تنديد دولي باقتحام إسرائيل لمجمع الشفاء: المستشفيات ليست ساحة حرب

الأربعاء 15 نوفمبر 2023 07:25 م

تصاعد التنديد الدولي، إزاء اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجمع الشفاء الطبي في غزة، لافتين إلى أن "المستشفيات ليست ساحة حرب".

واقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية مجمع الشفاء الطبي بعد أيام من محاصرته بالدبابات وقطع الوقود والكهرباء عنه، ما أدى لاستشهاد العديد من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج.

واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اقتحام مجمع الشفاء "جريمة حرب، وجريمة ضد الأخلاق وضد الإنسانية"، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة كامل المسؤولية عن سلامة وحياة الطواقم الطبية والجرحى، والمرضى، والأطفال الخدج، والنازحين.

وأكّد المكتب الإعلامي بأن الأكاذيب الإسرائيلية التي يروجها الاحتلال عن وجود "ممرات آمنة" هي مجرد "دعاية قذرة وادعاءات ليس لها أساس من الصحة".

ونقل المكتب، أن جيش الاحتلال قام "بإعدام وبشكل ميداني ومباشر للعديد من العائلات التي حاولت الخروج من مستشفى الشفاء وأقعوا أكثر من 30 شهيدًا وعشرات الإصابات ضمن هذه الادعاءات التي يقولون إنها ممرات آمنة، وبالتالي هي ممرات موت وقتل وليست ممرات آمنة".

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي وغيره من المستشفيات في قطاع غزة، منتقدةً الفشل الدولي في حماية المدنيين الفلسطينيين ومنازلهم والانعكاس المباشر لازدواجية المعايير الذي اعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن اقتحامات مستشفيات غزة يشكل امتدادًا لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج، والنازحون المتواجدون في المجمع، وطالبت بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم.

في وقت قال البيت الأبيض، إنه "لا يؤيد قصف المستشفيات جوا، ولا يريد رؤية تبادل لإطلاق النار فيها"، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه "ينفذ عملية ضد حماس" في مستشفى الشفاء.

وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض (طلب عدم الكشف عن اسمه)، لوكالة "رويترز": "لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو ولا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في مستشفى ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران".

وتابع "يجب حماية المستشفيات والمرضى".

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إقدام القوات الإسرائيلية "على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي في غزة المحتلة، باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، خصوصًا اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949".

وحمّل البيان إسرائيل "مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى".

وقالت الوزارة، إن "استمرار الاعتداءات العبثية والحرب المستعرة على غزة وأهلها، واستهداف الأعيان المدنية في القطاع، وتواصل التدمير الممنهج للمرافق المدنية التي تقدّم خدماتها الأساسية للغزيين، وسياسة العقاب الجماعي، تمثل إمعانًا مدانًا في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتمثل جرائم حرب".

من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل بأنها "ترتكب جرائم حرب وتنتهك القانون الدولي في غزة".

وشدد على أن "إسرائيل تُظهر إرهاب الدولة بالمعنى الحقيقي للكلمة".

ولفت أردوغان إلى أن "إسرائيل تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة غزة وسكانها"، وأضاف: "أقولها بصراحة وبقلب مستريح.. إسرائيل دولة إرهاب".

وفي مدريد، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إسرائيل إلى وقف "القتل الأعمى للفلسطينيين في قطاع غزة".

كما نقلت وكالة "رويترز"، عن سانشيز القول إن إسبانيا تعتزم العمل من أجل "الاعتراف بالدولة الفلسطينية"،

ورغم تأكيده على وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل من أجل الرد على هجمات حماس، إلا أنه طالب الاحتلال الإسرائيلي بوضع حد لما أسماه "قتل أعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، في تغير واضح للكنة بيدرو تجاه إسرائيل، منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وطالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".

من جانبه، دعا وزير الدفاع الماليزي، حاجي حسن، الأربعاء، إلى "وقف فوري" لإطلاق النار في غزة.

وتابع: "ماليزيا تندد بالإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك احتجاز أشخاص كرهائن وقصف منازل المدنيين".

الأمر ذاته، ذكره رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، حين قال إن قتل النساء والأطفال والرضع في قطاع غزة المحاصر يجب أن يتوقف، في أشد انتقاداته لإسرائيل منذ اندلاع حربها على غزة قبل 40 يوما.

وتمسكت كندا بموقفها بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها عبّرت عن قلقها المتزايد بشأن ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة، حيث استُشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني 70% منهم أطفال ونساء.

في حين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن "المستشفيات ليست ساحة حرب".

وفي تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال غريفيث: "ينتابني الذعر حيال أنباء الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء (في غزة)، المستشفيات ليست ساحة حرب".

وشدد غريفيث على ضرورة أن تكون لحماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين الأولوية على كافة الاهتمامات الأخرى.

ولاحقا، قال غريفيث في بيان، إن "المجزرة في غزة تصل إلى مستوى جديد من الرعب كل يوم"، وأنه "لا يمكن السماح لهذا الوضع بالاستمرار".

وأفاد غريفيث، بأن "المستشفيات في غزة تعرضت للهجمات الإسرائيلية، وتسببت في موت الأطفال الخدج، وحرمت الناس من الاحتياجات الأساسية".

وأوضح قائلا "المجزرة في غزة تصل إلى مستوى جديد من الرعب كل يوم، والعالم يراقب ذلك بصدمة. لا يمكن السماح لهذا (الوضع) بالاستمرار".

وطالب "بزيادة عدد الملاجئ الآمنة للنازحين في المدارس والمرافق العامة في جميع أنحاء غزة، طوال فترة النزاع"، داعيا الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي.

وشدد على ضرورة "قبول وقف إطلاق النار الإنساني في غزة، ووقف الأعمال العدائية".

وعلى صعيد متصل، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن التقارير عن "مداهمة" الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء "مقلقة بشدة".

ولفت غيبريسوس إلى أن منظمته "فقدت الاتصال مجددا بالعاملين في المجال الصحي بمستشفى الشفاء في غزة".

بدورها، نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل بالمشاهد المفجعة التي رأتها خلال زيارة أجرتها إلى قطاع غزة في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مطالبة بـ"إيقاف هذا الرعب".

وقالت راسل التي زارت جنوب القطاع إن "ما رأيته وسمعته كان مفجعا.. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون"، مضيفة "وحدهم أطراف النزاع هم الذين يمكنهم إيقاف هذا الرعب حقا".

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن ما يجري في مستشفى الشفاء بقطاع غزة "يفطر القلب"، مؤكدة التواصل "مع جميع الأطراف، لضمان حماية المرضى والطواقم الطبية والمدنيين، المحميين أصلا بموجب القانون الإنساني الدولي".

فيما قال المتحدث باسم الصليب الأحمر بغزة هشام مهنا، إنهم مستعدون لممارسة دورهم ليكونوا وسيطا محايدا، مضيفا "لكن نفتقد التدابير الأمنية التي تمكننا من ذلك".

وبيّن المتحدث أنهم تواصلوا مع جميع الأطراف لمنع حدوث كارثة في مجمع الشفاء، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر لم يتمكن من إيصال المساعدات والوصول إلى مناطق شمال غزة؛ بسبب الخطورة الشديدة واستهداف الطرق الرئيسة.

من جانبه، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، "بشدة" اقتحام إسرائيل مجمع الشفاء، مشيرا إلى أن الأخير حول المستشفى "ثكنة عسكرية ومركزا للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين والأطقم الطبية".

وقال المركز في بيان، إنه "يدين بشدة اقتحام الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة مجمع الشفاء الطبي في غزة وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومركز للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين فضلا عن الأطقم الطبية".

وأعرب عن "مخاوفه من حدوث عمليات قتل وجرائم إعدام في ظل سماع إطلاق نار متقطع داخل مجمع الشفاء منذ اقتحامه".

وأوضح المركز الحقوقي أن "المجمع لم يشهد أي عمليات إطلاق نار سوى من القوات الإسرائيلية عند اقتحامه".

ولفت المركز إلى أن "المزاعم (الإسرائيلي) بشأن استخدام مجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية لا تحتاج إلى كل هذه الساعات الطويلة للتمشيط والمداهمة من أجل كشفها، وبالتالي فإن طول الفترة الزمنية التي يستغرقها الجيش داخل المجمع يثير مخاوف من إعداد مسرح لمشهد مصطنع"، وفق تعبيره.

ومنذ أيام يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم وجود رجال المقاومة فيه، وهو ما تنفيه حماس والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة باستمرار.

ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وتتعرض مستشفيات قطاع غزة -لا سيما في الشمال- لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، مما يفاقم الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود، الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال خدج.

ولليوم الـ40، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 شهيدا فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و200 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

كما أسرت نحو 240 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب الحركة في مبادلتهم بأكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجمع الشفاء إسرائيل الإرهاب غزة الحرب على غزة تنديد الصحة العالمية

قوات الاحتلال تعيد اقتحام مستشفى الشفاء في غزة

حلفاء إسرائيل الغربيين يطالبونها بإثبات مزاعم مخابئ حماس تحت المستشفيات أو وقف القتال

تحت وقع التفجيرات والرصاص.. إسرائيل تخلي قسرا مجمع الشفاء في غزة

منذ بدء الهدنة.. ارتفاع المستشفيات العاملة في شمال غزة إلى 5