واشنطن بوست: هجوم حماس كان مخططا له أن يستمر أياما داخل إسرائيل

الأحد 12 نوفمبر 2023 09:51 م

قال أكثر من عشرة من مسؤولي الاستخبارات والأمن الحاليين والسابقين من أربع دول غربية وشرق أوسطية إن مقاتلي حركة "حماس" كانت لديهم تعليمات بالتوغل داخل المدن الإسرائيلية الكبيرة ضمن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).

وفي ذلك اليوم، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط قطاع غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

المسؤولون، الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أضافوا أن مقاتلي حماس "كانوا يحملون ما يكفي من الطعام والذخيرة والمعدات اللازمة لعدة أيام، وكان لديهم تعليمات بالاستمرار في التوغل في إسرائيل، إذا نجحت الموجة الأولى من الهجمات، لضرب مدن إسرائيلية أكبر".

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن قادة حماس "خططوا لمرحلة ثانية (من الهجمات في 7 أكتوبر الماضي)، بما في ذلك المدن والقواعد العسكرية الإسرائيلية الكبرى".

وبحسب الصحيفة، تمكنت فرق الهجوم من التوغل حتى مدينة أوفاكيم الإسرائيلية على بعد نحو 15 ميلا عن غزة.

وقال اثنان من كبار مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط ومسؤول أمريكي سابق إن إحدى وحدات "حماس" حملت معلومات استطلاعية وخرائط تشير إلى نية مواصلة الهجوم حتى حدود الضفة الغربية.

عام من التخطيط

وبالنسبة لمرحلة ما قبل التنفيذ، قال مسؤولو الاستخبارات إن "التخطيط للهجوم التاريخي ضد إسرائيل استمر أكثر من عام".

وذكرت الصحيفة أنه في مختلف أنحاء غزة، الجيب الساحلي المكتظ بالسكان والخاضع للمراقبة المشددة، أجرت "حماس" مناورات عسكرية فوق وتحت الأرض.

وتابعت: "وقد تدربوا باستخدام بنادق AK-47 ومسدسات وقاذفات قنابل صاروخية ومقذوفات حرارية مستوردة تولد موجات ضغط قوية وحرائق مكثفة بدرجات حرارة تتجاوز 2700 درجة فهرنهايت".

وقال مسؤولون استخبارات غربيون وشرق أوسطيون إن مقاتلي "حماس" قاموا أثناء تدريبهم بفحص المراكز السكانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بعناية لإنشاء مصفوفة من الأهداف المحتملة.

وللحصول على معلومات استخباراتية، نشرت "حماس" طائرات استطلاع بدون طيار رخيصة الثمن لتوليد خرائط للمدن الإسرائيلية والمنشآت العسكرية على بعد أميال قليلة من الجدار العازل الذي بنته إسرائيل لعزل غزة بتكلفة مليار دولار، كما تابعت الصحيفة.

وبحسب مسؤولين استخباراتيين فإن "حماس" حصلت على معلومات إضافية من عمال المياومة في غزة الذين سُمح لهم بدخول إسرائيل للعمل، وغالبا في المجتمعات الزراعية نفسها التي كانت في مرمى الحركة (علاف غزة).

ووفقا للصحيفة فإن الخطط الدقيقة للهجوم كانت مقتصرة على دائرة صغيرة من نخبة المخططين العسكريين، ويبدو أن التفاصيل الأكثر أهمية تم حجبها حتى عن القيادة السياسية لـ"حماس" وداعميها الرئيسيين، الحرس الثوري الإيراني وجماعة "حزب الله" اللبنانية.

عملية خداع

وبينما كانت خطة "حماس" تتقدم سرا، كان آخرون في قيادة الحركة مشغولين بزراعة بذور "عملية خداع متطورة للغاية"، بحسب الصحيفة.

وأضافت أن "إسرائيل تعتقد أن المهندس الرئيسي للخطة هو يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة).. وكان السنوار أسيرا وقضى عقدين من الزمن في السجون الإسرائيلية، وهو يتحدث العبرية بطلاقة".

وتابعت: "بعد تسلحه بفهم عميق إلى حد غير عادي للتيارات السياسية السائدة في إسرائيل، بدأ السنوار وغيره من زعماء حماس في إصدار إشارات خفية في الأعوام الأخيرة تشير إلى توجه عملي جديد".

و"كانت رسالة أراد الإسرائيليون سماعها، ومفادها أن "حماس لا تريد المزيد من الحروب"، كما قال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)".

وأضاف ميلشتاين، الذي التقى السنوار لفترة وجيزة قبل سنوات، أن "يوم 7 أكتوبر يحمل سمة أساسية لعمليات السنوار السابقة، وهي معرفة الوعي الأساسي للجمهور الإسرائيلي".

فجر 7 أكتوبر

وفي ساعات ما قبل فجر 7 أكتوبر الماضي، وتحت قصف غير مسبوق بما لا يقل عن 3 آلاف صاروخ نحو إسرائيل، أصدرت قيادة "حماس" أوامر لآلاف الرجال بالتسلل إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، بحسب الصحيفة.

وأضافت أنه في تسلل تم توثيقه بإسهاب، استخدم المقاتلون طائرات بدون طيار لتعمية أجهزة الاستشعار الحدودية ومواقع المدافع الرشاشة الآلية، واستخدموا المتفجرات والجرافات لإحداث ثقوب في الجدار المحيط بإسرائيل.

وتمكن مقاتلو "حماس" من قتل 1200 إسرائيلي وأسر نحو 242 آخرين، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب الحركة في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

ومنذ 37 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

وبحسب ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لمجموعة SITE Intelligence Group، فإن "حتى لو تم تدمير قيادتها الحالية، فإن حماس وأتباعها سيستمرون في اعتبار 7 أكتوبر بمثابة انتصار، فالحركة نجحت بلا شك في تركيز اهتمام العالم على الصراع الفلسطيني".

وتابعت أنها "المرة الأولى التي أتذكر فيها أن حماس أصبحت بارزة إلى هذا الحد على نطاق عالمي.. لقد نسي الكثير من الناس يوم 7 أكتوبر؛ لأن حماس غيرت النقاش على الفور، إذ بات التركيز على إسرائيل، وليس على حماس، وهذا بالضبط ما أرادته الحركة".

المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس طوفان الأقصى إسرائيل غزة تخطيط خداع

صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل

عواقب لحرب إسرائيل على غزة.. تفاقم للصراع وتعثر للتطبيع