طائرة مائيّة

احتفلت «إمارة دبي» بهبوط أول طائرة مائيّة على مياه الخور في أول رحلة استطلاعيّة خلال 1936، وانطلاقاً من هذه الخطوة، انطلقت أول رحلة تجاريّة مُنتظمة إلى «إمارة دبي»، مقابل «ملعب الغولف» الحاليّ، بالقرب من مركز تسوّق «ديرة سيتي سنتر» في أكتوبر/تشرين الأول 1937، تحمل 28 مسافراً وخمسة مضيفين.

البداية من 1960

سعت دبي جاهدةً لبناء مطار خاص بها يُعنى بالشق السياحيّ والتّجاريّ، وتحقق الحلم في 30 سبتمبر/أيلول) 1960، إذ دشّنت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجويّة اللبنانيّة «ميدل إيست» من طراز «كوميت 4» افتتاح «مطار دبي الدوليّ» ذو المدرج الرمليّ المضغوط، بحسب كتاب «الطيران المدنيّ في دبي – النشأة والمستقبل 1037 – 2020».

مدرجٍ إسفلتي

وفي غضون سنوات قليلة، تعرّفت «إمارة دبي» على أول مدرجٍ إسفلتي مضغوط يحمل مواصفات حديثة، بطول 9200 قدم خلال مايو/أيار 1965، وأهلَّ هذا المُدرج المطار لاستقبال الطائرات الكبيرة، إذ بدأ «مطار دبي الدوليّ» استقبال رحلات ليليّة مُجدولة من عواصم عربيّة وأجنبيّة متعددة، مثل «خطوط الشرق الأوسط» و«الخطوط الجويّة الكويتيّة» و«الخطوط السعوديّة»، وذلك عقب امتلاك المطار أجهزة ليليّة ورادار متطوّر.

صالة للمغادرين

دشن «مطار دبي الدوليّ» خلال 1968 أول صالة خاصة بالمسافرين المغادرين، كما جرى بناء حظيرة جديدة لاستقبال طائرات الشحن، وتوسعة مساحة المطار، وتعبيد المساحة الجديدة بالإسفلت على قاعدةٍ خرسانيّة.

طائرات جمبو وكونكورد

مع تنامي حركة الطيران وارتفاع عدد الرحلات إلى حوالي 10 آلاف رحلة خلال 1970 بنمو 20% عن 1969، وضعت «حكومة دبي» خطةً لتأهيل مطار الإمارة لاستقبال طائرات «جمبو» الأضخم من نوعها في ذلك الوقت وهي «بوينغ 747»، كما كثفت دبي جهودها إلى أن تمكّنت بأقل من ثلاثة أعوام من إدخال طائرة «كونكورد» الأسرع من الصوت إلى الخدمة عام 1973، والتي كانت النقطة الجوهريّة في تاريخ «مطار دبي الدولّيّ» إذ باشرت الإمارة رحلاتها الجويّة عبر العالم.

نقلة نوعيّة

ودخل «مطار دبي الدوليّ» خلال 1997 للمرة الأولى في تاريخه «نادي المطارات الكبرى»، واحتل بحسب تقرير «مجلس المطارات العالميّ» المرتبة السادسة ضمن قائمة تضم أسرع 10 مطارات في العالم نموا، بمعدّل قارب 14% متجاوزاً بذلك مطارات عالميّة.

أول مطار إقليمي بأنظمة حديثة

وفي قفزةٍ نوعيّة، شهد «مطار دبي الدوليّ» تطوير مدرجاته، وتركيب أنظمة حديثة لاستقبال وهبوط الطائرات في حالة الضباب، ليكون بذلك أول مطار في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة يستخدم مثل هذه الأنظمة.

فترة ذهبيّة

ونجاحاً عقب نجاح، افتتحت «إمارة دبي» خلال 18 أكتوبر/تشرين الأول 2008 المبنى «رقم 3» والـ«كونكورس 2» في «مطار دبي الدوليّ» والمخصصين لرحلات شركات «طيران الإمارات»، إلى ذلك، تعدّ الفترة بين 2000 إلى 2008 أهم مرحلة ضمن تاريخ الطيران المدنيّ في دبي، نظراً للإنجازات التّي سجّلها المطار، ومن ضمنها ارتفاع عدد المسافرين من 10 آلاف خلال 1960 إلى 47.2 مليون مسافر في 2010،  كما تجاوز عدد المسافرين عبر دبي 50 مليون مسافر في 2011.

 70 مليون راكب خلال 2014

وفي هذا الشأن، أكدّ رئيس «هيئة دبي للطيران المدنيّ»، رئيس «مؤسسة مطارات دبي»، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن أكثر من 70 مليون راكب يتوقع عبورهم عبر «مطار دبي الدوليّ» نهاية العام الجاري، مقارنةً مع 66.4 مليون مسافر خلال 2013.

21 مليون مسافر في 2020

وفي سعيه الرامي إلى أن يكون المطار الأكثر ازدحاماً في العالم، كشف الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران «دبي وورلد سنترال»، خليفة الزفين، أنه سيتم توسعة مبنى المسافرين الحالي في «مطار آل مكتوم» لتصلّ طاقته الاستيعابيّة إلى أكثر من 21 مليون مسافر بحلول 2020.

مطار دبي ورلد سنتر

يتمحور مشروع «دبي ورلد سنترال»، متعدد المراحل حول بناء مطار دوليّ جديد سيكون أضخم مطار بالعالم، ويطرح «دبي ورلد سنترال» الذي يغطي مساحة 140 كلم مربع في منطقة «جبل علي»، مفهوما جديدا في مجال تخطيط مدن خدمات الطيران والوجهات السكنيّة المتكاملة، وجاء ذلك تجسيداً للرؤية الطموحة التي أطلقها نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بضرورة صناعة التاريخ واستشراف المستقبل، وصُمم المشروع بحيث يلبي احتياجات دبي في مجال الطيران والسياحة والتّجارة والخدمات اللوجستيّة حتى 2050.

ويتضمن المشروع ست مناطق متخصصة هي: «مطار آل مكتوم الدوليّ»، «مدينة دبي اللوجستيّة»، «المدينة السكنيّة»، «المدينة التجاريّة»،«مدينة الجولف» و«مدينة الطيران»، هذا وتصلّ إجماليّ تكاليف المشروع ومن ضمنها «مطار آل مكتوم» إلى 120 مليار درهم نحو 32 مليار دولار.

فيلم عالمي عن مطار دبي

في غضون سنواتٍ قليلة تحوّل «مطار دبي الدوليّ» من مجرد مَهبط جوي على ضفاف «الخليج العربي»، إلى أهم مركز جويّ على مستوى الشرق الأوسط، وواحد من أفضل مطارات العالم وأسرعها نموا.

وانطلاقاً من ذلك، تعمل مؤسسة «ناشيونال جيوغرافيك» حالياً على إنتاج عشر حلقات عن «مطار دبي الدوليّ»، ومن المقرر أن يُطلق على المطار في الفيلم التسجيلي اسم «المطار القمة»، وستترجم حلقات «ناشيونال جيوغرافيك» إلى 45 لغة، ويذاع البرنامج في 170 دولة حول العالم.

تصنيفات عالميّة

كتبت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أنّ «مطار دبي الدوليّ»هو الأول عالمياً، يليه «مطار هيثرو» في لندن، أكبر مطارات بريطانيا من حيث عدد الركاب.

وأشار تقرير صادر عن وكالة «أسوشيتد برس»، إلى أنَّ «مطار دبي الدولي» حقق قفزاتٍ كبيرة في تصنيفات حركة الطيران العالمية لسنوات عدّة، بدورها، أفادت صحيفة «يو إس أيه تودي»، بأنّ المطار من المحتمل أن يتفوق على «مطار أتلانتا» الأميركي.

هذا وحلّ «مطار دبي الدولي» في المرتبة الأولى ضمن قائمة تضمّ أكبر 100 مطار في العالم، وذلك من حيث السعة المقعديّة للرحلات الدوليّة المغادرة منه، وذلك بحسب تقرير صادر عن مؤسسة «أو أيه جي» لبيانات المطارات.

وقالت مجلة «فوربس»: «إنّ مطار دبي الدوليّ مهد الطريق أمام الإمارة لتصبح واحدة من أهم المدن العالميّة في مجال الطيران ومنافساً قوياً للعديد من المطارات في آسيا»، مشيرةً، إلى أنّ المطار يعج بالمسافرين طوال الوقت، فضلاً عن النشاط في حركة تسيير الرحلات من وإلى المطار.

الجدير بالذكر، أنّ «مطار دبي الدوليّ» يستقطب أكثر من 115 شركة طيران تغطي أكثر من 135 وجهة حول العالم، وتبلغ قدرة المطار الاستيعابيّة حوالي 60 مليون مسافر سنوياً في الوقت الحالي.