آخرها اللجنة القطرية لإعمار غزة.. استهداف إسرائيلي ممنهج للمؤسسات الأجنبية في غزة

الاثنين 13 نوفمبر 2023 06:09 م

منذ بدء عدوانه الوحشي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية وبرية على القطاع المحاصر، مستهدفاً المدنيين والبنية التحتية، وكان واضحا استهدافه الممنهج للمؤسسات الأجنبية التي تقدم خدمات حيوية للشعب الفلسطيني.

وشملت تلك المؤسسات جامعة الأزهر، التي تأسست في غزة عام 1992، وتضم 10 كليات، وتقدم تعليماً عالياً لأكثر من 20 ألف طالب وطالبة، إذ قصفتها طائرات الاحتلال في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أدى إلى تدميرها بالكامل، ومقتل 12 شخصاً، بينهم 7 طلاب و3 أساتذة واثنين من العمال.

وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية هذا الاعتداء، واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي والحق في التعليم.

كما قصفت إسرائيل المعهد الفرنسي في غزة، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهو مركز ثقافي وفني يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين الفلسطيني والفرنسي، وتقديم الدعم للمبدعين والفنانين الفلسطينيين.

وأدى القصف إلى تدمير المعهد جزئياً، وإصابة 5 أشخاص، بينهم 3 موظفين؛ ما دفع فرنسا لإعلان "صدمتها" من الهجوم الإسرائيلي، وهو ما لم يجد أي صدى أو اعتذار من جانب الاحتلال.

الإندونيسي والتركي

وفي السياق ذاته، تعرض المستشفى الإندونيسي، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، لقصف طائرات الاحتلال؛ ما أدى إلى تدميره أجزاء منه، وهو ما أدانته إندونيسيا ومنظمات إنسانية دولية.

وقصف الاحتلال أيضا مستشفى الصداقة التركي للسرطان، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو مستشفى خيري يقع في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ويضم 150 سريرا و8 أقسام و4 غرف عمليات، ويقدم خدمات طبية مجانية للمرضى الفقراء والمحتاجين.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى توقف المستشفى عن العمل، وهو ما أدانته تركيا بشدة، واعتبرته "جريمة حرب"، حسبما أعلن رئيسها، رجب طيب أردوغان.

ولم تقتصر الجرائم الإسرائيلية على المؤسسات الأجنبية، بل شملت المؤسسات الأممية أيضا، إذ قصفت طائرات الاحتلال، في نوفمبر/تشرين الثاني، مقرات للمنظمة الدولية تضم مكاتب وكالات بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ومدرسة الأمم المتحدة للأطفال اللاجئين التابعة للأونروا؛ ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً.

وإزاء ذلك، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأحد، مقتل وإصابة "عدد كبير" من الأشخاص جراء قصف طال مقرا له في مدينة غزة لجأ إليه فلسطينيون هربا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال البرنامج، في بيان، إن القصف أدى إلى "سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى"، معتبرا أن "المأساة المستمرة المتمثلة في مقتل وإصابة المدنيين الرازحين تحت النزاع أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف".

ونوه البيان إلى أن المقر أخلي من موظفي الأمم المتحدة في الأسبوع الأول من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يفتح لاستقبال النازحين.

وأضاف: "يجب احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وحرمة مرافق الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

وفي السياق، نُكست الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم، الإثنين، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح عشرات من موظفيها الذين قضوا في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

اللجنة القطرية

والإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني، أدانت دولة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، واعتبرته "تعديا سافرا على القانون الدولي وامتدادا لنهج الاحتلال في استهداف المدنيين والأعيان المدنية التي شملت أيضا المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ إيواء النازحين".

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن "قصف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة هو امتداد لسياسة استهداف الإنسان، خاصة أن هذه اللجنة عملت من خلال مشاريعها على رفع معاناة السكان في قطاع غزة المأزوم بفعل الحصار الطويل والعدوان المستمر".

وشددت الوزارة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة بحق المدنيين والأعيان المدنية، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.

كما طالبت الخارجية القطرية الاحتلال الإسرائيلي بالتوقف عن "تقديم تبريرات واهية لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الصحية والمدنيين واستخدام معلومات مضللة"، وأكدت أن ذلك "لا يمكن القبول به، تحت أي اعتبار، ذريعة لاستهداف مقر اللجنة التي ظلت معنية بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في حروبه المتكررة على قطاع غزة".

وتدير اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة منح دولة قطر لتنفيذ عشرات المشاريع في مجالات الإسكان والأبنية والطرق والبنية التحتية والصحة والزراعة، وغيرها من القطاعات؛ لخدمة الشعب الفلسطيني في القطاع.

وتواصل إسرائيل قصفها الوحشي، جوا وبحرا وبرا، على القطاع المحاصر، ما أسفر عن حصيلة بلغت أكثر من 11 ألف قتيل، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 شخصا بجروح، إضافة إلى 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.

وترفض إسرائيل حتى الآن إقامة هدنة إنسانية في قطاع غزة، رغم المناشدات الدولية، رغم الدمار الذي يحيط بالفلسطينيين، علاوة على نقص كبير في الماء والمواد الغذائية والأدوية، فيما انهارت المنظومة الصحية في القطاع بالكامل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة جامعة الأزهر المستشفى الإندونيسي

دول الخليج العربية تدين استهداف مقر اللجنة القطرية لإعمار غزة

الدوحة: استهداف مقر اللجنة القطرية بغزة لن يمر دون عقاب