأمن القومي، حين قال إن الولايات المتحدة لا تحاول فرض قيود على إسرائيل، رافضا التعليق على "العملية البرية الإسرائيلية الموسعة".

لكنه ذكر أن "واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفا: "لا نرسم خطوطا حمراء لإسرائيل".

وتابع أن "الولايات المتحدة تواصل مع إسرائيل بحث أهداف عمليتها والحاجة إلى حماية المدنيين في غزة والجهود الرامية لإعادة الرهائن الإسرائيليين والحاجة إلى دراسة ما الذي سيأتي بعد العمليات البرية في غزة".

وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مكالمة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد فيها "أهمية حماية المدنيين".

ونقلت "رويترز"، عن البنتاغون، أن أوستن في مكالمة مع غالانت، "شدد على أهمية حماية المدنيين" خلال العمليات الإسرائيلية في غزة.

فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجهت "نصيحة خاصة" لإسرائيل بإعادة التفكير في خططها لشن هجوم بري كبير في قطاع غزة واعتماد عملية "استئصال" دقيقة باستخدام الطائرات وقوات العمليات الخاصة لتنفيذ غارات دقيقة وموجهة لأهداف وبنية تحتية عالية القيمة لحماس.

ووفق الصحيفة، فإن مسؤولي الإدارة الأمريكية قلقون من التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، وأنهم يشككون في أنه قد يحقق هدف إسرائيل المعلن، وهو القضاء على حماس.

فيما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، القول إن مجلس الحرب الإسرائيلي، قرر توسيع العمليات البرية، بعد وصول المحادثات بشأن إطلاق سراح الأسرى إلى "طريق مسدود".

بينما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين مصريين، القول إن القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، قد يكون محاولة إسرائيلية للضغط على "حماس" لتقديم تنازلات في مفاوضات الرهائن.

ولفتت الصحيفة أن إسرائيل و"حماس" واصلتا المفاوضات غير المباشرة، الجمعة، للتوصل إلى اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن.

في غضون ذلك، حذرت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، قد يشكل "غطاء لفظائع جماعية"، ويخفي أدلة ضرورية على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين.

وقالت "رايتس ووتش" في بيان، على لسان المسؤولة في المنظمة ديبورا براون، إن انقطاع الاتصالات والإنترنت "قد يكون بمثابة غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".

بدورها، قالت منظمة "العفو الدولية" إنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة، وأعربت عن أسفها لأن "انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية، تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات.

وأكدت أن منظمات حقوق الإنسان باتت تواجه عقبات متزايدة تصعّب توثيق الانتهاكات، مضيفة أن المدنيين في غزة يتعرضون لخطر غير مسبوق، وإسرائيل تقطع كافة الاتصالات وتكثف القصف وتوسع هجماتها البرية.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت وكالات أممية عدة الاتصال بفرقها في غزة.

وقالت لين هاستينغز منسقة الشؤون الإنسانية في "أوتشا"، إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات "لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات".

كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أنه "فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة توغل بري القسام المقاومة البريج قصف إسرائيلي أمريكا

أنباء عن وقوع عقيد إسرائيلي بارز بقبضة القسام خلال معارك غزة البرية

قصف غزة يوقع أكثر من 7 آلاف شهيد.. وإسرائيل تعلن اغتيال قائد سلاح الجو بحماس

رؤساء البرازيل وكولومبيا وفنزويلا يصعدون إدانة الاحتلال بسبب تطورات غزة.. واستنكارات أخرى

بمئات الصواريخ.. جيش الاحتلال يعلن استهداف 150 موقعا في غزة

أغلقوا محطة قطارات رئيسية.. محتجون ينفذون أكبر عصيان مدني بنيويورك من أجل غزة (فيديو)

بينهم 3593 طفلا.. ارتفاع شهداء القصف الإسرائيلي على غزة إلى 7703

لماذا امتنعت تونس والعراق عن التصويت على القرار العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

مصر والسعودية تدينان الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة وتحذران من تداعيات خطيرة