شن الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، هجوما شديدا على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بسبب رغبته الواضحة في استمرار حرب غزة إلى أجل غير مسمى دون أي نتيجة سياسية طبيعية.
وشغل بينكاس منصب قنصل إسرائيل الأسبق في نيويورك (2000-2004)، وكان مستشار السياسة الخارجية للعديد من رؤساء الخارجية ورؤساء الوزراء، وهو بين الكتاب المخضرمين بصحيفة "هآرتس" العبرية.
وقال بينكاس في تحليل نشرته الصحيفة، إن نتنياهو يمهد الطريق تدريجياً لمواجهة سياسية بين إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفا أن "ما يقوم به رئيس الحكومة أشبه بحكاية العقرب والضفدع والتي تجسد كيف أن الأشرار لا يستطيعون مقاومة إيذاء الآخرين حتى لو أنقذوا حياتهم".
واستشهد بينكاس بإرسال بايدن حاملتين للطائرات إلى البحر المتوسط بعد هجوم حماس على إسرائيل؛ لردع إيران وحلفائها من التدخل في الحرب المتواصلة حتى الآن.
وذكر أنه إضافة لذلك ألقى بايدن خطابا قويا لدعم إسرائيل في البيت الأبيض، ولم يكتفِ بذلك بل حضر بنفسه إلى تل أبيب للتعبير عن تضامنه في الشهر الماضي.
وأوضح أن نتنياهو "نسى كل ذلك عن عمد ويحاول وضع إسرائيل في مسار المواجهة مع إدارة بايدن، إذ لا يرفض نتنياهو باستخفاف أي مقترح أو طلب يأتي من واشنطن فحسب؛ بل يريد بوضوح أن تستمر حرب غزة إلى أجل غير مسمى دون أي نتيجة سياسية طبيعية، ومن أجل خدمة مصالحه الشخصية".
وأشار إلى أن نتنياهو يعتقد أن الحرب الطويلة ستخفف من حدة الانتقادات وتبقيه في السلطة، والأهم من ذلك، أنها ستجعله يتمكن من إبعاد المساءلة واللوم عن شخصه وتحمليها لآخرين؛ من بينهم بايدن.
وأضاف أن اتهام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك بالفشل الاستخباري الذي أدى إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول "ليس كافيا".
وبيّن أن نتنياهو "بحاجة إلى إظهار أنه تم إعاقته من قبل قوة عظمى بينما كان على شفا تحقيق نصر إقليمي ومغير للتاريخ"، موضحا أن "رجلا واحدا فقط ينطبق عليه هذا الوصف هو جو بايدن".
وأكد بينكاس أن نتنياهو يعمل على تفاقم الخلافات الأمريكية الموجودة بالفعل، لافتا إلى أن اجتماع تواصل الحرب على غزة، وإحجام نتنياهو عن الإعلان عن أي أفكار حول "اليوم التالي" في غزة، والتطورات التصعيدية الكبيرة في لبنان، كلها عوامل تخلق صدعاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وذكر أن تلك المعطيات جعلت البعض في إدارة بايدن والكونجرس يعتقدون أن نتنياهو يحاول جر الأمريكيين إلى حرب مع إيران.
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إلى إن نتنياهو ليس مهتما بعواقب فتح جبهة ثانية في الشمال مع حزب الله، ويعتقد أن الولايات المتحدة ستقاتل لجانب "إسرائيل".
وأوضح أن رئيس الحكومة يرى أنه من المحتمل أن تؤدي الضربة الأمريكية ضد الاستفزازات الإيرانية إلى تحويل كارثة نتنياهو الفادحة في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى نوع من الانتصار الاستراتيجي.
