منع أوروبي ذو وجهين.. إصرار لإخفاء التضامن مع فلسطين بالملاعب ومطالب بـ"لوبي عربي" لوزن الكفة

الأربعاء 8 نوفمبر 2023 08:52 ص

تتمسك جماهير كرة القدم، يومًا بعد يوم وحدثًا خلف آخر، بكونها المحرك الرئيسي للأحداث وصاحبة الكلمة العليا داخل الملاعب حتى وإن خالفت توجهات إدارات أنديتها.

ورغم الانحياز الواضح لمعظم إدارات الأندية العالمية والإعلام الرياضي الغربي ضد القضية الفلسطينية، إلا أن أعلام فلسطين ولافتات الدعم لغزة وأهلها بالإضافة لهتافات الحرية للفلسطينيين طغت على المدرجات داخل القارة العجوز.

بعض جماهير الدوريات الأوروبية ظهرت بصمتها لنصرة الفلسطينيين ولم تأبه لعقوبات قد تفرضها اتحادات الكرة داخل بلادهم، فيما التزمت الغالبية الصمت تجاه غزة وما يحدث فيها.

تضامن الجماهير

البداية مع رابطة "اللواء الأخضر" الخاصة بجماهير نادي سيلتيك، والمبادرة دائما بدعم فلسطين وأهلها منذ عشرات السنين.

جماهير سيلتك التزمت بالدعم التام لأهل غزة في حربهم ضد فلسطين منذ بدء الحرب أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورغم التهديدات من قبل الاتحاد الأوروبي والغرامات الموقعة عليها، تمسك الجمهور الإسكتلندي بالدعم خلال كافة مبارياته المحلية والقارية.

وفي إسبانيا قام جماهير أندية أوساسونا وريال سوسيداد وبرشلونة برفع الأعلام والهتافات القوية ردًا على دعوة اللاعب الإسرائيلي شون ياوزمان، والذي يمثل فريق غرناطة، لإلقاء 500 طن من القنابل على فلسطين وإبادة شعبها بالكامل.

 

موقف الجماهير عارضه الاتحاد الإسباني وأعلن رفض التضامن مع غزة وأهلها داخل مدرجات إسبانيا، إلا أنه لم تصدر عقوبات على الجماهير المتضامنة حتى الآن.

الجماهير الإنجليزية مثّلها مشجعو ليفربول بلافتة كبيرة كُتب عليها: "لأجل الله أنقذوا غزة"، كذلك قاطعت الجماهير دقيقة الصمت التي سبقت المباراة عبر ترديد هتاف: "الحرية لفلسطين".

الموقف سبقه تضامن حكومي رسمي مع الاحتلال وتبعه زيارة رئيس الحكومة لتل أبيب مقابل تظاهرات في العاصمة البريطانية دعمًا لغزة وأهلها.

تباين الإدارات الإنجليزية ظهر جليًا مع نادي أرسنال الذي علق على دعم المصري محمد النني لفلسطين وأهها، طالبا عدم خلط السياسة بالرياضة، إلا أنه لم يعلق على على منشور أوليكساندر زينشنكو الذي أعلن دعمه بشكل مباشر لإسرائيل عبر "إنستجرام".

وعلى صعيد المنتخب، شهدت دقيقة الصمت التي فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلال مباراة إنجلترا ضد إيطاليا بملعب ويمبلي ضمن تصفيات المونديال صافرات استهجان رافضة الوقوف دقيقة صمت قبل مواجهات التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا لتأبين قتلى الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على فلسطين.

وخلال وقوف اللاعبين لدقيقة الصمت، ضجت المدرجات بهتاف فلسطين حُرة والحرية لفلسطين.

المغربي الدولي السابق عبدالعزيز بنيج انتقد ما أسماه تشدق الدول الغربية بالحريات مقابل منع العرب والمسلمين من التضامن مع اخوتهم الفلسطينيين في قضيتهم الأولى.

ويضيف بنيج لـ"الخليج الجديد" أن التألق العربي في الدوريات الأوروبية يُلزم اللاعبين العرب بتحديد بنود تُلزم الأندية الغربية باحترام حريتهم في التعبير عن آرائهم.

لوبي إسرائيلي

أما المصري عمرو الدسوقي فيقول إن حجة الأندية الغربية بعقود الرعاية التي يتحكم بها اللوبي الإسرائيلي يجب أن تتوقف خاصة بعد الزحف العربي تجاه الأندية الأوروبية بعقود رعاية واستحواذات وغيرها.

المحلل الرياضي أكد لـ"الخليج الجديد" أن مُلاك الأندية الأوروبية من الجنسيات العربية بالإضافة للرُعاة العرب في أوروبا يجب أن يفرضوا كلمتهم خلال هذه الأحداث حتى تتزن كفة الإنصاف.

الملاعب الألمانية جاءت مختلفة عن سابقيها، حيث لم يصدر هتاف أو يُرفع علم من مدرجات الملاعب، إلا أن لاعبين عرب مثل المغربي نصير مزراوي لاعب بايرن ميونخ، والتونسي العيدوني لاعب يونيون برلين، أعلنوا مناصرة فلسطين والتضامن مع أهل غزة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

أما اللاعب أنور الغازي صاحب الأصول المغربية، فيخوض معركة حامية مع ناديه ماينز الألماني وصلت للطرد من التدريبات، كرد فعل على منشور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، ناصر فيه القضية الفلسطينية.

الجماهير الفرنسية لم يظهر تعاطفها عبر الملاعب، بل حارب اتحاد كرة القدم والحكومة تضامن اللاعبين داخل وخارج الأراضي الفرنسية.

الدولي الجزائري يوسف عطال أول ضحايا هذه الحرب الرسمية على المتعاطفين مع غزة، بعدما تمت معاقبته من طرف إدارة ناديه، بإبعاده عن تدريبات الفريق وفتح تحقيق بشأنه من طرف المدعي العام لمدينة نيس الذي قرر إيقافه لمدة 7 مباريات.

ورغم عدم لعب كريم بنزيما داخل فرنسا في الوقت الحالي، إلا أن تعاطفه مع أهل غزة أثناء لعبه مع اتحاد جدة وضعه أمام نيران الانتقادات التي شنها ضده اليمين المتطرف في فرنسا، وصلت للمطالبة بتجريده من الجنسية الفرنسية ومن الكرة الذهبية التي تحصل عليها.

المحلل الرياضي الجزائري إبراهيم شاوش طالب اللاعبين العرب بمغادرة الأندية الفرنسية وتركها للأوروبيين.

وأضاف شاوش لـ"الخليج الجديد" أن اللاعبين العرب والمسلمين في فرنسا يعانون منذ فترة طويلة من العنصرية وتقييد رأيهم ورفض التضامن مع أي قضية تخص المسلمين، بينما تفتح المجال للتعاطف مع دولة مثل أوكرانيا وتطالب اللاعبين بالمشاركة في الدعم بشكل إجباري.

المصدر | يوسف عامر - الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ملاعب لوبي إسرائيلي أوروبا غزة

جدل في بريطانيا بعد رفض إضاءة ملعب ويمبلي بعلم إسرائيل.. ما علاقة اللاعبين المسلمين؟